5 أشياء يمكنك القيام بها مع شخص يتوقع الأطباء وفاته

3 دقائق
الحداد التوقعي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يتطرّق هذا المقال إلى مفهوم "الحداد التوقعي"، وطرائق قضاء تلك اللحظات الأخيرة الثمينة مع شخص عزيز يحتضر، وكيفية التعامل مع المشاعر الغامرة المحيطة بهذه الفترة، وإليك التفاصيل.

يوضّح استشاري الطب النفسي، نواف الحارثي، إن وفاة شخصٍ عزيز علينا قد تسبّب لنا بالفعل صدمة نفسية قد يتطلّب التعافي منها فترة طويلة أو قصيرة تختلف من شخصٍ إلى آخر؛ وهي ما يُعرف عادة بـ "مراحل الحداد". 

غير أن تركيزنا دائماً على مفهوم الحداد بعد موت أحبائنا لا يعني أن إحساس الفقد الوشيك لن يؤلمنا؛ سنواجه مشاعر غامرة من الحزن والحسرة؛ لكن لكلّ شيءٍ بداية ونهاية قد ندركها أو تمرّ أمام أعيننا مرور الكرام. وربّما تكون اللحظات الأخيرة من حياة أحدٍ نهتّم له من بين تلك النهايات التي قد نفشل في إيلائها الأهمية التي تستحق. 

في هذا المقال، نسلّط الضوء على مفهوم "الحداد التوقعي"، ونقترح مجموعة من الأنشطة التي يُمكنك القيام بها مع شخص عزيز قد يُفارق الحياة قريباً، دون أن ننسى إطلاعك على خطواتٍ مهمّة للاعتناء بنفسك في مثل هذه الفترات الحزينة.

الدرس الأول: قدّر اللحظات الأخيرة لكلّ شيء واستمتع بها

ثمّة لحظاتٌ أخيرة في العديد من المواقف التي نختبرها في الحياة؛ مثل وداع أحد الوالدين أو حتى أخذ قرارٍ بعدم مشاهدة فيلم مرّة أخرى. يحكي الكاتب جويل سنيب (Joel Snape) قصته الشخصية مع والده المتوفى منذ بضع سنوات؛ حيث جعلته تلك التجربة يولي اهتماماً خاصاً للحظات التي يقوم فيها بأمرٍ ما للمرّة الأخيرة. فبالنسبة إليه، نحن نعيش هذه النوعية من التجارب طوال الوقت، سواءٌ أدركناها أو لم نستطع إدراكها. ربما زرنا مكاناً، أو التقينا أشخاصاً نحبهم للمرة الأخيرة.

لقد عاش جويل سنيب مع والده العديد من تلك اللحظات؛ مثل آخر كوبٍ من الشاي أو آخر مرّةٍ تنزها فيها. لذلك؛ يعتقد أن إدراك اللحظات الأخيرة من حياة عزيزٍ لك وعيشها هما الطريقة الوحيدة لمنحه الاحترام الذي يستحقه. تعلّم جويل من تجربته أن يقدّر اللحظات الأخيرة في كلّ شيءٍ ويستمتع بها، فهي تمرّ دون أن يلاحظها أحدٌ حتى وقت لاحق؛ حتى تلك الرحلة في القطار قد تكون الأخيرة! 

اقرأ أيضاً: لماذا يضحك بعض الناس في المواقف الحزينة؟ وكيف تتعامل مع هذه الحالة؟

5 أنشطة يمكنك القيام بها مع شخص عزيز قد يُفارق الحياة قريباً

يكون الأمر صعباً عندما تعلم أن شخصاً عزيزاً يعيش آخر لحظات عمره. سترغب في المساعدة، أو إصلاح أمرٍ أو موقفٍ ما. وفي حالاتٍ عديدة، قد يشعر الأشخاص بالارتباك والحيرة مما يجب فعله، وربما يدفعهم ذلك الشعور الغامر إلى تجنّب الموقف برمّته.

ما تُمكننا الاستفادة منه من قصة جويل سنيب مع والده، أو حتى قصصنا الشخصية، هو أنه من الأفضل ألاّ نهرب، ونركّز على قضاء الوقت مع ذلك الشخص سواءٌ كان والداً أو شريكاً زوجياً أو أيّ شخصٍ مقرّبٍ قد نندم لاحقاً على تفويت فرصة قضاء الوقت برفقته في أثناء لحظاته الأخيرة. لذلك؛ نقترح عليك 5 أنشطة لمساعدتك على ذلك:

  1. تحدّث إليه: يمكنك إجراء أحاديث مطوّلة، مستعيناً بالصور إن أمكن، حول الموضوعات التي اعتدتما الحديث عنها سابقاً؛ مثل الأسرة، والمناسبات المجتمعية، واهتمامات الشخص؛ مثل الرياضة، والحرف اليدوية، والمنتجات الجديدة، وما إلى ذلك، إذا كان الشخص الذي يحتضر قادراً على التحدّث. 
  2. اقرأ له: إذا كان المُحتضر غير قادرٍ على مشاركتك الأحاديث، فربّما يجب أن تجرّب القراءة، ولا سيّما إذا كان يحب كتاباً معيناً أو حتى الصحف. ومجرّد التحدّث عن يومك، أو الأحداث الحالية، يمكن أن يكون مؤنساً له.
  3. تحدث عن الأشياء التي قمتما بها معاً: تحدّث عن الذكريات التي تشاركتماها، سواء كانت مضحكة أو محزنة.
  4. اعتنِ به: ثمّة طرائق عدّة يمكنك من خلالها رعاية الشخص وإشعاره بالراحة؛ مثل إمساك يده، أو تمشيط شعره، أو وضع مرطّب على يديه أو ذراعيه أو قدميه، أو إعداد مشروب أو طعام مفضّل، أو استخدام بطانية مريحة تجعله يشعر بالراحة والدفء أكثر.
  5. ودّعه: مهما كان الأمر صعباً عليك أو على الشخص المحتضر، قد يُسهّل وداع الأحباء تقبّل فراقهم لاحقاً. وربّما تنتهز تلك الفرصة للتعبير عن الحبّ والغفران، وإن كان مرتاحاً لكي تحتضنه، فافعل ذلك.

ما الحداد التوقعي؟ وكيف تتعامل معه؟

يُشار إلى الحداد عادة بعد وفاة شخص ما؛ لكن يمكن أن نعيش مرحلة الحداد قبل فقدان الشخص، وهو ما يُعرف بـ "الحداد التوقعي" (Anticipatory Grief)؛ ويعني الشعور بالحداد قبل الفقدان المتوقّع، والحزن على ما كان يمكن أن يكون. وتحدث هذه الحالة خصوصاً عندما يكون شخص عزيز مريض جداً أو يعاني مرضاً عُضالاً وعلى فراش الموت؛ ما قد يجعلك تعاني مشاعر قوية وحزناً عميقاً يسيطر على تفاصيل حياتك. لذا؛ نقترح عليك بعض الخطوات المهمّة التي تساعدك على إدارة الحداد التوقعي كالآتي: 

  • جد شخصاً مقرّباً أو أحد أفراد العائلة لكي تتحدث إليه عن مشاعرك. 
  • دوّن مشاعرك في دفتر يوميّات.
  • حاول الحفاظ على نظام غذائي صحيّ ومتوازن.
  • قلّل استهلاك الكافيين والكحول.
  • مارس التمارين الرياضية لتخفيف مشاعر الغضب، وتحسين الحالة المزاجية.
  • جرّب تمارين التأمل أو الاسترخاء لمساعدتك على حلّ أي مشكلات في النوم أو المزاج أو الشهية.

اقرأ أيضاً: ما أهمية مشاعر الحزن المرافقة لفترة الحداد؟

وأخيراً، بالتأكيد سوف نمرّ جميعنا باللحظات الأخيرة مع شخص عزيز يحتضر. وفي هذا المقال، أصبح من الواضح أن هذه اللحظات، على الرغم من كونها صعبة، تقدّم لنا الفرصة لتقدير حياة ذلك الشخص ووداعه على نحو لائق، ناهيك بأنها تتيح لنا إمكانية التعامل الفعّال مع مشاعر الحداد التوقعي واحتضانها عوضاً عن الهروب منها.

المحتوى محمي