ملخص: هل لاحظت يوماً أن محاوِرك يحاول أن يظهر واثقاً أمامك باستعراض إنجازاته وبطولاته؟ إذا كنت قد تعاملت مع هذا النمط من الشخصيات فربّما كنت عرضة لكسر الثقة على غرار كسر الأسعار. كسر الثقة مفهوم جديد ظهر في مواقع التواصل الاجتماعي لتفسير ميل بعض الأشخاص إلى المبالغة في الافتخار بنفسه والبحث عن تأييد الآخرين. هذا المقال يحلّل هذه الظاهرة ويفسر أسبابها وسبل التعامل مع ممارسيها.
محتويات المقال
ما هو مفهوم "كسر الثقة"؟
يتزايد انتشار مفهوم "كسر الثقة" الذي ظهر أول مرة في موقع التواصل الاجتماعي تيك توك. هذه الظاهرة التي تعني شعوراً بالنقص الكبير في الثقة بالنفس وتلمس أعداداً من الناس أكثر مما نعتقد. إليك التوضيحات المفيدة حول هذا المفهوم.
هل تشعر أحياناً بالرغبة في الحديث مع أحد أصدقائك أو معارفك عن إنجازاتك كلّها؟ هل سبق لأحدهم أن انتقدك بسبب افتخارك المستمر بنفسك؟ هل تشعر في أحيان كثيرة بالرغبة في أن يفتخر بك الآخرون ويؤيدوك ويعبروا لك عن ذلك صراحة؟ إذا كنت تشعر بذلك كلّه فربما كنت تعاني من حالة "كسر الثقة" (dumping de confiance).
وفقاً لما أورده موقع هاف بوست (HuffPost) فإن هذا المصطلح الذي ابتكره صانع المحتوى كونور دو وولف (Connor DeWolfe) ظهر قبل بضعة أشهر في موقع التواصل الاجتماعي تيك توك ويشهد منذ ذلك الحين انتشاراً واسعاً. لا يدعو هذا الانتشار إلى الاستغراب نظراً إلى عدد الأشخاص الذين قد تلمسهم هذه الظاهرة دون أن يدركوا ذلك أحياناً. لكن ما المقصود بكسر الثقة؟
تقول مستشارة الشؤون المهنية المختصة في اضطراب نقص الانتباه والتقدير الذاتي وقدرات التكيف والمعتمَدة من شركة ثرايف ووركس (Thriveworks) بريتشموند الأميركية ألكسندرا كرومر (Alexandra Cromer): "يظهر كسر الثقة عندما يبالغ شخص ما في الافتخار بإنجازاته الشخصية أو إسهاماته المفيدة والإيجابية أو يركّز عليها". فيُطيل على سبيل المثال الحديث عن أحد إنجازاته الأخيرة دون أن يترك المجال لإثارة مواضيع أخرى.
هل هو سلوك أنانيّ حقاً؟
قد يبدو هذا السلوك في الوهلة الأولى أنانياً أو متعالياً أو نرجسياً لكنه ليس كذلك في الحقيقة. إنه يخفي على عكس ذلك نقصاً عميقاً في الثقة بالنفس. توضح المختصة في الطب النفسي السريري بمنصة نيويورك سايكوثيرابيستس (New York Psychotherapists) ستيفاني كارنز (Stephanie Carnes) هذا الأمر قائلة: "قد يكون هذا السلوك مجرد أسلوب يوظفه أيّ شخص يبحث عن التأييد أو الاعتراف بقدراته وإنجازاته".
وفقاً لهذه الخبيرة فإن كسر الثقة قد يتكرر على وجه التحديد لدى الأشخاص الذين يفتقدون الشعور بالأمان لا سيّما أولئك الذين كانوا عرضة لشكل من أشكال الوصم أو النبذ. وقد يظهر هذا السلوك أيضاً لدى الأشخاص الذين يعانون القلق أو اضطرابات نفسية أخرى إذا شعروا بتجاهل نجاحاتهم وعدم تقديرها. تؤكد المعالجة النفسية بمنصة لايف ستانس هيلث (Lifestance Health) نيكوليت ليانزا (Nicholette Leanza) ذلك قائلة: "يتصرف بعض الناس هكذا كي يشعر بالتقدير والراحة النفسية".
من المهم إذاً التعامل مع الأشخاص الذين يعانون كسر الثقة بنوع من التسامح لأنهم لا يفعلون ذلك بسوء نية. فسلوكهم هذا ليس متعمداً بالضرورة وكثير منهم يتصرفون بهذه الطريقة بحثاً عن الاندماج مع الآخرين والتقرب من أقرانهم. بينما يمارس آخرون هذا السلوك لأنهم يعانون فعلاً من عدم التقدير.