ملخص: لا عتاب بين الأصدقاء. هذه هي المقولة الشائعة التي تُظهر أهمية الصديق في حياتنا؛ لكن عندما يصبح هذا الصديق شخصاً أنانياً لا يتصل بك إلا عندما يحتاج إليك، ويكتفي بإرسال رسالة نصية، فاعلم أنك ربّما وقعت ضحية الرسائل النصية الانتهازية. كي تتأكد من هذا الاحتمال، تابع هذا المقال.
سبق لنا جميعاً أن وقعنا ضحية الرسائل النصية الانتهازية مرة واحدة على الأقل وأحياناً دون أن ندرك ذلك! هذه العبارة المعقدة تخفي وراءها سلوكاً ساماً للغاية. في هذا المقال، نوضح معنى هذه الممارسة التي يتزايد انتشارها أكثر فأكثر في عالم الصداقة.
ما هي الرسائل النصية الانتهازية؟
عادة ما نعتقد أننا محاطون بأصدقاء أوفياء ومساندين لنا، يصغون إلينا ويقفون إلى جانبنا، ثم نُفاجأ في يوم من الأيام أننا ضحية الرسائل النصية الانتهازية، وهنا قد يكون هذا السلوك مؤلماً لنا. فعلى الرغم من تزايد انتشار هذه الممارسة في عوالم الصداقة، فإن ضررها أكثر مما نتصور. فما طبيعة هذا السلوك الذي نتحدث عنه؟ وفقاً لموقع هاف بوست (HuffPost)؛ فإن هذا المصطلح الذي يجمع بين "الرسائل النصية" وصِفة "الانتهازية" يعني بالضبط عدم اتصال الصّديق بك إلا عندما يحتاج إلى نصيحة أو رعاية أو خدمة أو معلومة أو عندما لا يكون على ما يرام ويطلب مساعدتك.
قد يتصل بك مثلاً ليسألك عن اسم طبيب الأسنان الذي تزوره أو عنوان مطعم مميّز أو استعارة سيارتك أو ليطلب منك العناية بقطّته حتى يعود (وفي أسوأ الأحوال العناية بأطفاله) أو زيارته لأنه يشعر بالوحدة. إنه باختصار يتصل بك فقط عندما يكون محتاجاً إليك بينما لا تسمع صوته بقية الوقت، فلا تسمع أخباره ولا يسأل عن أخبارك ولا يردّ على رسائلك أو مكالماتك؛ لكنه يظهر مرة في الشهر عندما تكون مفيداً له.
تشبه هذه الممارسة السامّة والمزعجة سلوك "التلاعب بالاختفاء والظهور" إلى حدّ ما لأن هذا الصديق لا يتصل بك إلا عندما يرغب في ذلك دون أن يكترث لمشاعرك واحتياجاتك الشخصية. تقول المختصة في الطب النفسي السريري ومؤسِّسة منصّة ثيرابي نست (TherapyNest) ومديرتها في ولاية كاليفورنيا، آرتي غوبتا (Aarti Gupta)، في تصريح لموقع هاف بوست: "هذا السلوك يوحي بأن العلاقة مبنية على المصلحة والفائدة غير المتبادلة واللامتكافئة".
الرسائل النصية استثمار عاطفي حقيقي
قد يقول بعض الأشخاص: "الرسائل النصية تصلح أصلاً لهذا النوع من التواصل، أما إذا أردنا أن نعرف أخبار أصدقائنا فمن الأفضل أن نلتقي بهم". هذا ليس صحيحاً تماماً، فالرسائل النصية ليست وسيلة تواصل تافهة، أو لم تعد كذلك على كلّ حال. فقد كشف استطلاع رأي أنجزته مؤسسة غالوب سنة 2014 وفقاً لما أورده موقع هاف بوست، أن الرسائل النصية أصبحت الوسيلة الرئيسة للتواصل بين الأميركيين الذين تقلّ أعمارهم عن 50 عاماً.
بينما كشف استطلاع رأي آخر أُجري سنة 2016 وشمل عينة من مواليد الألفية الثالثة، أن 75% من المستجوَبين كانوا يفضلون هاتفاً محمولاً يحتوي فقط خدمة الرسائل النصية بدلاً من الهاتف الذي يحتوي فقط خدمة المكالمات. بعبارة أخرى: أصبحت الرسائل النصية إحدى أفضل وسائل اتصال الفرد بمن حوله.
تقول المعالجة النفسية ومالكة منصة ثيرابي شارلوت (Therapy Charlotte)، نيكول سوندرز (Nicole Saunders): "نستخدم الرسائل النصية للاهتمام عاطفياً بعلاقاتنا الشخصية"، وعندما يغيب التبادل بين الطرفين وتكون الاستجابة باستمرار أحادية الجانب أو منفعية، فقد نشعر بافتقاد الدعم الاجتماعي أو التعرّض للتوظيف والاستغلال، ولا أحد يتوقع أن تنتابه مشاعر الضعف هذه بانتظام في إطار علاقة صداقة".
مع ذلك، لا بد من التعامل بحذر مع هذه الحالة. إذا لاحظت هذا النوع من السلوك لدى أحد المقرّبين منك فلا تقطع علاقتك به فوراً. في أغلب الحالات، لا يفعل ذلك بنية سيئة ولا يكون سلوكه متعمداً. كي تفهم حقيقة سلوكه إذاً، من المهم أن تخوض نقاشاً صريحاً معه. اشرح له معاناتك وشعورك بالخذلان؛ بل الاستغلال، وأنك ترغب في أن تحظى بمزيد من اهتمامه، فإذا كنت مهماً في نظره سيفهم رسالتك.
اقرأ أيضاً: كيف تتجنب الاختفاء المفاجئ وتنهي علاقاتك بكل احترام؟