ما السن التي يبلغ فيها الإنسان أقصى درجات سعادته وفقاً للمختصين؟

السعادة مطلب البشر الأبدي، وهي عاطفة شخصية جداً يختلف تعريفها من شخص إلى آخر؛ لكن السؤال هو: ما السن التي يبلغ فيها المرء أقصى درجات السعادة؟ سؤال معقد، حاول فريق من الباحثين الألمان والسويسريين الإجابة عنه.

ما السن التي يبلغ فيها الشخص أقصى مستويات السعادة؟

ولفهم كيفية تطور السعادة على مدار الحياة، أجرى الباحثون دراسة استقصائية واسعة النطاق شملت عينة من نحو نصف مليون مشارك، وعملوا على تقييم التغيرات في الرفاهة طوال الحياة وتحديد السن التي يبلغ فيها الإنسان إلى أقصى درجات سعادته، وذلك بدراسة 3 عناصر أساسية للرفاهة الشخصية وهي: الرضا عن الحياة، والحالات العاطفية الإيجابية، والحالات العاطفية السلبية. ووفقاً لإحدى أعضاء الفريق، سوزان بوكر (Susanne Bücker)، هدفت الدراسة إلى فهم كيفية تغير جوانب السعادة هذه على مر السنين.

كشفت النتائج، التي نُشرت في سبتمبر/أيلول 2023 في دورية النشرة النفسية (Psychological Bulletin)، عن اتجاه مذهل، فوفقا للدراسة؛ يتناقص إدراك السعادة بين سنَّيّ 9 و16 عاماً، ثم يشهد زيادة طفيفة بعد سن 70 عاماً، قبل أن ينخفض ​​مرة أخرى في سن 96 عاماً. ويمكن تفسير الانخفاض في الرضا الذي لوحظ خلال فترة المراهقة بالتغيرات الجسدية والاجتماعية المرتبطة بالبلوغ؛ إذ يواجه المراهق ضغوطاً وتحديات جديدة عندما يبدأ ببناء هويته الشخصية وينشئ علاقات معقدة أكثر. في المقابل، قد ترجع الزيادة في الرضا لدى من تجاوزوا سن السبعين إلى تناقص الضغوط والاتصالات الاجتماعية ويرجع ذلك جزئياً إلى وفاة أزواجهم.

السعادة تختلف من فرد إلى آخر

السعادة تجربة شخصية جداً ويختلف مفهومها من شخص إلى آخر باختلاف التجارب الحياتية الفردية والقيم والتوقعات والتطلعات، فما يسعد شخصاً ما قد لا يكون له التأثير نفسه في آخر. لذا؛ بغض النظر عن سنك، تذكر أن السعادة هي قبل كل شيء سعي شخصي، وأن لكل مرحلة من مراحل الحياة تحدياتها ومكافآتها.

اقرأ أيضاً: الشيروفوبيا: لماذا يخاف البعض السعادة؟ وكيف يمكنه التغلب على هذا الشعور؟