ملخص: ربما تسلّل إليك بعض الخوف عند النظر إلى وجهك في المرآة بعض المرات؛ لكن هذا الخوف يتطور عند بعض الأشخاص حدَّ إصابتهم برهاب المرايا، فما أعراضه وأسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟ يقدم لك هذا المقال الإجابات المفصلة عن الأسئلة السابقة.
محتويات المقال
هل ساورك الشعور بالخوف أو القلق عندما نظرت إلى نفسك ذات يوم في المرآة؟ إذا كان هذا شعوراً عابراً فلا تقلق؛ لكن عندما تصبح المرآة في نظرك شيئاً يثير توترك دائماً، ففي هذا الحالة قد تكون تعاني رهاب المرايا أو السبكتروفوبيا (Spectrophobia).
ويشير الطبيب النفسي أحمد النعمي إلى أنه يمكن تعريف رهاب المرايا بأنه خوف غير طبيعي ومستمر من المرايا؛ إذ يعاني المصاب به قلقاً غير مبرر من المرايا، وهو في الوقت نفسه يدرك أن خوفه غير عقلاني.
ما أعراض رهاب المرايا؟
رهاب المرايا مثله مثل أنواع الرهاب أخرى؛ له أعراض نفسية وأخرى جسدية، ومن أهم الأعراض النفسية:
- تجنب المرايا أو أي سطح عاكس.
- القلق من المواقف التي يضطر فيها الشخص إلى النظر في المرآة.
- الاعتراف بأن هذا القلق غير عقلاني.
- أفكار سلبية ذات صلة بالمرايا تؤدي إلى اضطراب الحياة.
- اللجوء إلى إزالة المرايا جميعها من المحيط الذي يعيش فيه الشخص.
- عدم القدرة على قيادة السيارة للانزعاج من فكرة النظر إلى المرآة.
أما الأعراض الجسدية، فغالباً ما تترافق مع المواقف التي يواجه فيها الشخص المرآة؛ وتشمل:
- القشعريرة.
- الدوار.
- فرط التعرق.
- الغثيان.
- خفقان القلب.
- ضيق التنفس.
- الارتجاف.
- اضطراب المعدة.
اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن الرهاب
لماذا قد يُصاب البعض السبكتروفوبيا؟
يشير مختص الإرشاد النفسي، عبد الله سافر الغامدي، إلى أن ثمة عدة أسباب تقف وراء الإصابة بالسبكتروفوبيا؛ ومنها التعرض إلى الصدمات النفسية أو معاناة الوسواس القهري. لكن أحياناً، لا يرتبط رهاب المرايا بالسببين السابقين لأن العوامل الوراثية والبيئة تسهم في الإصابة ببعض أنواع الرهاب، فبعض الأطفال والبالغين الذين يعانون فرط نشاط اللوزة الدماغية المسؤولة عن العواطف والسلوكيات، أكثر عرضة من غيرهم إلى الإصابة بالرهاب، ويرتبط رهاب المرايا في بعض الحالات بأفكار معينة مثل الخوف من الأشباح أو الموت.
كيف يمكن تشخيص رهاب المرايا؟
غالباً ما يستعين الطبيب النفسي أو المختص النفسي في تشخيص السبكتروفوبيا بالدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية (DSM-5)؛ إذ يُطلب من المصاب وصف أعراضه وشدتها وتكرارها، إلى جانب تقييم معدل خوفه وقلقه لفهم اضطرابه بدرجة دقيقة.
ونظراً إلى تداخل السبكتروفوبيا مع عدة اضطرابات نفسية أخرى، سيبذل المعالج النفسي جهده من أجل استبعاد الإصابة بـ:
- اضطراب تشوه الجسم.
- رهاب الموت.
- اضطراب الهلع.
- الوسواس القهري.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- اضطراب القلق العام.
- اضطراب القلق الاجتماعي.
اقرأ أيضاً: كيف أتغلب على رهاب الموت؟
3 أساليب لعلاج رهاب المرايا
يعتمد علاج رهاب المرايا على حالة المصاب به وأسباب الإصابة؛ لكن بصفة عامة، توجد عدة أساليب علاجية؛ وأهمها:
1. العلاج المعرفي السلوكي
يساعد هذا النوع من العلاج المريض على تحديد أفكاره ومشاعره وسلوكياته السلبية؛ ومن ثم العمل على تغييرها وتبني معتقدات جديدة تجاه خوفه من المرايا، ويكون العلاج المعرفي السلوكي أكثر فعاليةً عند دمجه بالعلاج بالتعرض.
2. العلاج بالتعرض
يبدأ هذا العلاج بمناقشة المصاب في الأفكار المتعلقة بنظره إلى المرآة، ثم شيئاً فشيئاً، يساعده المعالج باستخدام استراتيجيات تقليل القلق، على النظر إليها بدرجات تدريجية، تصل في النهاية إلى إزالة حساسيته منها.
3. العلاج الدوائي
لا يتطلب علاج السبكتروفوبيا في العادة تناول أي أدوية؛ لكن أحياناً إذا كان الشخص يعاني اضطراباً نفسياً مزمناً، فمن الضروري وصف بعض الأدوية الملائمة لحالته.
بالإضافة إلى الأساليب السابقة، يمكن للمصاب برهاب المرايا أن يعتمد على عدة ممارسات ذاتية؛ ومن أهمها التأكيدات الإيجابية بأن يدعم نفسه بالكلمات التي تدفعه إلى مقاومة مخاوفه، إلى جانب ممارسة الاسترخاء والتواصل مع الأصدقاء وأفراد الأسرة الداعمين، وكذلك تدوين اليوميات وفهم التأثير السلبي لرهاب المرايا في حياته.
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن العلاج النفسي باستخدام الواقع الافتراضي؟ وما الاضطرابات التي قد يعالجها؟