ملخص: يُصاب الأطفال بالقلق كما الكبار تماماً لكنهم لا يعبّرون عن ذلك مباشرة؛ إنما من خلال مجموعة من السلوكيات والأعراض الجسدية، نتعرف إليها، وإلى نصائح لمساعدتهم على التأقلم مع قلقهم بطريقة صحية، من خلال السطور التالية.
محتويات المقال
بسبب صغر سنهم وقلة خبراتهم؛ يتسم الأطفال بأنهم أكثر ضعفاً وهشاشة من البالغين في مواجهة الحياة ومخاطرها؛ ومن ثم فإنهم بحاجة إلى اهتمام وإصغاء أكثر. يواجه الطفل الصغير الحياة خارج نطاق الأسرة مبكراً، سواء حينما يدخل إلى الحضانة أو المدرسة، فيتمكن من استكشاف العالم والتعرف إلى أطفال آخرين في مثل سنه؛ لكنه في الوقت ذاته يواجه العديد من الصعوبات ويتعين عليه التكيف مع بيئات أخرى مثل المدرسة على سبيل المثال.
يصعب على الوالدين في هذه الحالة تحديد ما إذا كان طفلهما يعاني القلق أو أنه متوتر فحسب بسبب تجربة أمور جديدة عليه، ففي حين أنه من الطبيعي جداً أن يتوتر طفلك أو يقلق مثلاً في اليوم الذي يسبق بدء العام الدراسي، يشير استمرار هذه الحالة إلى أنه يعاني قلقاً دائماً.
وفقاً لمختصة علم النفس الإكلينيكي المتخصصة في اضطرابات القلق لدى الأطفال والمراهقين، إيرينا غوريليك؛ فإن على الوالدين الانتباه على وجه الخصوص إلى التغيرات المزاجية لدى الطفل لمعرفة ما إذا كان يعاني القلق، وقد حددت 3 مؤشرات رئيسة في هذا الخصوص كما قدمت الطريقة الأمثل لدعم الطفل في هذه الحالة وتخفيف قلقه قدر الإمكان.
حاجة طفلك المستمرة إلى الطمأنة
إذا كان طفلك يطلب إليك باستمرار أن تطمئنه حول سلامته فهذه علامة على أنه يعاني بعض القلق. تقول المختصة النفسية، إيرينا جوريليك: "يمكن أن يظهر التوتر والقلق بالطريقة ذاتها؛ لكن للثاني عواقب أكبر على الطفل". ووفقاً لها؛ هذا بعض الأسئلة التي من المرجح أن يسألها الطفل لوالديه إذا كان يعاني القلق:
- هل سأمرض؟
- هل سيكون كل شيء على ما يرام؟
- ماذا لو حدث مكروه؟
أو قد يكرر الطفل سلوكيات معينة، وتقول المختصة: "قد تلاحظ أن طفلك يكرر سلوكيات أو عادات معينة أو يركز على تفاصيل غير مهمة".
ظهور حالة نفسية جسدية لديه
لا يمتلك الطفل حصيلة لغوية كافية ليقول إنه قلِق؛ ومن ثم فإنه قد يعبر عن قلقه بقوله إن معدته تؤلمه أو إنه ليس على ما يرام كما قد يظهر لديه بعض من هذه الأعراض:
- فرط النشاط.
- سرعة الانفعال.
- صعوبة التركيز.
- آلام المعدة.
- الصداع.
- الغثيان.
ثمة علامات أخرى تشير إلى مشكلة أكثر خطورة؛ ومنها: صعوبة النوم أو نقص الشهية، وذلك بعيداً عن مجرد عدم رغبته في النوم أو صعوبة إرضائه فيما يتعلق بالطعام. تقول المختصة: "في كثير من الأحيان، قد تظهر على الطفل أعراض جسدية لا يمكن تفسيرها بطريقة أخرى، وتتكرر أكثر بعد حدث معين أو تغيّر ما في حياته".
حدوث تغير كبير في حياته
يحب الأطفال الالتزام بروتينهم وعاداتهم فذلك يمنحهم الأمان العاطفي، وتزعزع التغيرات الكبيرة التي تطرأ على حياتهم استقرارهم وتضعهم أمام تحدٍ مرهق ومثير للقلق. تقول غوريليك: "عندما يكون هناك اتساق واستقرار عام في حياة الطفل، فإن ذلك يعزز أمنه وأمانه ويحول دون استثارة جهازه العصبي على نحو متكرر"، وهذا بعض التغيرات المقلقة له:
- الانتقال إلى منزل جديد.
- بدء العام الدراسي أو انتهاؤه أو انتهاء المخيم الصيفي.
التغيّرات التي تطرأ على بنية العائلة مثل طلاق الوالدين أو خسارة عزيز أو قدوم أخ جديد.
كيف تساعد طفلك على التأقلم مع هذه التغيرات؟
تقول مختصة علم النفس: "يمكن لطفلك التأقلم مع هذه التغيرات بطريقة صحية، إذا منحته المساحة الكافية لاستكشاف تأثيرها في نفسيته، وإذا كان مستعداً لها". إذا تعرفت على واحدة أو أكثر من الخصائص المذكورة أعلاه لدى طفلك، فمن المحتمل أنه يعاني القلق، وأفضل حل ممكن لمساعدته في التغلب على مخاوفه هو أن تستشير مختصاً صحياً، وثمة نقطتان أساسيتان تنبغي مراعاتهما في هذا الخصوص:
- سن الطفل
تنبغي مراعاة هذه الناحية لتحديد العلاج الأنسب للطفل، فإذا كانت سن طفلك تتراوح بين 4 و8 سنوات، فمن الحكمة التفكير في خيارات أخرى غير العلاج بالكلام. تقول مختصة علم النفس: "غالباً ما يفتقر الأطفال الصغار إلى القدرة اللغوية الكافية لإيصال مشاعرهم في حين يمكنهم التعبير عنها من خلال اللعب والأنشطة الفنية وغيرها من الوسائل".
- توفير الدعم الكافي له
الجلسات العلاجية وحدها لا تكفي؛ إذ إن للبيئة التي يعيش فيها الطفل دوراً مهماً في تعافيه. وبمعنىً آخر: إذا كنت تأمل أن يحقق العلاج لطفلك الفائدة المرجوة فينبغي لك بدورك أن تمنحه الاهتمام الكافي في المنزل، ويمكنك أيضاً أن تستشير مختصاً نفسياً مع طفلك أو لوحدك لتتعلم استراتيجيات تساعده من خلالها على إدارة عواطفه حتى يشعر أنك تقدم الدعم له.
وتختتم غوريليك قائلة: "يشعر الطفل بالوحدة غالباً فيما يخص عواطفه، وإذ أتيحت له الفرصة للتواصل مع والديه بشأن مشاعره الحساسة والمزعجة فإن ذلك سيُحدث فارقاً كبيراً في حياته ويمنحه الراحة".