ملخص: لا غنى للإنسان عن علاقات عاطفية وودية تلبي احتياجاته وتستجيب لرغباته؛ لكن بناءها يمثل تحدياً حقيقياً بالنسبة إلى العديد من الناس. فكيف يمكن إذاً بناء علاقات آمنة ومُرضية؟ هذا ما يلخصه الطبيب النفسي جون كيم في أسلوب الارتباط الآمن ذي الخطوات الثماني التي يعرضها هذا المقال.
محتويات المقال
يقترح الطبيب النفسي جون كيم في هذا المقال نهجاً بسيطاً من 8 خطوات يُدعى "الارتباط الآمن" لبناء علاقات صحية ومنسجمة، وهذه تفاصيله.
نسعى جميعاً كي نعيش قصة حب صحية وسعيدة ومُرضية؛ لكن هذا الحلم يصبح صعب المنال بسبب تقلبات الحياة ومشكلاتنا الشخصية المرتبطة بعلاقاتنا العاطفية والزوجية ومشكلات شريك الحياة أيضاً. ومع ذلك، من الممكن بناء علاقات صحية ودائمة.
وفي هذا الإطار، يقدم لنا المعالج النفسي والكاتب الشهير جون كيم (John Kim) في مقال منشور في المجلة العلمية "سايكولوجي توداي" (Psychology Today)، أسلوباً بسيطاً لبناء علاقات منسجمة في شتى مجالات الحياة. ولتحقيق ذلك، يوصي كيم بتعلم كيفية تطوير أسلوب الارتباط الآمن بين الشركاء.
يرتكز هذا النوع من الصلات العاطفية على شعور عميق بالثقة والارتباط العاطفي والأمان المتبادل بين الأفراد. يحسّن الارتباط الآمن العلاقات الحميمية، ويساعد على الشعور بالراحة النفسية، ويوفر ظروفاً مثالية للتطور الشخصي. هذا الأسلوب الذي يتعيّن تبنيه مدى الحياة، يتطلب الاستبطان والاستمرارية لكنه يضمن بناء علاقات مفيدة. إليك إذاً 8 خطوات لبناء الارتباط الآمن بالآخرين كما تصوّرها الطبيب النفسي جون كيم.
تفهم أساليب الارتباط المختلفة
ينصح جون كيم قائلاً: "ابدأ أولاً بالتعود على فكرة الارتباط الذي ينقسم إلى 4 أنماط رئيسة: الارتباط القلِق، والارتباط الآمن، وارتباط التجنّب، وارتباط الخوف". من المؤكد أن نمط ارتباطنا بالآخرين يعتمد على تجاربنا الأولى في الحياة؛ لكننا نستطيع تطويره وتعديله طوال حياتنا بعد سن الرشد. ويعزز خلق ارتباط آمن بالآخرين استقرار السلوك، ويضمن أماناً عاطفياً لا غنى عنه للعلاقات الصحية.
عزّز وعيك بذاتك
حان وقت الاستبطان؛ أي استكشاف سلوكياتك وأفكارك وعواطفك من خلال طرح بعض الأسئلة: كيف عشت علاقتك العاطفية الأخيرة؟ ما الذي كان ينقصها؟ بمَ كنت تشعر خلالها بالضبط؟ يقول الطبيب النفسي: "فكّر في أنماط ارتباطك بالآخرين وحدّد العوامل التي تولّد لديك شعوراً بانعدام الأمان، فاهتمامك بنفسك سيساعدك أكثر على فهم احتياجاتك واختياراتك المفضلة وحدودك". وهكذا يمكنك أن تعبّر عنها بسهولة للآخر سواء في إطار علاقتك الزوجية أو في علاقات الصداقة.
ركّز على التواصل المنفتح
التواصل الواضح والصريح هو المفتاح الأساسي للارتباط الآمن. يوضح المعالج النفسي ذلك: "من الضروري في أيّ علاقة صحية أن نتعلم كيفية التعبير عن احتياجاتنا ورغباتنا واهتماماتنا بصدق واحترام". ويمثل الإصغاء النشط مهارة يتعين اكتسابها لأنها تؤكد الاهتمام الحقيقي بالآخر والتعاطف معه. وكذلك، يعزز التواصل الفعال شعور الثقة المتبادل ويعمق الروابط العاطفية ويسمح بحل الخلافات على نحو سليم.
أعطِ الأولوية للتنظيم العاطفي
يجب أن تعرف عواطفك وتقبلها وتديرها بطريقة صحية وبنّاءة كي تتمكن من خلق ارتباطات آمنة بالآخرين؛ لذا عليك بممارسة أساليب الاسترخاء الذاتي مثل التنفس العميق أو التأمل بتقنية الوعي الكامل. وينصح جون كيم بتنظيم العواطف: "لأنه يمكّنك من التعامل مع علاقاتك بحالة نفسية هادئة ومتوازنة؛ وهذا ما يعزز العلاقات الآمنة والمُرضية".
طوّر جدارتك بالثقة والمصداقية
احرص على انسجام أقوالك وأفعالك واحترم التزاماتك، وحاول ما أمكن أن تكون إنساناً مسؤولاً موثوقاً به، فهذه قواعد أساسية لتحقيق الارتباط الآمن. ويحذر الطبيب النفسي قائلاً: "تجنّب السلوكيات التي تقوّض الثقة مثل عدم النزاهة أو عدم الوفاء بالوعود"، فالثقة تُبنى بمبادرات بسيطة في الحياة اليومية. عزّر إذاً مصداقيتك وحس التضامن الذي تتحلى به، حتى يعرف الآخرون أن بإمكانهم الاعتماد عليك.
ضع حدوداً معقولة لخصوصيتك
يجب أن تحدد بوضوح حدودك الشخصية واحتياجاتك وانتظاراتك من أيّ علاقة. تحدث إلى الآخرين عن ذلك بلطف ولا تتردد في أن تكون حازماً. يضيف المعالج النفسي: "وضع حدود معقولة في العلاقة واحترامها أمر ضروري لأنها تعزز الاحترام المتبادل والاستقلالية والأمان العاطفي بين الشركاء".
تفاعل مع عواطف الآخرين
هذا يعني أن تتقبّل عواطف الآخر واحتياجاته وتصغي إليها. حاول ما أمكن ألّا تحكم على من حولك أو تنتقدهم عندما يعبرون عن مشاعر الضعف. يوضح جون كيم ذلك: "يتعلق الأمر بخلق مساحة ثقة وأمان تتيح لشريكك التعبير عن شعوره بالضعف. ادعمه وتعاطف معه وتقبّل مشاعره". إذا تعاملت هكذا مع شريكك ستعزز بقوة الترابط العاطفي الصحي والمُرضي بينكما.
اطلب مساعدة الخبراء عند الضرورة
الخضوع لعملية تنمية ذاتية عميقة بمساعدة معالج نفسي يمكن أن يكون مفيداً جداً لتحسين علاقاتك الشخصية. ومعالجة نقاط ضعفك ومشكلاتك بمساعدة خبير ستمنحك الأدوات والدعم الضروريين للتطور وتعلّم بناء علاقات صحية ومُرضية.