هل تعرف الفرق بين المشاركة الوجدانية والتعاطف؟

المشاركة الوجدانية والتعاطف
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: قد نظن أن المشاركة الوجدانية (Empathy) والتعاطف (Compassion) مصطلحان متماثلان؛ لكنهما مختلفان جداً في الواقع، ولكل منهما مدلولاته، فما الفرق بينهما؟ وما أهميتهما في العلاقات؟

المشاركة الوجدانية (Empathy) والتعاطف (Compassion) عاطفتان أساسيتان للحفاظ على علاقة صحية؛ لكن ما الفرق بينهما؟

يقدم العديد من الباحثين نصائح حول كيفية تحسين العلاقة بشريك الحياة أو العائلة أو الأصدقاء، ويُعد إظهار المشاركة الوجدانية والتعاطف من أكثر العوامل تأثيراً في العلاقات بمختلف أنواعها.

وعلى الرغم من أننا قد نظن أن هذين المصطلحين متماثلان، فإنهما مختلفان تماماً ولكل منهما مدلولاته.

المشاركة الوجدانية (Empathy): أن تضع نفسك مكان الآخر

تمكّنك المشاركة الوجدانية من وضع نفسك مكان الشخص الذي أمامك، وهي مهمة جداً للحفاظ على روابط قوية مع أحبائك، فالشخص الذي يتمتع بالقدرة على المشاركة الوجدانية هو أكثر ارتباطاً بمَن حوله، وكذلك فإن بإمكانه فهم وجهات نظرهم والشعور بمشاعرهم سواء كانت سلبية أو إيجابية، وهذا هو الجانب السلبي في المسألة؛ لأنه إذا مر صديقه بضيق نفسي أو مشاعر سلبية بسبب موقف ما، على سبيل المثال، فإن هذه المشاعر ستنتقل إليه كما لو أن الموقف حدث معه.

التعاطف (Compassion): أن ترغب في تخفيف معاناة الآخر

يمكن أن يكون التعاطف أقوى من المشاركة الوجدانية؛ إذ إنه لا يتلخص بمجرد الشعور بمشاعر المقربين منك بل يعني أنك راغب أيضاً في إنقاذهم وإزاحة الهموم التي تثقل كواهلهم.

وينشأ التعاطف تجاه الآخر غالباً بسبب مواجهة تجربة مماثلة لتجربته في السابق؛ ومن ثم يمكن أن يتمثل في تقديم العون لمحتاج، أو الاعتذار إلى من أخطأت في حقه، أو الاعتراف بأنك آذيت شخصاً ما، أو الانخراط في العمل التطوعي وغير ذلك.

ما أهمية المشاركة الوجدانية والتعاطف؟

يشير البحث الذي نُشر في مجلة العواطف (Emotion) إلى أن تأثير المشاركة الوجدانية في الصحة النفسية أكبر من تأثير التعاطف، وبالفعل فالإفراط في إظهار المشاركة الوجدانية يمكن أن يُرهقنا نفسياً بسبب المشاعر السلبية التي تنتقل إلينا من الآخر؛ أما التعاطف فيعزز مشاعرنا الإيجابية.

ويلخص الباحثون دراستهم كما يلي: “استخدم الأشخاص الذين تطغى لديهم المشاركة الوجدانية على التعاطف لغة تتمحور حول الذات وكتبوا عن المشاعر السلبية والعزلة الاجتماعية والشعور بالاستنزاف العاطفي؛ أما الأشخاص الذي يطغى لديهم التعاطف فاستخدموا لغة إيثارية وكتبوا عن المشاعر الإيجابية والروابط الاجتماعية”.