تقنية عسكرية تساعدك على النوم خلال دقيقتين

3 دقائق
تقنية عسكرية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: تعرّف إلى تقنية عسكرية طوّرتها مدرسة البحرية العسكرية الأميركية للطيران، ستساعدك لتغطّ في النوم في غضون دقيقتين، وتقدّم الممارسة المستمرّة لها حلاًّ فعّالاً لتحسين جودة النوم ومكافحة الأرق.

يسعى العديد من الأشخاص إلى الحصول على نوم هادئ ليلاً والبحث عن استراتيجيات مجرّبة وفعّالة لمكافحة الأرق وتحقيق النوم السريع؛ ومن بين تلك الاستراتيجيات تقنية عسكرية طوّرتها البحرية العسكرية الأميركية للطيران لمساعدة الطيّارين المتدربين على النوم في غضون دقيقتين أو أقل، ويقدم هذا المقال تفاصيل هذه التقنية وفوائدها المحتمَلة والخطوات اللازمة لتحقيقها. 

كيف يؤثّر الحرمان من النوم في الإنتاجية وزيادة الوزن؟

يحتل الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم أهمية كبرى وفقاً لدراسة أُجريت عام 2018 قام بها باحثون من جامعة أريزونا (University of Arizona) وجامعة بنسلفانيا (University of Pennsylvania) بأميركا؛ إذ إن الأفراد الذين ينامون من دون تقطّع لمدة 7 إلى 8 ساعات كل ليلة يكونون أكثر إنتاجية بنسبة 19% من أولئك الذين ينامون لمدة 5 إلى 6 ساعات؛ أما الأفراد الذين ينامون أقلّ من 5 ساعات يكونون أقل إنتاجية بنسبة 30% تقريباً.

وعلى الرغم من أن الأشخاص قد يبقون مستيقظين لفترات أطول عندما ينامون لمدة زمنية أقصر، فإنهم ينجزون أقلّ؛ حيث قد يُعزى ذلك إلى أبحاث أخرى تشير إلى أن الحصول على 6 ساعات فقط من النوم يُضعف القدرة على إنجاز المهمات التي تتطلّب التركيز أو التفكير العميق أو حلّ المشكلات على نحوٍ كبير، وكذلك فإن الحرمان من النوم يعوق إكمال الأنشطة التي تتضمّن خطوات متعدّدة؛ ما يجعل إنجاز أيّ مهمّة أكثر صعوبة.

وبالإضافة إلى ذلك، يؤدي النوم غير الكافي إلى زيادة النشاط في مراكز المكافآت المتعلّقة بالأكل في الدماغ؛ ما يسبب اتخاذ خيارات غذائية سيئة وغير صحية.؛ ومن ثَمّ فقد يدخل الأفراد في حلقة مفرغة من النظام الغذائي السيئ وزيادة اضطراب النوم.

ويوضّح اختصاصي الأورام، آدم بطاينة، إن الحرمان من النوم يمكن أن يشكّل تهديداً حقيقياً للحياة إذا استمرّ لفترة طويلة؛ إذ يؤثّر في مناعة الجسم وكفاءة القلب وضغط الدم، ويطال التهديد عواطف الإنسان الذي يصبح غير مكترثٍ لنفسه أو لغيره، ناهيك بالتأثيرات المتعلقة بالوظائف الإدراكية؛ ما يسبّب الهلاوس والذهان وعدم القدرة على التفكير السليم.

اقرأ أيضاً: كيف تستأنف نومك العميق بعد استيقاظك فجأة في الليل؟

تعرَّف إلى تقنية عسكرية تجعلك تنام في دقيقتين

في كتاب "استرخِ وفُز: أداء البطولة" (Relax and Win: Championship Performance) الذي نُشر في عام 2012، يشارك مدرّب سباقات المضمار والميدان الأميركي، لويد وينتر (Lloyd Winter) تقنية طوّرتها مدرسة البحرية الأميركية لمساعدة الطيّارين على النوم؛ إذ تمكّن 96% منهم من النوم في غضون دقيقتين أو أقلّ بعد 6 أسابيع من ممارسة هذه الطريقة، ونوضّح هذه التقنية في الخطوات التالية:

  •  أرخِ عضلات وجهك بالكامل وأغمض عينيك وخذ أنفاساً عميقة وبطيئة، ثم تخلّص تدريجياً من التوتّر في عضلات الوجه كلها، بدءاً من جبهتك ونزولاً، وهذا يشمل الفكّ والخدّين والفم واللسان وحتى العينين.
  • دع كلاً من كتفَيك ويدَيك تسترخيان وأرخِ عضلات رقبتك، واشعر وكأنك تغرق على نحو مريح في السرير، واستمرّ في إرخاء ذراعك الأيمن من أعلى إلى أسفل، وكرّر العملية على ذراعك الأيسر مع الاستمرار في التنفّس بعمق.
  • أرخِ منطقة الصدر مع الزفير؛ الذي يجب أن يتحقّق بسهولة مع استرخاء كتفيك وذراعيك الذي سبق.
  • حوّل انتباهك إلى ساقيك، فابدأ بإرخاء فخذك الأيمن ثم الكاحل فالقدم بالتتابع، ثم كرّر عملية الاسترخاء هذه في ساقك اليسرى.
  • الآن، صفِّ ذهنك، فعلى الرغم من صعوبة تجنّب التفكير في أي شيء حاول قدر الإمكان الاحتفاظ بصورة ذهنية هادئة مثل الاستلقاء والاسترخاء في الظلام، وإذا لم يفلح الأمر كرّر عبارة "لا تفكّر" لمدة 10 ثوانٍ؛ إذ يمكن أن يساعد ذلك على تشتيت انتباهك عن الأفكار التي قد تُبقيك مستيقظاً.

من الجدير بالذكر إن الممارسة هي مفتاح النجاح في إتقان هذه التقنية العسكرية، فقد لا تؤدي إلى نتائج فورية واضحة في البداية؛ ولكن الاستمرارية ستحسّن قدرتك على الاسترخاء ما يساعد في آخر المطاف على النوم أسرع.

اقرأ أيضاً: ما العلاقة بين بين النوم والصحة النفسية؟

أخيراً، تقدّم هذه التقنية العسكرية أداة قيّمة في التحدّيات التي قد نواجهها بسبب الأرق، ناهيك بأنها توفّر طريقة فعّالة لتحقيق حالة من الاسترخاء العميق والنوم السريع. وباتباع التعليمات البسيطة التي أوضحناها في المقال، يمكن للأفراد تدريب عقولهم وأجسادهم تدريجياً على احتضان الهدوء والاستسلام للنوم الهانئ.

المحتوى محمي