ملخص: لا توجد وصفة سحرية للشعور بالسعادة؛ لكننا نمتلك مفاتيح بسيطة في حياتنا اليومية، يمكن أن نوظّفها لتذوّق طعم السعادة، وهذه 3 منها.
هل ثمة وصفة للشعور بالسعادة؟ للأسف لا توجد، ولو كانت هذه الوصفة موجودة لتنوعت مكوناتها وفقاً لحالات الناس المختلفة! ومع ذلك، يسمح اتباع بعض النصائح بتحقيق متعة أكبر في الحياة اليومية والانفتاح على الملذات البسيطة.
هل تمثل العواطف الاجتماعية الإيجابية سر السعادة؟
قضت مديرة البحث العلمي بمركز "علم الصالح العام" (Greater Good Science Center) في جامعة كاليفورنيا بمدينة بيركلي، والمدرّبة الشريكة المشرفة على درس "علم السعادة"، إيميليانا سيمون توماس (Emiliana Simon-Thomas) سنوات طويلة في دراسة العواطف، وخلصت إلى نتيجة واضحة: كلما شعر الناس "بعواطف اجتماعية إيجابية" أصبحوا أكثر سعادة؛ ولكن ما الذي تعنيه هذه العواطف؟
ينطوي هذا المصطلح على عواطف إيجابية ومفيدة؛ أي تلك العواطف التي تهدف إلى تعزيز القبول الاجتماعي والصداقة مثل الامتنان أو العطف أو الودّ أو القلق على الآخرين أو الثقة. وتوضح إيميليانا سيمون توماس: "إن أفضل فرصة للبشر معظمهم من أجل زيادة سعادتهم هي الانخراط في التجارب الاجتماعية الإيجابية وسلوكاتها". إذا أراد الفرد إذاً تحسين ظروف حياته اليومية لن يكفيه جني المزيد من المال أو الحصول على زيادة في الراتب أو السفر في جولة حول العالم؛ وإنما يتعين عليه بناء علاقات إيجابية.
المفاتيح الثلاثة للسعادة
حددت إيميليانا سيمون توماس 3 سلوكات تمكّن الإنسان من الشعور بسعادة أكبر يومياً، وعلى الرغم من أن هذه الأفعال البسيطة ليست وصفة جاهزة، فيمكنها أن تساعد على تعزيز الفرح والمتعة.
1. الاتصال الاجتماعي
إجراء محادثات حقيقية مع الآخرين دون أيّ تشويش. ويتعلق الأمر بالحديث مع المقربين منك بتعاطف وثقة، دون النظر إلى هاتفك أو فعل أشياء أخرى في الوقت نفسه. وتنصح إيميليانا بتجنّب ما يسمَّى بـ "الموضوعات االسلبية"، مع الاستفادة من الأحداث الإيجابية لأن التشاؤم قد يكون مُعدياً أحياناً.
2. الحسّ الإيجابي
في هذا الإطار، تمكّن تنمية الحسّ الإيجابي من تحسين الحالة النفسية. يكفي أن تستمتع بالأشياء والأوقات التي تُسعدك، وتستشعر الامتنان، حتى لو كان ما تفعله بديهياً! وفي هذا السياق، تؤكد إيميليانا أهمية عالم الطبيعة الذي يمكن أن يولّد لدينا شعوراً بالانبهار في حياتنا اليومية.
3. الصمود النفسي
إن الوعي باللحظة والذات يسمح لنا بفهم عاداتنا المضرّة وعواطفنا، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإذا حدث لنا مكروه ما، نستطيع إدراكه ونعرف أنه أمر عابر.
وتضيف إيميليانا سيمون توماس في النهاية مفتاحاً إضافياً من مفاتيح السعادة، ويجب التنويه له مع نهاية المقال، ويتعلق بأهمية الاعتذار إلى الآخرين، فتعلّم الاعتذار يسمح للإنسان أن يكون أيضاً أكثر سعادة؛ لذا علينا أن نُقبل على ذلك.