ملخص: يُعد أسلوب التواصل العدائي إحدى أبرز علامات العلاقة الزوجية غير الصحية، فهو يوسع الفجوة بين الزوجين ويزيد التوتر ومن ثَم يؤدي إلى تدهور علاقتهما، وفيما يلي أبرز علامات التواصل العدائي ونصائح لوضع حد له واستعادة الحوار الصحي.
تُعرَّف العلاقة الزوجية السامة بأنها حالة الضيق والمعاناة النفسية المستمرة التي تصيب الزوجين، ويمكن اعتبار العلاقة سامة حينما تسبب لأحد الزوجين أو كليهما ألماً مستمراً لا يمكن إيجاد حل له إلا من خلال الحوار والاتفاق، ويتجلى هذا الألم في حالة من الكآبة والضيق النفسي المتزايد في العلاقة. يمكن أن يؤذي أحد الزوجين الآخر دون أن يعرف ذلك بسبب جروحه التي ترجع إلى الطفولة والتي لم تلتئم؛ ومن ثَم فإنها تعرقل نجاح العلاقة.
على سبيل المثال؛ إذا اعتاد الزوج تحمل مسؤوليات تفوق طاقته في الطفولة فلن يفهم حاجة زوجته التي تطلب اهتماماً مستمراً لأنه لم يسبق له أن كان أولوية لأي شخص في صغره، وفي حين تتوقع الزوجة أن تكون أولوية بالنسبة إلى زوجها، فإنه يشعر بالضغط النفسي تحت وطأة هذا العبء، وإذا لم يحاول أي منهما بذل جهد من أجل العلاقة فإنها تصبح سامة.
يمكن أن يكون الخط الفاصل بين العلاقة الصحية وغير الصحية رفيعاً جداً وحتى أنه يصعب تحديده أحياناً؛ لكن إحدى أبرز علامات العلاقة غير الصحية، أسلوب التواصل العدائي، وفي ما يلي، يوضح المختص النفسي كميل لويس (Kamil Lewis) العلامات الأساسية لهذا النمط غير الصحي من الحوار، ويقدم نصائح لتواصل إيجابي ومحترم بين الزوجين.
9 علامات تشير إلى التواصل العدائي
يمكن أن يسبب التواصل العدائي التوتر ويعزز سوء الظن بين الزوجين ويباعد بينهما، وفيما يلي علامات هذا النوع من التواصل التي يجب الانتباه إليها:
- الصراخ: قد يرفع المرء صوته خلال جدال ما ولكن إذا كان يفعل ذلك عند أدنى توتر فهذا ينم عن العدائية.
- تلقيب الشريك بألقاب مهينة أو مؤذية.
- استخدام مفردات مسيئة وعبارات مهينة وغير محترمة في أثناء أي محادثة.
- رمي الأشياء على الشريك وتكسيرها خلال الجدال.
- ترويع الشريك جسدياً أو استخدام القوة لترويعه.
ومع ذلك، فإن هذه العلامات الواضحة إلى حد ما ليست هي الوحيدة، فهناك علامات أقل وضوحاً تشير إلى أسلوب التواصل العدائي:
- تجاهل الآخر والتحدث إليه فقط عند الضرورة القصوى.
- توجيه أصابع الاتهام إليه باستمرار، وإلقاء اللوم عليه وتحميله المسؤولية عن أوجه الخلل في العلاقة كافةً.
- مقاطعته باستمرار في أثناء المحادثة.
- التظاهر بالاستماع إليه أو الاستماع فقط بغية معارضته أو تقديم حجة مضادة وعدم الإصغاء إلى ما يقوله حقاً ومحاولة فهم وجهة نظره.
يُعد التواصل العدائي مؤشراً واضحاً إلىنمط من أنماط العلاقات السامة، وإذا كنت أنت وزوجتك ترغبان في وضع حد له واستعادة التواصل الصحي والمحترم بينكما، فإليك نصائح مختصة العلاج النفسي في هذا الخصوص.
كيف تتواصل مع شريكك بطريقة صحية؟
تقول المختصة النفسية والمعالجة المتخصصة في العلاقات الزوجية، جيني وودفين (Jeni Woodfin) : "من خلال التواصل الصادق والمفتوح يمكن للزوجين أن يدعم كل منهما الآخر"، وفيما يلي نصائحها من أجل خلق حوار مفتوح ومحترم في العلاقة الزوجية أو أي علاقة أخرى:
ليكن كلامك واضحاً وموجزاً ومباشراً
أنت وشريكك شخصان مختلفان تماماً يجمعكما الحب؛ لذا عبر له عن احتياجاتك ورغباتك بأكبر قدر ممكن من الوضوح، فأنت لا يمكنك تلبيتها بمفردك كما أن شريكك لا يمكنه تخمينها إذا لم تفصح عنها.
لا تتسرع بإلقاء اللوم على الآخر
خلال المحادثات التي يشوبها التوتر، قد تلقي اللوم على الطرف الآخر بسهولة حتى لو لم تفعل ذلك عن قصد؛ لذا اختر كلماتك بعناية فقد يُساء فهمها في خضمّ هذا الموقف. استخدم ضمير المتكلم "أنا" بدلاً من ضمير المخاطب "أنت" وتحمل مسؤولية أخطائك.
عبّر له عما تحبه فيه
التواصل لا يعني تبادل النقد أو الحديث عن الأمور المزعجة فقط؛ لذا لا تترددا في الثناء عليه لكي يعرف مدى تقديرك واحترامك وحبك له.
خصص وقتاً لممارسة نشاط محبب لكما.
على الرغم من القيود التي تفرضها أعباء الحياة اليومية، من المهم أن تخصصا وقتاً تمضيانه معاً في ممارسة نشاط محبب لكما دون أن تسمحا لأي أحداث طارئة بإزعاجكما. رتبا موعداً مرة كل أسبوع، تخرجان فيه معاً ولو لتناول فنجان من القهوة فقط، فهذا التقارب سيعزز علاقتكما ويساعد على إنجاحها.
استشر مختصاً نفسياً
لا تنتظر حتى تصبح علاقتك في خطر لطلب المساعدة، فإذا كانت جروح الماضي النفسية تلقي بظلالها على حاضرك وعلاقتك الزوجية، استشر مختصاً نفسياً وحدك أو رفقة زوجتك؛ إذ بإمكانه مساعدتكما على وضع أساس متين لعلاقة صحية وسعيدة. أخيراً، كل ما يخص الحياة الزوجية مكتسَب وليس فطرياً، وبمرور الوقت يمكن للزوجين تعلم كيفية بناء علاقة صحية وتعزيز الانسجام بينهما.