ملخص: يكشف سلوك الزوجين حينما يتفاعلان معاً الكثير عن مدى قوة علاقتهما، ولا سيما خلال الأوقات الصعبة، ولكل ثنائي طريقته الخاصة في الاستجابة للتوترات والنزاعات، ولفهم التفاعل التكاملي بين الزوجين خلال ذلك، أجرى باحثون أميركيون تجربة تضمنت 180 ثنائياً، وإليكم ما توصلوا إليه.
ثمة عدة جوانب تسمح بتقييم مدى الانسجام بين الزوجين؛ ومنها الخلافات الزوجية التي تنشب بينهما إذ تمثل اختباراً حقيقياً لقوة العلاقة، كما أن للطريقة التي يعالجان هذه الخلافات من خلالها أهمية كبيرة.
الخلافات الزوجية تعكس قوة العلاقة
يكشف سلوك الزوجين حينما يتفاعلان معاً الكثير عن مدى قوة علاقتهما، ولا سيما خلال الأوقات الصعبة، ولكل ثنائي طريقته الخاصة في الاستجابة للتوترات و النزاعات. في دراسة نُشرت في فبراير/ شباط 2023 في دورية "المجلة الأوروبية لعلم النفس الاجتماعي" (European Journal of Social Psychology)، حلل باحثون أميركيون التفاعل التكاملي بين الزوجين في أثناء النزاعات وتأثير ذلك في علاقتهما، والمقصود بالتفاعل التكاملي ميل الفرد إلى تعديل سلوكه وفقاً لسلوك الآخرين. على سبيل المثال؛ عند نشوب الخلافات الزوجية، سيرفع أحد الطرفين صوته حينما يرفعه الآخر، وعلى العكس من ذلك سيصبح أكثر سلبية حينما يتصرف الآخر بإيجابية. ولكن إلى أي حد تكشف هذه التكاملية عن الحالة الصحية للعلاقة؟
كيف يؤثر التفاعل التكاملي في العلاقة الزوجية؟
جمع الباحثون 180 ثنائياً وطلبوا منهم ملء استمارات تسرد معلوماتهم الأساسية، وبعد أسبوعين، كان على الأزواج المشاركة في 3 مهمات تفاعلية، وكلها مسجلة بالفيديو. كان على كل زوجين مناقشة الخلافات الزوجية التي لم يتمكنا من حلها، ثم نقاش تقدُّم العلاقة، وأخيراً ما الذي يعجب كل منهما في الآخَر. وجاء على موقع "ساي بوست" (PsyPost): "خلال النقاشات بين الأزواج، كان يراقبهم 4 حكّام شفروا تفاعلاتهم باستخدام أداة تسمَّى "التقييم المستمر للديناميكيات"، بغية تقييم السلوكات الإيجابية أو السلبية والود أو الجفاء بين الأزواج".
قالت مؤلفة الدراسة إيريكا سلوتر (Erica B. Slotter) لموقع "ساي بوست": "وجدنا في المتوسط أن الأزواج يميلون إلى التكامل حينما يتفاعل بعضهم مع بعض، فإذا كنت أتصرف بود سيتصرف زوجي كذلك، وإذا تحملت المسؤولية تجاه العلاقة، فإنه سيبذل جهداً أقل".
بالإضافة إلى حقيقة أن التكامل في السلوكات بين الأزواج يزداد على مر السنين، لاحظ الباحثون أيضاً تأثير ذلك في الرضا عن الحياة الزوجية، فالتفاعل التكاملي في السلوكات الودودة يُعد مؤشراً مهماً إلى مدى رضا الزوجين عن العلاقة، وينطبق ذلك أيضاً على الثقة أو الاحترام أو الألفة أو التعاطف أو قوة الاتصال بينهما. وعلى العكس من ذلك، لم يرتبط التكامل في سلوكات الإخضاع والسيطرة بالرضا عن العلاقة الزوجية.
اقرأ أيضاً: