لماذا يواجه الزوجان الخلافات نفسها دائماً؟

تفادي الخلافات
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: دائماً ما تكون الخلافات بين الزوجين للسبب ذاته، وأحياناً يتواصل ذلك حتى بعد سنوات من العلاقة دون إيجاد حل مناسب. ولسَائل أن يسأل كيف يمكن تفادي الخلافات؟ وكيف يمكن شرح عودة بعض الخلافات للظهور بعد مرور زمن على الزواج؟

أحياناً لا يستغرق الأمر سوى القليل من الوقت لينشُب صراع بين الزوجين، فتصرّفات على غرار عدم تنظيف بقايا الخبز المتروكة على المنضدة، وزوج الجوارب المُلقى في الحمام، والأعمال المنزلية التي يجب القيام بها، تكون سبباً في بداية شعلة الصراع بين الزوجين؛ وهي الأسباب ذاتها التي لا تنتهي.

دائماً ما تكون هذه العبارات موضوع الخلاف بين الزوجين، وما لم تُسوَّى ستظهر باستمرار حتى بعد سنوات من العيش معاً. ووفقاً لمختصة العلاج الزوجيّ، مارغوت روبرت وينترهالتر: “الأحداث الصغيرة يمكن أن توقظ الأشياء القديمة والمدفونة في نَفسَيّ الزوجين؛ ما ينجرّ عنه ظهور حلقة مفرغة يكون فيها سلوك أحدهما شبيهاً بسلوك الآخر”.

نحن نجادل لأننا لا نشعر بقيمتنا

من بين موضوعات الخلاف المتكررة: الأعمال المنزلية أو الحالة الكلاسيكية المعروفة؛ حيث يترك الزوج أغراضه متفرقة في كل مكان بشكل يجعل المنزل فوضوياً. في كل ليلة تشكو الزوجة من هذا السلوك وينتهي بها الأمر بتنظيم الأغراض، ثم تتذمر بسبب اضطرارها دائماً إلى القيام بكل شيء في المنزل، ويعلق الشريك قائلا: “لا يتطلب الأمر الكثير من الجهد”!

تقول مارغوت روبرت وينترهالتر: “في الواقع، لا أحد ينفصل عن شريكه بسبب الجوارب الملقاة من حوله”؛ لكن الشخص الذي يلتقطها كل يوم -غالباً ما تكون المرأة- يمكن أن ينظر إلى ذلك على أنه شيء مهين للغاية؛ ما يجعله يشعر وكأنه خادم”!

وتوضح: “غالباً ما تثير هذه الأنواع من التصرفات مسائلَ بشأن احترام الذات. بالنسبة إلى المرأة، فهذا دليل على أنها لا تساوي الكثير في نظر شريكها، ومن ناحية أخرى، فهو سيشتكي من أنها لا تقدّر ما يفعله لها ولعائلتها. ثم في النهاية، سيشعر الطرفان بالتقليل من قيمتهما، ويثير نسيان بعض الفتات على الطاولة جدالاً واسعاً”.

وفقاً للمعالجة: “في بعض الأحيان، يغطي الشريك أكاذيبه من خلال طرح أسئلة خانقة على الطرف الآخر حول شؤون المنزل غير المرتبة. أما إذا كان جوهر المشكلة هو أنك لا تشعر بالتقدير الكافي، فعليك أن تشرح ذلك له؛ لكن في معظم الأحيان، نشعر بالغضب لأننا لا نفهم مدى الضرر الذي يلحق بنا بسبب سلوك الطرف المقابل؛ ما يثير الإزعاج كثيراً”.

وتوضح: “غالباً ما لا يفهم الطرف الآخر ما يؤلمنا لأننا لا نقول له شيئاً. يجب أن نتوقف عن الاعتقاد بأن الآخر يستطيع التخمين وسيعرف ما يزعجنا”.

  • 3 أسئلة تطرحها على نفسك

  1. ما الذي يفعله الآخر -أو لا يفعله – ويزعجنا أو يؤلمنا كثيراً؟
  2. ما السلوك الذي يثير إزعاجنا (الصراخ أو العبوس)؟
  3. بماذا نشعر كرد فعل عاطفي؛ الحزن أم الخوف؟

وتضيف مارغوت: “حاول في لحظة هادئة أن تشرح لشريكك سبب رد فعلك بهذه القوة. على سبيل المثال: “عندما تفعل ذلك أغضب”، “هذا ما يحزّ في نفسي”، “أشعر بهذا”، “أجد صعوبة في مواجهة هذا”، “هذا يذكّرني بذلك”. في هذه اللحظة، يمكن للطرف الآخر أيضاً أن يقول ما يشعر به عندما يتصرف شريكه على نحو سيئ.

اقرأ أيضا:

نحن نجادل لأننا نخشى أن يُتخلَّى عنا ونشعر بالرفض

ثمة سيناريو آخر شائع؛ فعندما يعود الشريك إلى المنزل من العمل، ترغب زوجته في الدردشة معه بينما تكون لديه رغبة واحدة فقط؛ التقوقع والانعزال لبعض الوقت، فتصر هي على ذلك ثم يبدأ الجدال بينهما. بالانتقال إلى حالة أخرى؛ يظهر ذلك الزوج الذي يريد أن يقضي بعض الوقت مع زوجته لكنها ترفضه بدعوى التعب والإرهاق وسرعان ما يغضب الشريك منها.

في هذا السياق، توضح مارغوت روبرت وينترهالتر إن: “أزواجاً كُثُر مُحَاصرون في حلقة مفرغة؛ أحدهما يضايق الآخر أو يريد الهروب منه لكن لا أحد منهما يدرك ذلك حقاً، ويمكن أن يستمر هذا الوضع لفترة طويلة”. غالباً ما تخفي هذه السلوكات الشعور بعدم الأمان والتخلي والرفض (إنه لا يستمع إليّ أو هي لا تريدني).

  • النصيحة لكسر الحلقة المفرغة

عادةً ما لا يكون رد الفعل إيجابياً أمام العدوان، فإذا صرخت في وجهك ستصرخين أو تهربين! هذا ما يسمى تبنّي السلوك المعاكس، وهو تصرّف معقد لأنه يتطلب جهداً حقيقياً للتخلي عنه.

بالنسبة إلى الشخص الذي يرغب في ممارسة الحب مع زوجته، ففي كثير من الأحيان يمكن أن يقول: “سأترككِ بمفردكِ طوال الأسبوع دون أن أسأل عنكِ، أو ستأتين عندما تريدينني وأنتِ تعلمين أنني سأكون متاحاً”. بالنسبة إلى اللواتي يجدن شركاءهنّ يخرجون كثيراً وليسوا في المنزل بما فيه الكفاية ويعودون إلى المنزل بعد فوات الأوان، فهنّ يعتمدن المبدأ نفسه.

إذا علم الزوج أنه بعودته إلى المنزل سيجد شخصاً عابساً فسيميل إلى قضاء الكثير من الوقت في الخارج، في حين يمكن أن تقول له زوجته لتجذبه لها: “استمتع لكن أفضّل الذهاب إلى الفراش مبكراً”. بهذا الأسلوب يمكن أن يعود الشريك إلى المنزل في وقت مبكر. اشرح أيضاً بدقة ما تتوقعه من الآخر، ففي كثير من الأحيان لا يفهم شريكك الطلب لأنه لا يعرف ما الذي يقصده الشريك الآخر.

نحن نتجادل لأننا نريد تغيير الآخر

يمكننا معرفة هذه الحجج المتكررة مسبقاً؛ نحن نعرف كيف ستبدأ وتنتهي. يمكننا بالفعل أن نشعر مسبقاً بذلك الإحباط والعجز ولكن لا يمكننا فعل أي شيء حيالهما في بعض الأحيان.

تقول مارغوت روبرت وينترهالت: “غالباً ما نريد تغيير الآخر ونقول لأنفسنا إنه هذه المرة سوف يفهمنا ويسمعنا. الأسوأ من هذا كله أننا نعتبر الآخر غبياً لا يفهم شيئاً، وهذا شعور متبادل. يجب علينا التخلي بأي ثمن عن إحساسنا بأننا دائماً على حق، ثم نقبل بالاختلاف لأننا لن نتفق على سائر الموضوعات”.

وتوضح: “هذا يعتمد أساساً على جوهر الموضوع. إذا كان الأمر يتعلق بالزوجين؛ مثل المال أو تعليم الأطفال، فإن التسوية والاتفاق ضروريان. لكن فيما يتعلق بالموضوعات التي لا تتعلق إلا بواحد أو بالآخر، فيجب على الآخر أن يتعلم الصمت لأن ذلك لا يعنيه”.

  • نصيحة

توقف عن محاولة تغيير شريكك. بدلاً عن ذلك، خذ خطوة إلى الوراء واسأل نفسك: “هل هذا الموضوع يهمني حقاً”؟

نحن نجادل لأن سياقاً ما تسبب في بداية شعلة النار

يؤجج بعض مظاهر الحياة مثل التعب والإجهاد والإرهاق، النيران بين الزوجين إلى درجة أنه في بعض الأحيان لن تكون ثمة حاجة إلى الكلمات؛ موقف بسيط ومجرد إيماءة بسيطة من الآخر أو نظرة نعتبرها غير ودية أو موقف نجده عدوانياً، قد يثير عاصفة.

تحذّر ماغوت: “حذارِ من الافتراضات، فعلى سبيل المثال؛ يمكن أن يبدأ أحد الشريكين بالصراخ كرد فعل على شيء ما حدث لا يهمه؛ لكن الآخر يغضب لهذا التصرف دون مبرر ويبدأ بالصراخ هو الآخر لأنه يشعر بالهجوم. سيكون على هذا الأخير أن يشرح للآخر أنه في كل مرة يفقد فيها أعصابه، يأخذ الأمر على محمل شخصي ويحاول التراجع خطوة إلى الوراء، وربما يستطيع الآخر من جانبه أن يتبنى هذه الفكرة لتجنب الالتباس”.

وتقول: “التحدي هو تصرّف يحدث قبل اندلاع الصراع بين الشريكين. لكن قبل ذلك يمكنك أن تقول للآخر: “لا أريد أن أجادل” ثم تغير الغرفة أو المكان الذي توجد فيه. علاوة على ذلك، يمكننا أيضاً الاتفاق على رمز مثل إيماءة أو كلمة أو توقف أو استغاثة؛ والتي نتفق عليها معاً وتعني أننا نريد أن نوقف الجدال.

وتفيد المعالجة: “في كثير من الأحيان، يكون الشريكان في حالة من الحزن الشديد بعد الصراخ ويقولان لنفسيهما: “إنها النهاية” بحيث يكون لديهما انطباع بترك بعضهما بعضاً. في المقابل، إذا استخدمنا كلمة أو إيماءة ما للمساعدة، فنحن نعلم فقط أن الآخر لا يريد المجادلة وأنه بحاجة إلى الحصول على بعض الهواء النقي”.

  • نصيحة

نزع فتيل السلوك السلبي مهم؛ لكن ينبغي لكما أيضاً القيام بسلوكات إيجابية، فإخبار شريكك بكل ما يفعله يجعلك سعيداً. اشرح له كل ما يغذي العلاقة بينكما وما الذي يجعلكما تشعران بالحب تجاه بعضكما بعضاً. وبالطبع من المهم تقديم الطعام له أيضاً وسؤاله عما يحتاج إليه. هذا كله يساعد على تفادي الخلافات أكثر قدر ممكن.

اقرأ أيضا:

المحتوى محمي !!