ملخص: قد يعاني الإنسان عقدة نفسية بسبب شعوره بنقص ما لديه، وفيما يلي نعرض لكم 7 من أكثر العقد النفسية شيوعاً مع نصائح المختصين للتغلب عليها.
محتويات المقال
قد يعاني الإنسان العقد النفسية بسبب وزنه أو طوله أو حالته المادية أو مستوى ثقافته أو خجله المفرط، وبصرف النظر عن منشأ هذه العقد فإنها تتحول إلى دائرة مفرغة مرهقة لصاحبها، ما يحتم عليه إيجاد طريقة للخروج منها، وفيما يلي اخترنا لكم 7 من أكثر العقد النفسية شيوعاً مع نصائح للتخلص من شعور الخزي المرتبط بها.
1. العقد النفسية التي يسببها الوزن
سواء كنت تظن نفسك سميناً جداً أو أنك كذلك بالفعل وتخشى على صحتك النفسية والجسدية بسبب وزنك، فإن الانشغال بالوزن والمظهر الجسدي اليوم بات كبيراً في هذا المجتمع الذي تمثل فيه النحافة صورة الجسد المثالية التي لا جدال فيها.
تقول مختصة الغدد الصماء والتغذية، دومينيك أديل كاسوتو (Dominique-Adèle Cassuto) (1): "خلال علاج مرضاي، أكتشف دائماً أن والداً أو معلماً أو طبيب أطفال كان يذكرهم أكثر من اللازم في مرحلة ما بأنهم يعانون السمنة؛ ما رسخ لديهم عقدة الوزن، وتكمن الصعوبة الكبرى في إقناع الناس بعكس الفكرة القائلة إن النحافة هي نوع من التفرد.
فعلى الرغم من نشاط حركات مثل حركة "إيجابية الجسد" و"حياد الجسد"، تبقى النحافة صورة الجسد السائدة في متاجر الألبسة وعلى الشبكات الاجتماعية، ومع تضاعف المعايير المفروضة والمبالغ فيها في هذا الخصوص، يزيد ميل المرء إلى وصم ذاته، فينشغل بمراقبة وزنه أو يفرط في ممارسة الرياضة. وحينما يسبب وزنه أزمة نفسية أشد لديه، يقضي الكثير من الوقت على الشبكات الاجتماعية وهو يقارن صورة جسده بصور الأجساد غير الواقعية التي يتصفحها".
اقرأ أيضاً: كيف تؤثر السمنة في الصحة النفسية للطفل؟
حل عقدة الوزن الزائد: غيّر نظرتك إلى جسدك
- ألغِ الإشعارات التي تغذي صورة الجسم المثالي في الذهن: تقول دومينيك أديل كاسوتو: "أوقف إشعارات صفحات الشبكات الاجتماعية التي تملي عليك معايير الجسم المثالي؛ لأنه بمجرد أن تكتشف الخوارزمية أن النحافة هي محور اهتمامك ستمطرك بصور الأجسام الممشوقة.
- تخلَّص من الأفكار الجاهزة: مثال على الأفكار الجاهزة: "النحافة تعني الجمال والصحة ومن ثم النجاح"؛ لكن مختصة التغذية تؤكد إن هذه الفكرة مغلوطة وأنها لم تكن سائدة فيما مضى كما أنها ما زالت غير مقبولة لدى بعض الثقافات، فهل يُعقل أن تتحسن حياتك كلها إذا صرت نحيفاً؟ إنها خدعة، ويمكنك التأكد من ذلك بسؤال الناس الذين خسروا الكثير من الوزن.
- انظر إلى نفسك بطريقة مختلفة وتذكّر أن صورة الجسد المثالي لا تحدد مدى ذكاءك أو صحتك.
- لا تجعل من الحميات الغذائية وممارسة الرياضة هوساً بل مصدر متعة.
- جرّب التنويم المغناطيسي، فهو سيسمح لك بالتحرر من الأفكار التي تسيطر عليك، إضافة إلى العلاجات النفسية الحركية مثل العلاج بالرقص؛ التي تساعدك على تحسين وضعيات جسدك وتغيير نظرتك إليه.
- استشر مختصاً نفسياً ليساعدك على فهم الأسباب وراء خوفك الشديد من زيادة الوزن أو الفكرة المغلوطة التي تملكها عن نفسك، وعلى تقبل مظهرك الجسدي بصرف النظر عن وزنك.
(1) مؤلفة كتاب "مظهري الجسدي، صديقي وعدوي" (Silhouette, mon amie, mon ennemie).
2. عقدة التقدم في السن
قد نستصعب فكرة التقدم في السن في مجتمع لا يحب إلا الشباب، فالصور الإعلانية والشبكات الاجتماعية تؤكد باستمرار ضرورة الحفاظ على الحيوية وعلى بشرة خالية من التجاعيد، وهي إملاءات تؤثر جداً في الناس إلى درجة أن التقدم في السن يمثل أزمة نفسية لهم. وعلى الرغم من براعة أطباء التجميل، فإن المرء الذي يجري عملية تجميلية لا يمكنه إيهام نفسه خصوصاً، أو من حوله عموماً، بأنه صار أصغر سناً حتى لو بدا مظهره مبهراً في البداية.
تقول المختصة النفسية جينيفيف ديلايسي دو بارسيفال (Geneviève Delaisi de Parseval) (2): "حتى مَن هم على مستوىً عالٍ من الثقافة قد يشتكون بمرارة من أنهم بلغوا الثمانين وهرموا ولم يعودوا قادرين على تمييز أنفسهم في المرآة، فمعضلة الشيخوخة تتطلب من المرء العمل على تعزيز شعوره بأنه ما زال شاباً من الداخل على الرغم من تغير مظهره الجسدي، وإدراك أن الشباب شباب الروح وليس الجسد".
اقرأ أيضاً: "العمر مجرد رقم": دليلك لتجديد شبابك.
كيف يمكنك التعامل مع عقدة التقدم في السن؟
- تعلَّم كيف تحب نفسك: تقول المختصة النفسية جينيفيف ديلايسي دو بارسيفال: "لدى كل إنسان طريقته الخاصة لتقدير مظهره والأمر الأهم هو أن تحب نفسك. بالنسبة إليّ، فأنا أحب نفسي حينما أصبغ شعري وأترك بعض الخصل البيضاء، قد تفضل أنت حقن القليل من البوتوكس أو حمض الهيالورونيك، فلمَ لا إذا كان ذلك يحسّن نظرتك إلى نفسك؟ لكن عليك التخلص من فكرة أن التجاعيد بشعة وتذكُّر أن ملامح وجهك تظهر أيضاً من خلال نظرتك وابتسامتك.
- تخلَّص من الأفكار الجاهزة: تقول بارسيفال: "لدينا أفكار مغلوطة حول العلاقة بين التقدم بالسن وما نشعر به من الداخل، فقد نصل إلى سن الرشد ونبدأ بعد ذلك بالشعور في داخلنا بأننا نصغر مع تقدم السنين، وهذا مرهون بمسارات الحياة التي نسلكها لا بالسن التي بلغناها؛ لذلك أنا أفضل أن أشبّه الأمر بسلسلة من الدرجات التي تعلو وتنخفض وفقاً للأحداث التي نواجهها وشخصياً أشعر اليوم أنني أصغر مما كنت عليه قبل 10 سنوات.
- تأمّل ذاتك، أو استعِن بالعلاج النفسي الموجز: تقول المختصة النفسية: "تمثل مرحلة الشيخوخة أزمة تماماً مثل أزمة مرحلة المراهقة أو منتصف العمر؛ لكنها مرحلة مُثرية، وفي الحقيقة تنقسم كلمة أزمة في اللغة الصينية إلى مقطعين وهما "الخطر" و"الفرصة"، فهذه المرحلة هي فرصة تتيح للمرء إلقاء نظرة شاملة على حياته وابتكار خاتمة لها".
(2) مؤلفة كتاب "فن تقبُّل الشيخوخة" (L'Art d'accommoder la vieillesse).
3. العقد النفسية المرتبطة بالعيوب الجسدية
"يجب أن تخفي أذنيك"، "أنفك كبير مثل أنف جدك"، "ألم تنمُ بعد"؟ هذا بعض العبارات الكثيرة التي قد يسمعها الأطفال والتي تترسخ في أذهانهم وتتراكم حتى تتحول إلى عقد نفسية كبيرة. يقول المختص النفسي مارك فيريرو (Marc Ferrero) (3): "ترجع العقد النفسية المرتبطة بالعيوب الجسدية أساساً إلى صور وذكريات في اللاوعي".
ويُضاف إليها ما سماه رومين غاري (Romain Gary) "سم المقارنات"، فنحن نريد دائماً التمتع بسمات الآخرين التي لا نمتلكها؛ فهذا مثلاً يرغب في أنف أصغر، والآخر يتمنى لو كان أطول قامةً؛ ومن ثَم ينظر كل إنسان إلى ما يميزه بوصفه عيباً، وهي نظرة يسهم المؤثرون والشبكات الاجتماعية بقوة في تعزيزها، فلا يصبح "العيب" كبيراً في نظر صاحبه فحسب بل يقتنع أن الأنظار كلها مسلطة عليه ويحاول تحليل ما يقوله الآخرون عنه أو حتى ما لا يقولونه، فيشغل العيب المتصور تفكيره بالكامل؛ ما يعني أنه يمكن لسمة جسدية عادية غير مؤذية أو حتى غير واقعية أحياناً أن تسيطر على المرء وتمنعه من ممارسة حياته بطريقة طبيعية.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن للعلاقة السيئة بينك وبين والدك أن تصيبك بوهم التشوه الجسدي؟
كيف يمكنك التعامل مع عقدة العيب الجسدي؟
- تخلّص من مفهوم المعايير الموحدة للشكل: يقول المختص النفسي مارك فيريرو: "نعيش في مجتمع يؤيد فكرة توحيد المعايير الجسدية حتى لو كان ينكر ذلك؛ لكن ثمة أمثلة كثيرة حولنا تُظهر أن الأنف الكبير أو الصلع أو قصر القامة يمكن أن يكون سمة جذابة بالفعل؛ لذا انظر حولك وليس إلى المرآة فقط أو الصور المعدلة بالفوتوشوب.
- تحدَّث إلى من حولك عن العيب المتصور: يقول فيريرو: "تحدث عن عيبك الجسدي المتصور مع أناس يحبونك لما أنت عليه وتثق بهم وتجنَّب مقارنة نفسك بالصور التي تراها على الشبكات الاجتماعية".
- فكر في إجراء عملية تجميلية: يقول المختص النفسي: " يمكن أن تحل العملية التجميلية مشكلة عدم الرضا عن صورة الجسد ما لم تخفِ وراءها مشكلة أكبر؛ لذا احذر من أن تجد نفسك في دوامة السعي الدائم نحو الكمال".
- تأمل ذاتك: بمفردك أو بمساعدة مختص، وحاول أن تعرف لماذا يشغل أنفك الكبير أو قامتك القصيرة ذهنك كثيراً، وما العبارات القاسية التي سمعتها في الماضي في هذا الشأن وسببت لك نقصاً في حب الذات وخلفت لديك هذه العقد النفسية التي تعاني بسببها اليوم.
- غيّر نظرتك إلى ذاتك: يقول فيريرو: "لا تفكر في عيوبك فقط بل استكشف الميزات التي تتمتع بها، ركز على مهاراتك مثلاً واعمل على تنميتها لتعوض النقص الذي تشعر به".
(3) مؤلف مشارك مع جان ماري بيس (Jean-Marie Besse) لكتاب "الطفل وعقده النفسية" (L'Enfant et ses complexes).
4. العقد النفسية المرتبطة بالخجل المفرط والحساسية المفرطة
لماذا تخجل حينما ينظر الآخرون إليك وترتجف وتتعرق وتتلعثم؟ ولماذا تصيبك ظروف معنية مثل شدة الضوضاء أو الضوء وما إلى ذلك، بحالة من الارتباك؟ يقول مختص علم النفس والتحليل النفسي سافيريو تومازيلا (Saverio Tomasella) (4): "قد ينشأ الخجل المفرط عن صدمة نفسية قديمة مثل حدث سلبي كبير، أو علاقة مضطربة أو مسيئة في الطفولة أو تلقي تعليق وقح ظل محفوراً في الذاكرة اللاواعية؛ لكن من جهة أخرى، فإننا نرث هذه العواطف الإشكالية من آبائنا وأجدادنا. أما بالنسبة إلى الحساسية العالية، فهي ترجع إلى طبيعة الشخص وحالته المزاجية؛ إذ يتميز دماغه بأنه يصفي القليل من المعلومات ومن ثَم فإنه يتشبع بها بسرعة؛ ما يعني أن المحفزات المفرطة قد تصبح مزعجة أو حتى لا تُطاق بالنسبة إليه. يمكن لأنشطة الحياة اليومية العادية مثل التحدث أمام الآخرين أو الذهاب إلى التسوق أن تتحول إلى كابوس بالنسبة إلى الشخص الخجول أو مفرط الحساسية، وتنشأ هاتان العقدتان خلال الطفولة حينما يبدأ الوالدان بمقارنة الطفل بأقرانه بطريقة سلبية".
اقرأ أيضاً: لا تخجل من خجلك! تعرف إلى أعراض الخجل وكيفية التغلب عليه.
كيف يمكنك التعامل مع فرط الخجل والحساسية؟
- مارِس الرقص والغناء والتمثيل: يقول المختص النفسي سافيريو تومازيلا: "تساعدك هذه الأنشطة من الناحيتين النفسية والجسدية، فهي تحد من تأثير نظرة الآخرين في نفسك وتهدئ جهازك العصبي اللاإرادي الذي يتحفز في المواقف التي تثير خجلك وحساسيتك المفرطة. يمكنك أيضاً التعبير عن مشاعرك من خلال ممارسة الأنشطة اليدوية مثل تشكيل الصلصال أو الخَبْز أو الطهو، والمواظبة على ممارسة المشي لمسافات طويلة.
- العلاجات النفسية الجسدية: يشير تومازيلا إلى أن العلاجات النفسية الجسدية هي الأفضل في حالة الصدمة، ولا سيما تقنية الاستثارة الثنائية لحركة العينين وإعادة البرمجة (EMDR) والتنويم المغناطيسي.
- استعلم عن الأسرار العائلية الدفينة: يقول المختص النفسي: "إذا لم تتمكن من الخضوع إلى التحليل نفسي أو العلاج النفسي عبر الأجيال، اسأل كبار السن في عائلتك عن الصدمات العائلية ودوّن مذكرات حولها فهي قد تساعدك على فهم ما تعانيه اليوم".
- ينصح مختص التحليل النفسي الأشخاص مفرطي الحساسية بـ: ترتيب حياتهم وبيئتهم بما يجنبهم التعرض إلى الكثير من المحفزات، وأخذ فترات راحة بانتظام بعيداً عما يثير حساسيتهم.
- قل لنفسك بصوت عالٍ باستمرار: "أنا حساس للغاية وهي ميزة، وأنا رائع هكذا".
(4) مؤلف كتاب "هل تقف حساسية المرء المفرطة عائقاً أمام سعادته؟" (d’Hypersensibles, trop sensibles pour être heureux ?). .
5. العقد النفسية المتعلقة بالأصول والمهنة
"وأنت، ماذا تعمل"؟ إنه سؤال مؤلم حينما لا يكون عملك على قدر توقعات الآخرين التي تتخيلها، أو حينما لا يعبر عن حقيقتك؛ لذلك تتردد وتتلعثم وحتى قد تكذب أحياناً؛ لكن حتى حينما يرتقي المرء في السلم الاجتماعي بعد تحصيل أكاديمي مُرضٍ مثلاً يمنحه قبولاً اجتماعياً، فإنه قد لا يتمكن من محو الآثار التي خلفها ماضيه المتواضع؛ إذ ثمة سؤال آخر قد يصيب المرء بالارتباك ويُشعره أن لهجته مستهجَنة وبأنه أقل شأناً من الآخرين وبعدم الراحة حينما يجلس معهم؛ ألا وهو: "من أين أنت"؟ ثم وكأن شيئاً في داخله يجيب: "لا، أنا لست من هناك".
يقول المختص النفسي مارك فيريرو: "يغيّر البعض اسم عائلته لكي لا يُعرف من أين هو أو إذا ارتبط الاسم بحدث مشين، وعلى الرغم من ذلك كله فإن مَن حوله عموماً لا يشكون في شيء أصلاً".
اقرأ أيضاً: كيف يؤثّر دخلك في صحتك النفسية؟ إليك الإجابة العلمية.
كيف يمكنك التعامل مع عقدة الأصول والمهنة؟
- غيّر الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك: يقول المختص النفسي مارك فيريرو: "المهن التي لا يلتفت إليها الناس هي الأهم في المجتمع عادةً، لقد لاحظنا ذلك خلال فترة الحجر الصحي وأظن أنه لا كلمات تكفي لشكر عمال النظافة وجامعي القمامة، كما أن أصولنا التي قد نظنها معيبة هي مدعاة للفخر، فعلى المرء أن يفتخر بلهجته وجذوره بدلاً من اعتبارها أعباء على كاهله".
- تذكّر أنك لست مجرد كائن اجتماعي، عرّف نفسك بطريقة مختلفة وتحدث عن جوانب أخرى منك.
- تقبّل نفسك: يؤكد الطبيب النفسي أن وصول المرء إلى حالة تقبُّل النفس يتطلب منه العمل على تحسين أفكاره وربما الخضوع إلى العلاج النفسي؛ إذ إن جذور العقد النفسية، وحتى الاجتماعية منها، ترجع غالباً إلى الطفولة، فلطالما رسخ آباؤنا ومعلمونا في أذهاننا أهمية تحقيق وضع اجتماعي مرموق، ومقدار الخزي الذي سنجنيه ما لم نتمكن من ذلك، وحينما نضع أيدينا على أصل المشكلة سنتقبل بمرور الوقت ما لم يكن مقبولاً لنا".
- أحِط نفسك بأناس ترتاح معهم: يقول مارك فيريرو: "اختر أصدقاءك وأحباءك والأشخاص الذين تخرج معهم بعناية، ولا تصاحب من تشعر أنه أفضل أو أقل منك ولا يمكنك أن تكون على طبيعتك معه".
6. عقدة عدم الرضا عن الأجزاء الحميمة من الجسد
يثير عدم الرضا عن الأجزاء الحميمة من الجسد العقد النفسية أكبر مما نتخيل. تقول مختصة الطب النفسي وعلم الجنس، سيلين كوز (Céline Causse) (5): "من الواضح أن هذه العقد النفسية ترتبط بمشاهدة المواد الإباحية؛ لكنها ترتبط غالباً أيضاً بالتغيرات التي تحدث في الجسم خلال مرحلة المراهقة أو ما بعد الأمومة، وما إلى ذلك، ولا سيما مع الصورة التي نرسمها في أذهاننا عن الجسد المثالي".
وتثير هذه العقد النفسية تساؤلات لدى الشخص الذي يعانيها عن مدى قدرته على الاستمتاع وإمتاع شريك حياته؛ لكن من النادر أن تكون لذلك أسباب موضوعية. وتتابع المختصة: "في معظم الأحيان، يكون حجم الثديين أو مقاييس الأعضاء الأخرى طبيعية تماماً وينطبق الأمر ذاته أكثر على العضو الذكري؛ إذ إن حجمه طبيعي تماماً لدى معظم الرجال الذين يظنون أن لديهم مشكلة في هذا الشأن لكنهم يعتمدون على المقارنات ولا سيما حينما يشاهدون المواد الإباحية".
اقرأ أيضاً: كيف تدمّر مشاهدة الإباحية صحتك النفسية؟ وما سبيل التوقف عنها؟
كيف تتعامل مع عقدة عدم الرضا عن الخصائص الجنسية؟
- انظر إلى جسدك بحب: تقول مختصة علم الجنس: "انظري إلى ثديَيك وباقي أعضائك بطريقة مختلفة، وتذكري أن هذه المناطق هي للمتعة وتقبليها كما هي".
- استشر معالجاً نفسياً: تقول سيلين كوز: "يساعدك المعالج على تقبُّل نفسك والتخلص من فكرة السعي نحو الكمال الجسدي".
- اعرف الأسباب وراء ما تشعر به: تقول مختصة علم الجنس: "يشير العَرَض الجنسي دائماً إلى مدى قدرة المرء على الاستمتاع بحياته وإلى علاقته الأشمل بذاته والآخرين والعالم من حوله".
- تخلص من الأفكار الجاهزة: تقول سيلين كوز: "لا علاقة للمتعة أو الرغبة بحجم القضيب أو حجم الثديين، وما تُظهره المواد الإباحية لا يمت للواقع بصلة، فالإنسان لا يحب شريكه لجسده؛ بل تجمعهما رابطة أسمى وليست العلاقة الجسدية إلا جزءاً منها".
(5) مؤلفة كتاب "مغامرات الجنسانية الذكورية" (La Sexualité masculine dans tous ses ébats) بعد كتاب "مغامرات الجنسانية الأنثوية" (La Sexualité féminine dans tous ses ébats).
7. العقد النفسية التي يسببها المرض النفسي
سواء كان المرء يعاني اضطراب الوسواس القهري أو أحد الاضطرابات المعرفية أو الاكتئاب، فإنها جميعاً تولد لديه شعوراً بالخزي في مواجهة نظرات الآخرين. يقول الطبيب النفسي فريدريك فانجيه (Frédéric Fanget) (6): "لطالما كانت الأمراض النفسية مصدراً للخزي"، وحتى لو كانت جائحة كوفيد-19 قد قللت حجم هذه النظرة نسبياً فما زال الاضطراب النفسي سبباً للعقد النفسية أغلب الأحيان.
اقرأ أيضاً: وصمة المرض النفسي في السعودية: هل يمحوها التغيير؟
كيف تتخلص من عقدة المرض النفسي؟
- أخبِر الآخرين بمشكلتك: يقترح الطبيب النفسي فريديريك فانجيه على المرء المصاب باضطراب نفسي أن يفصح لمن حوله عن مشكلته أو عن نيته استشارة طبيب نفسي.
- ميّز بين ذاتك واضطرابك النفسي: يقول فانجيه: "عليك ألا تختزل نفسك في الاضطراب الذي تعانيه، فأنت لست هو. في أغلب الأحيان أقترح على المريض أن يضع شيئاً ما في منتصف الغرفة، وأقول له: انظر، هذا هو مرضك، إنه ليس أنت".
- لا تعطِ المشكلة أكبر من حجمها: يقول الطبيب النفسي: "ليس المطلوب من المريض إنكار المشكلة؛ بل عدم تضخيمها وعدم السماح لها بالاستحواذ على تفكيره والاعتقاد بأن من حوله لا يرون فيه سواها". لذا اسأل نفسك: "بصرف النظر عن الاضطراب الذي أعانيه، من أنا؟ ما سماتي"؟ ثمة تمرين يمكنه مساعدتك على النظر إلى المشكلة بموضوعية: تخيل أنك على ارتفاع 4 آلاف متر وأنك تنظر إلى نفسك من الأعلى، فتشاهد في الأسفل نقطة سوداء صغيرة وهي عقدتك النفسية، أما ما حولها فيمثلك أنت، فالنظر إلى المشكلة بعين المراقب الخارجي يساعد أغلب الأحيان على معرفة حجمها".
- ثِق بنظرة الآخرين إليك اسأل أصدقاءك عن أسباب حبهم لك ورغبتهم في مصادقتك ودوّن إجاباتهم، فإذا لم تكن تقدر ذاتك بما فيه الكفاية، ستكتسب تقدير الذات الاجتماعي حينما تعرف لمَ يحبك الآخرون؛ ومن ثَم ستدرك أنه لا مبرر للعقدة النفسية التي تعانيها.
(6) مؤلف كتاب "أكد ذاتك لتنسجم أكثر مع الآخرين" (Pour mieux vivre avec les autres)، وكتاب "تشجع على خوض العلاج النفسي لتعزز ثقتك بنفسك" (Oser, thérapie de la confiance en soi)، والمؤلف المشارك للكتاب الهزلي "نادي الأشخاص القلقين المتقبلين لقلقهم" (Le Club des anxieux qui se soent).