لكل مرحلة من العمر عطرها: تعلّم لغة العطور

2 دقائق
العطر
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
ملخص: إذا كان العطر هو الإكسسوار الأكثر حميمية، فإنه غالباً ما يعكس سمة من سماتنا الشخصية التي نتقاسمها مع الآخرين، ويمكننا التمييز في إطار الميل إلى بعض العطور بين عدة اختيارات.

يمثّل العطر الذي نضعه بطاقة تعريفنا الحسية؛ لأنه إذا كان يزين شخصياتنا بعبق مميز، فإنه قد يؤدي إلى تهييج عواطفنا؛ بل ربما اضطرابها في التفاعل مع الآخرين.

العطر لغة تواصل

يبرز العطر مشاعرنا الحميمية عندما يخفي رائحتنا الأصلية ويروي قصة رغباتنا كفستان يستر عري الجسد ويشخّص معالمه؛ إنه لغة تسمح لنا بالتعبير عن أنفسنا!

كيف يعكس العطر شخصيتنا؟

إذا كان العطر هو الإكسسوار الأكثر حميمية، فإنه غالباً ما يعكس سمة من سماتنا الشخصية التي نتقاسمها مع الآخرين، ويمكننا التمييز في إطار الميل إلى بعض العطور بين عدة اختيارات. 

يقول الطبيب النفسي والباحث في فيزيولوجيا الشمّ، فيتوريو بيزوزيرو (Vittorio Bizzozero) في كتابه "عالم الروائح" (L’Univers des odeurs): "تفضّل النساء المنفتحات عبق نبتة نجيل الهند، وتفضل النساء المحافظات النسمات الشرقية، بينما تفضل النساء المتقلّبات المزاج العبق الزهري والمسحوق".

وزيادةً على ذلك، تميل النساء المنفتحات عموماً إلى العطور اللطيفة، بينما تميل النساء المحافظات إلى العطور الفخمة ذات الروائح القوية.

لكل سنّ عطرها

يكشف اختيار العطر أيضاً عن أعمارنا بعض النظر عن حالتنا المزاجية. وتوضح خبيرة العطور إيفيت موريتي (Yvette Moretti): "لكل مرحلة من العمر عطرها وعواطفها المناسبة"، ويمكن تقسيم هذه المراحل كالآتي:

  • ما بين 12 و25 عاماً: "في هذه السن التي نبني فيها شخصياتنا ونحتاج إلى الانتماء إلى مجموعة ما أو التعلّق بنجم مشهور، نميل إلى روائح الفواكه والحلويات التي تذكّرنا بعواطف طفولتنا".
  • ما بين 25 و45 عاماً: "خلال هذه المرحلة التي نصبح فيها أكثر حرصاً على إظهار شخصياتنا، نختار في المقام الأول عطوراً مطوّرة، مدعومة بصور الموضة التي تحفز عاطفة ترتبط بالرسالة التي نريد إيصالها إلى الآخرين".
  • ما بين 40 و60 عاماً: "في هذه المرحلة التي نشعر فيها بالسكينة والانسجام مع الذات، نميل غالباً إلى العطور التي سبق لنا استخدامها في الماضي من أجل استحضار ذكريات العواطف التي رافقتنا حتّى الآن. والدليل على هذا الميول هو إعادة إصدار بعض العلامات التجارية التي اختفت من عالم العطور".

اقرأ أيضاً: علم العطريات: كيف تحسّن الروائح صحتك النفسية؟

هل يمكن للعطر إثارة عواطف بعينها؟

لا يرجع اختيار العطر الذي نضعه بالضرورة إلى تأثير الموضة، ولا إلى الرغبة الخالصة؛ بل يبدو وفقاً لفيتوريو بيزوزيرو: "أننا نضع عطراً معيناً لأنه يؤثر في حالتنا المزاجية وفي شعورنا بالراحة النفسية".

عطرنا يولد عواطفنا

كل صباح نكرّر القصة نفسها؛ نشمّ الزجاجة ونحن نبحث عن العطر الذي سيزودنا بالطاقة التي نحتاج إليها، والثقة التي تنقصنا.

إننا نبحث دون شك عن توليد عواطف إيجابية من خلال وضع العطر؛ إذ يمثل حافزاً للرغبة بالنسبة إلى بعض الناس، ومولّدا للطاقة والمشاعر بالنسبة إلى آخرين. وقد فهمت مؤسسات منتجات التجميل ذلك جيداً. تسوّق إحدى هذه الشركات على سبيل المثال عطوراً قادرة على التفاعل مع الحالة المزاجية لعملائها: "سواء من أجل استرخائهم أو تعزيز طاقتهم" وفقاً لستيفان جولان (Stéphane Jaulin) المسؤول عن هذه الشركة. ويقترح أحد المنتجعات الصحية على نزلائه اختيار العبق الذي يناسب عواطفهم الآنية من بين زجاجات تحتوي عطوراً مركبة بعناية لأن العطر قادر على تأجيج العواطف.

العطر عنصر غامض يولّد الرغبة

يلعب العطر دوراً أساسياً في العلاقة مع الآخر؛ حيث يمكن لرقة ندى زهرة برتقال أو حرارة نسمة القرفة أن تولّد عواطفَ تجاهه! "فَمع الروائح يولد الحبّ والرغبة" كما تقول جيزيل هاروس ريفيدي (Gisèle Harrus-Révidi) في كتابها "التحليل النفسي للحواس" (Psychanalyse des sens).

وتضيف: "وإذا قيل لنا مرة إن رائحتنا ليست طيبة، فإن ذلك يخلق لدينا جرحاً نفسياً حقيقياً". فهل ثمة إهانة أكثر من إثارة اشمئزاز الآخرين؟ وهل ثمة في المقابل ما هو أروع من أن نكون جذّابين بالنسبة إليهم؟ فإذا لم يكن العطر قادراً على خلق الشعور بالانجذاب فإنه قادر على الأقل على تأجيج عواطفنا ودفعنا خطوة إلى الأمام نحو شعور الحبّ.

اقرأ أيضاً: 4 روائح طبيعية لتخفيف القلق وتحسين الحالة المزاجية.

المحتوى محمي