دليلكِ للتأقلم مع أعراض سن اليأس

3 دقائق
أعراض سن اليأس
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: سن اليأس هو مرحلة طبيعية تجتازها النساء بين سنَّيّ الـ 45 و55 غالباً، وتظهر علاماته قبل أشهر قليلة أو حتى قبل سنوات من توقّف الطمث. وتفيد معرفة أعراض هذه المرحلة في الاستعداد لتقبّلها والوعي بتأثيراتها النفسية المحتمَلة كالقلق واضطرابات النوم.

توضّح المختصة النفسية نانسي صميدة (Nancy Semeda) إنّ ثمة نساء يخشَين التحدّث في موضوع انقطاع الدورة الشهرية لسبب واحدٍ يتعلّق في الأغلب بالنظرة المجتمعية إلى هذه المرحلة الطبيعية من حياة المرأة، وهذا ما يستدعي المزيد من التوعية حول التغيرات النفسية والجسدية التي تحدث للمرأة في المرحلتَين السابقة والمصاحبة لسن التجدّد، أو كما هو معروف لدى عامة الناس بـ "سن اليأس". وتضيف نانسي صميدة إنّ أعراض سن اليأس قد تشمل الرغبة الدائمة بالبكاء دون سبب، والتحسّر على النفس، والاكتئاب.

ما أعراض سن اليأس؟

تعاني غالبية النساء من أعراض سن اليأس (Menopause) التي تظهر غالباً في سنّ الـ 45 فما فوق، وإن كانت ثمة حالات استثنائية لنساءٍ تبدأ لديهنّ في الثلاثينيات من العمر لأسباب قد تكون طبية أو علاجية. وتتمثّل أهم الأعراض الجسدية في ما يلي:

  • الصداع.
  • تساقط الشعر أو ضعفه.
  • كثافة شعر الوجه.
  • ظهور حب الشباب.
  • آلام المفاصل.
  • زيادة احتمالات التعرّض للأمراض الخطِرة كأمراض القلب وهشاشة العظام.
  • تسارع ضربات القلب.
  • الهبّات الساخنة والتعرق بغزارة ليلاً.
  • التعب الشديد نهاراً.
  • التهابات المسالك البولية (UTIs) كالتهاب المثانة وآلام المهبل وكثرة التبول (GSM).
  • التغيرات في الرغبة الجنسية.

أمّا الأعراض النفسية، فتشمل القلق والتغيرات المزاجية وفقدان الثقة بالنفس، إلى جانب صعوبة التركيز وضعف التذكّر وسرعة الغضب، وقد يصل الأمر حدّ الإصابة بالاكتئاب.

اقرأ أيضاً: اكتئاب أزمة منتصف العمر لدى السيدات: الهرمونات ليست المُتّهم الوحيد

متى تنتهي أعراض سن اليأس؟

يحدث سن اليأس عادةً بين سنَّيّ الـ 45 والـ 55، وقد تبدأ أعراضه قبل بضع أشهر أو سنوات من توقّف الدورة الشهرية، وتستمّر عموماً ما بين 7 سنوات و14 سنة. لكن في الحالات كلها، تتدرّج الأعراض بمرور الوقت من الأشد وطأةً إلى الأخفّ تأثيراً بمرور الوقت.

وقد تبدأ أعراض مرحلة سن اليأس قبل 10 سنوات تقريباً من الدخول الفعلي فيها، وقد تقل أعراضها بالتدريج عند انقطاع الدورة الشهرية وبعده. ويمكن تحديد سن اليأس بدقة عقب توقف الحيض لمدة سنة كاملة.

يبدأ الجسم في فترة ما قبل سن اليأس بخفض إنتاج الهرمون الأنثوي المعروف باسم "الإستروجين" (Estrogen)؛ حيث يواصل إنتاجه بكميات قليلة لمدة سنة أو سنتين قبل انقطاع الطمث، وتنخفض بعد ذلك مستويات الهرمون بوتيرة أسرع، وتُعدّ الهبّات الساخنة العَرَض الأكثر شيوعاً خلال هذه الفترة.

استراتيجيات التأقلم مع أعراض سن اليأس

ثمة الكثير من الاستراتيجيات المساعِدة على إدارة أعراض سن اليأس والتغلّب على آثارها السلبية؛ والتي تسهم في التأقلم الفعّال وتعزيز التقبّل للتغيرات التي تطرأ خلال هذه المرحلة. وتشمل هذه الاستراتيجيات ما يلي:

  • اتّباع نظام حياة صحي: من خلال الحفاظ على النوم بانتظام، وأخذ قسط كافٍ من الراحة، وتناول الأطعمة الصحية الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان والخضروات الورقية الخضراء والسمك من أجل المحافظة على صحة العظام.
  • إدارة التغيرات المزاجية: من خلال ممارسة الرياضة كالمشي، والاسترخاء وممارسة التأمل واليوغا؛ كما تستطيعين الاستفادة من العلاج المعرفي السلوكي (CBT).
  • التحكّم في الهبّات الساخنة: بتخفيف الملابس، وخفض درجة حرارة الغرفة عند النوم، واستخدام المروحة، والاستحمام بالماء البارد، وترطيب الجسم بتناول المشروبات الباردة، وتجنُّب استخدام التوابل بكثرة، وتفادي استهلاك الكافيين.
  • ترطيب المهبل: عن طريق المرطبات الموصوفة من الصيدلي المختص، ويمكنكِ اللجوء إلى العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) سواء على شكل كريمات أو جل.
  • الحفاظ على قوة العظام: بممارسة تمارين إنقاص الوزن لدعم سلامة القدمين والساقين؛ كما يمكنكِ الاعتماد على فيتامين د للحماية من هشاشة العظام.

هذا بالإضافة إلى ضرورة تجنّب التدخين وشرب الكحول، وتعزيز التواصل مع الأصدقاء أو الأقارب من المرحلة العمرية نفسها، واستشارة المختصين قبل تناول المكملات الغذائية عشوائياً. وقد يسهم العلاج بالهرمونات البديلة في تخفيض خطر الإصابة بهشاشة العظام؛ إذ تساعد هذه التغييرات في نمط العيش كلها على التأقلم مع أعراض سنّ اليأس والتغلب عليها، وتسهم في تحسين الحالة المزاجية وتخفيف القلق.

اقرأ أيضاً: 6 نصائح للتخلص من متلازمة المرأة الخارقة

وختاماً، قد ترتبط أعراض سن اليأس بالتقدم في العمر بالنسبة إلى المرأة؛ لكنّها قد تمثّل أيضاً مرحلة جديدة تتّسم بالحكمة والرزانة والذكاء العاطفي والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة نتيجة التجارب الحياتية العديدة على مدار سنوات العمر المنقضية.

المحتوى محمي