6 نصائح للتخلص من متلازمة المرأة الخارقة

متلازمة المرأة الخارقة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ما متلازمة المرأة الخارقة؟ تشير هذه التسمية إلى المرأة التي ترغب في أن تكرس نفسها لخدمة الجميع وتتكفل بأداء المهام كلّها دون كلل أو ملل أو طلب المساعدة من أحد، فهي تريد أن تكون الأم والزوجة والابنة وحتى الصديقة المثالية في الوقت ذاته، فما الذي يجبرها على بذل هذه المجهودات التي قد تفوق طاقتها؟ وكيف يمكنها الخروج من هذا السباق المنهك قبل أن تنهار؟ إذا كانت سمات المرأة الخارقة تنطبق عليكِ، فإن المؤلفة آن بوتيلان (Anne Boutelant) تقدم إليكِ نصائح لتتعلمي كيف تقولين “لا” لمطالب الآخرين التي لا تنتهي، وتمنحي نفسكِ مزيداً من الوقت والاهتمام.

نظرة على حياة المرأة الخارقة

تقول آن بوتيلان: “إنها السابعة مساءً وقت انتهاء العمل، خرجتُ إلى الشارع فلفتت انتباهي امرأة جميلة في الأربعينيات من العمر تبدو قلقةً وفي عجلة من أمرها، تحمل أكياس البقالة بيد، فعلى ما يبدو أن التسوق مهمتها وأنها تحب أن تختار بنفسها ما سيأكله أولادها مساء، وتمسك باليد الأخرى هاتفها المحمول لترد على مكالمة من صديقتها التي اتصلت بها على ما يبدو لتشكو إليها خلافاتها مع زوجها. ستذهب هذه السيدة إلى منزلها بعد يوم عمل متعب لتطبخ وترحب بزوجها الذي سيكون متعباً بدوره، ثم ستراجع واجبات أولادها المدرسية بنفسها، وأخيراً ستحضّر وجبة الإفطار لليوم التالي وتذهب إلى الفراش وهي مطمئنة إلى أنها أدت واجباتها كلّها. لكن لحظة! لقد نسيَتْ الاتصال بأمها للاطمئنان عليها، حسناً لا بأس ستفعل ذلك حالما تستيقظ صباحاً، فهي الآن منهكة تماماً.

إنها لا تتذكر آخر مرة سألها فيها أحدهم عن حالها أو عن كيفية تمكنها من أداء كل هذه المهام بمفردها؛ لكن ذلك لا يثير استغرابها فهي أخذت على عاتقها التكفل بكل هذه الأعباء والمسؤوليات.

وعلى الرغم من أن هذا الوضع لا يحزنها فإنها في كل مرة تلغي فيها مشروعاً خاصاً بها تتساءل في نفسها: ما الذي يجبرني على فعل ذلك؟ ما الذي يلزمني ببذل كل هذه الجهود المضنية دون توقف؟

وتتذكر هنا تعبير جدتها الذي اعتادت سماعه في طفولتها دون أن تفهم معناه حينئذ: “نحن النساء متفانيات وساذجات”.

متعة الشعور بالقدرة المطلقة

تدأب المرأة الخارقة على تنظيم حياة الجميع وترتيب نواحيها كلها وتحت الظروف جميعها، فهي زوجة وأم وصديقة مثالية وبيت أسرار مَن حولها أيضاً، تَسعد بتقديم المساعدة والنصح وإنجاح المساعي والسيطرة على المواقف وإدارتها، وحتى إنجاح ما يفشل به الآخرون، وهي أول من يستيقظ صباحاً وتبدأ يومها بحالة من التأهب لخدمة مَن حولها ورعايتهم وتوقع احتياجاتهم مسبقاً دون أن تجرؤ على قول كلمة “لا”، وفي مقابل ذلك تتمنى دائماً أن تحظى بالتقدير الذي لربما افتقرت إليه في طفولتها كما هو الحال الآن في كبرها. وفي خضمّ هذا التعب، ومع حرصها على عدم نسيان أي تفصيل فيما يخص رفاهة من حولها، فإن من تعاني متلازمة المرأة الخارقة وتنسى نفسها تماماً.

على الرغم من أن هذا السلوك ربما يمنحها شعوراً بالقدرة المطلقة، فإن المطاف سينتهي بها لا محالة إلى حالة من التذمر الشديد من رب عملها الذي يضغطها ووالديها المتطلبين جداً وزوجها الذي لا يشاركها المسؤوليات وأطفالها الذين لا يتمتعون بأي قدر من الاستقلالية؛ لكن عندما تفكر بهدوء قليلاً ستجد أنها اللوم يقع عليها أولاً وأخيراً في ذلك.

6 نصائح للتخلص من متلازمة المرأة الخارقة وعيش حياة أفضل

بعد أن اطلعتِ على علامات متلازمة المرأة الخارقة، هل تشعرين أنكِ تعانين حالةً مماثلةً؟

هذه بعض النصائح للتغلب على هذه المتلازمة التي تصيب معظم النساء:

  1. خصصي وقتاً لنفسك مرةً كل أسبوع مهما كانت الظروف: أخبري من حولك أنك ستغلقين هاتفك المحمول وأنكِ لن تكوني متاحةً خلال ذلك. اذهبي إلى مصفف الشعر، أو مارسي التأمل أو الرياضة أو اقضي وقتاً ممتعاً رفقة صديقاتك، وبمعنى آخر مارسي أي نشاط يمنحك السعادة دون أن تلومي نفسكِ أو تحاولي العثور على مبررات فأنتِ لا تؤذين أحداً بل تمنحين نفسكِ الاهتمام الذي تستحقين.
  2. علّمي مَن حولك التحلي ببعض الاستقلالية: من الضروري أن يتعلم مَن حولك كيفية التصرف بمعزل عنك في المواقف التي تواجههم فلا يجب أن تكوني حاضرةً في كل صغيرة وكبيرة، وعلى الرغم من أن حب المساعدة أمر إيجابي تذكري أن محاولة إنجاز كل شيء لأجل أحبائك سيضرك ويضرهم أيضاً.
  3. صنّفي أولوياتك: يُسهِّل تصنيف الأولويات إدراك المهام اليومية ويساعد على تنظيم الوقت، ويمكنكِ في سبيل ذلك الاستعانة بدفتر ملاحظات وتخصيص صفحة منه لكل يوم ثم تقسيمها طولياً إلى قسمين.

دوّني في القسم الأول المهام الإلزامية، وفي القسم الثاني تلك الأقل أهميةً وفق ما ترينه مناسباً مع توخي الوضوح والصدق مع نفسك. يمكن لوضع قائمة بالأولويات أن يساعدكِ على ترتيب أفكاركِ ما يمنحكِ راحةً ذهنيةً.

  1. لا تحاولي فرض أسلوبكِ في إنجاز الأمور: سواء كنا نتحدث عن المسائل البسيطة كالتسوق أو إعداد الطعام أو الأمور الأهم كتربية الأولاد، فإن السعي إلى فرض أسلوبكِ في كل نواحي الحياة يضعف رغبة مَن حولك في تقديم المساعدة لكِ.
  2. تعلّمي أن تقولي “لا”: قد يصعب عليكِ رفض مطالب الآخرين لكن هذا الرفض سيمنحك حريتك ويجنبك الشعور بالندم عندما يكون في محله. ولا يتمحور الأمر حول رفض مطالبهم دائماً وأبداً وفرض قيود على نفسك في هذا الشأن؛ ولكن الهدف هو أن تكون حياتك وخياراتك ملككِ أنتِ.
  3. تحلَّي بالإيثار: يحفز فعل الخير مع الآخرين المشاعر الإيجابية لديكِ ويعزز تقدير الذات وينمي التعاطف ويشعركِ بالسعادة والفخر؛ ما يشجعك على فعل المزيد لتصبح مساعدة الآخرين نهجاً حياتياً منطلقه الرغبة في إسعادهم وليس الشعور بالتفوق والقدرة المطلقة كما هو الحال في متلازمة المرأة الخارقة التي قد تؤدي إلى مشاعر سلبية تضر بصحتك النفسية.

المحتوى محمي !!