ملخص: تتعدد أسباب التشنج العضلي؛ ومن أبرزها القلق الذي يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر في الجسم التي تسبب بدورها حركات عضلية لا إرادية. تعرَّف في هذا المقال إلى أبرز أسباب التشنج العصبي النفسي وكيفية علاجه.
محتويات المقال
والحركة العضلية النفسية المنشأ هي حركة عضلية لا إرادية؛ أي أنها تحدث دون وعي من الفرد مثل التشنج أو الرعشة التي تسببها حالة نفسية كامنة، ويمكن أن تشمل أي جزء من الجسم مثل الذراعين والساقين وعضلات الوجه والبطن والرقبة، فتتقلّص العضلات بشكل لا إرادي ليشعر الفرد بألم حاد نابض أو تؤدي إلى أي حركة أخرى لا تمكن السيطرة عليها.
على عكس اضطرابات الحركة التي تسببها العوامل البيولوجية، عادةً تتطور اضطرابات الحركة النفسية المنشأ بسرعة إلى الحد الأقصى من الشدة، وقد تكون أقل حدة عندما يكون الشخص مشتتاً. وتكون هذه الحركات غير شائعة قبل سن 10 سنوات، وتؤثر عادةً في الطرف المهيمن لدى الأطفال، بينما يختبر البالغون هذه الحركة اللاإرادية في الطرف غير المهيمن.
وتشمل أعراض الحركة العضلية النفسية المنشأ بشكل عام:
- تشنجاً أو ارتجافاً مفاجئاً يليه استرخاء.
- تغيّرَ اتجاه الرجفة أو الجزء المتأثر من الجسم.
- انخفاضَ حدة الرجفة أو اختفاءَها بشكل كبير عندما يكون الشخص مشتتاً.
هل يسبب القلق تشنج العضلات؟
تتعدد المواقف التي قد نشعر فيها بتوتر شديد؛ مثل التحدث أمام الجمهور أو إجراء مقابلة عمل أو خوض الاختبارات. وكذلك تتعدد أنواع القلق، فقد يكون بعضها مفيداً ويساعد في الحفاظ على الانتباه والتركيز واتخاذ قرارات سريعة؛ إلا أن القلق الذي يحدث بشكل متكرر أو شديد يمكن أن يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر في الجسم؛ التي تسبب بدورها حركات عضلية لا إرادية مثل التشنج العضلي.
اقرأ أيضاً: ما أنواع القلق المفيدة للدماغ؟
ويتفاعل الدماغ مع الإجهاد عن طريق إثارة استجابة الكر أو الفر (Fight or Fight Mode) التي تُحدث تغييرات جسدية مثل زيادة نسبة السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم وانقباض العضلات، ويمكن لأيٍّ من هذه الأعراض، سواء بمفرده أو رفقةَ عَرَض آخر، أن يسبب تشنج العضلات.
كذلك، قد يستمر هذا التشنج حتى بعد زوال المحفز؛ حيث تؤدي الاستجابات المتكررة للتوتر في الدماغ إلى استمرار حركة العضلات حتى في أثناء الراحة، وهو ما يسمَّى بـ "التعافي غير الكامل للتوتر" حيث يستجيب الجسم للضغوط باستمرار حتى عندما لا تكون موجودة!
عوامل أخرى قد تسبب التشنج العضلي النفسي
تشمل العوامل الأخرى التي يمكن أن تسبب تشنج العضلات ما يلي:
- قلة النوم: يمكن أن يسبب الحرمان من النوم حركات عضلية لا إرادية نتيجة زيادة إفراز هرمون الكورتيزول في الجسم؛ ما يزيد احتمالية حدوث التقلصات العضلية، وتزداد الحالة سوءاً عندما يكون الجسم في حالة من فرط التحفيز.
- الأدوية المنشطة: يحافظ الكافيين والمنبهات الأخرى على الجسم في حالة مفرطة التحفيز؛ ما يجعله أكثر عرضة للتشنجات العضلية.
- نقص العناصر الأساسية في الجسم: قد يؤدي نقص عناصر غذائية أساسية مثل الكالسيوم أو المغنيزيوم، إلى زيادة قابلية التعرض للإجهاد الناجم عن القلق ومن ثَمّ اختبار مزيد من التشنجات العضلية اللاإرادية.
- الجفاف: قد تؤدي المستويات المرتفعة من القلق إلى الجفاف؛ ما يؤدي بدوره إلى انخفاض قدرة الجسم على نقل العناصر الغذائية إلى العضلات ويسبب تفاقم انقباض العضلات.
- التغيرات الهرمونية: تؤثر الهرمونات في الجسم بطرائقَ مختلفة، وعندما تنخفض مستويات هرمون معين لدى الفرد، قد يفسر العقل هذا النقص على أنه إجهاد ويمكن أن يتسبب في تقلصات عضلية لا إرادية.
- انخفاض سكر الدم: يُعد انخفاض نسبة السكر في الدم سبباً شائعاً لتشنج العضلات؛ حيث يحوَّل الطعام الذي نتناوله إلى سكر تستخدمه الخلايا لإنتاج الطاقة اللازمة لعمل العضلات، ويمكن أن يؤدي القلق إلى سوء التغذية وعدم تناول الطعام الكافي للحصول على الطاقة اللازمة؛ ما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم وقد يفاقم تشنج العضلات.
اقرأ أيضاً: نصائح ذهبية للسيطرة على الضغط النفسي والسكري
كيفية التحكم في القلق والتشنجات العضلية
على الرغم من صعوبة التحكم في القلق ومحفزاته؛ إلا أن هناك بعض الحلول لتقليل تشنج العضلات والقلق الذي يسببه:
- زيادة الحركة: تساعد الحركة على تقليل احتمالية حدوث تشنج العضلات، ويُعد النهوض والتجول طريقة بسيطة وسهلة للبدء تجعل الدم يتدفق بسرعة عبر العضلات.
- ممارسة الرياضة: تستهلك التمارين الرياضية الأدرينالين غير المستخدَم؛ الذي يقلل بدوره احتمالية حدوث تشنج.
- شرب الماء: يُعتبر الماء دائماً أداة مهمة لتقليل التشنجات العضلية، ويمكن أيضاً تناول مكملات غذائية مثل المغنيزيوم.
- التأمل: قد يساعد بدء ممارسة التأمل المنتظمة على التعامل مع المواقف العصيبة بهدوء أكثر، ومن ثَمّ تقليل استجابة الجسم للإجهاد.
وأخيراً، إذا استمر تشنج العضلات لفترات طويلة وصعُبت السيطرة عليه، قم باستشارة الطبيب الذي قد يصف لك دواء لعلاج القلق أو يوصيك بحضور جلسات العلاج السلوكي المعرفي للمساعدة على إدارة التوتر وعلاج اضطرابات القلق.