ملخص: لا شك في أن لمهارات التحدث أهمية كبيرة في المجال المهني اليوم، ولا سيما بين رواد الأعمال الشباب أو الباحثين عن عمل الذين يجب أن يمتلكوا القدرة على إقناع مُحاوريهم بسرعة، أو حتى صُنّاع المحتوى على اليوتيوب الذين يرغبون في تحسين طلاقتهم اللغوية لجذب المتابعين وتعزيز علاقتهم بهم. يقدم لك المدرب لوك تيسييه دورفوي 5 نصائح ذهبية لتطوّر مهارة التحدث أمام الجمهور، أهمها تحضير الخطاب تحضيراً كافياً، واعتماد إيقاع ملائم في الكلام لا يرهق المتلقين أو يمنعهم من فهم رسالتك.
لا شك في أن لمهارات التحدث أهمية كبيرة في المجال المهني اليوم، ولا سيما بين رواد الأعمال الشباب أو الباحثين عن عمل الذين يجب أن يمتلكوا القدرة على إقناع مُحاوريهم بسرعة، أو حتى صُنّاع المحتوى على اليوتيوب الذين يرغبون في تحسين طلاقتهم اللغوية لجذب المتابعين وتعزيز علاقتهم بهم، وفيما يلي مجموعة من النصائح الفعالة في هذا الشأن.
سواء كنت خجولاً أو تتلعثم في الكلام أو يصعب عليك التحدث بطلاقة وصوت مرتفع أمام الجمهور، يقدم لك المدرب والمتحدث والمؤسس المشارك لمؤسسة بيغماليون كومينيكاسيون (Pygmalion communication) الذي يدرب الممثلين المحترفين منذ أكثر من 30 عاماً، لوك تيسييه دورفوي (Luc Teyssier d'Orfeuil)، 5 نصائح ثمينة من شأنها أن تساعدك على إيصال أفكارك إلى الآخرين بثقة ووضوح.
حضِّر خطابك تحضيراً كافياً
لا يمكنك التحدث إلى الآخرين دون تحضير كافٍ قبل ذلك، ونستحضر هنا قول ونستون تشرشل الذي كان مثالاً للذكاء والفكاهة: "حتى الخطاب المرتجَل تُعاد كتابته 3 مرات"! نتواصل مع الآخرين لـ 3 أسباب؛ لنتعرف إليهم أكثر ونفهمهم ونشاركهم ما لدينا. ومهما كانت أسبابك، المهم أن تكون رسالتك محددة وواضحة ومن ثم تلبي توقعات جمهورك. خذ ورقة وقلماً ودوّن محتوى خطابك (الكلام الذي تريد توجيهه إلى الآخرين، أو الفكرة التي تريد مشاركتها في اجتماع ما، وغير ذلك) ثم ابدأ بعد ذلك بصياغة الخطاب واستهلّه بالفكرة الرئيسية التي تتضمن الرسالة الأقوى فيه لأنها ستتيح لك جذب انتباه المستمعين على الفور، ثم قسّم الخطاب إلى 4-6 خطابات فرعية مع تحديد الأولوية لكل منها وفق صلتها بفكرتك ومدى سلاستها، وابدأ دائماً بعرض الحقائق ثم عبر عن رأيك، لأن العكس يضعف وجهة نظرك وقد يثير انزعاج جمهورك.
اعتمِد إيقاعاً ملائماً عند الكلام
حين يتدرب الممثلون على نص ما، فإنهم يعيدون قراءته بصوت منخفض أو مرتفع إلى أن يستوعبوه تماماً، ويمكنك فعل الأمر ذاته؛ استوعب الجمل التي يتضمنها خطابك جيداً فهذا سيمنحك مزيداً من الراحة ويساعدك على التحدث بطريقة طبيعية أكثر في يوم إلقائه، وبمجرد أن تتمكن من الخطاب، حدد لنفسك مدة زمنية لإلقائه من البداية إلى النهاية وكأنك أمام جمهورك، وبعد أن تنجح في ذلك يمكنك إطالة زمن التحدث 30% (على سبيل المثال: إذا كانت مدة الخطاب 10 دقائق تصبح 13 دقيقة) ليس بإطالة النص بل بإبطاء سرعة الكلام وزيادة فترات الصمت، فإيقاع الكلام السريع غير مقنع للمتلقي كما أنه قد يفوت عليه الكثير من المعلومات، إضافةً إلى أن المتلقي يتنفس وفق إيقاع المتكلم؛ أي كلما تكلمت بسرعة أكبر تنفس جمهورك بسرعة أكبر أيضاً ومن ثم فإنهم سيلهثون في النهاية. الإبطاء في الكلام يسمح لك بجذب انتباه الجمهور ويتيح لأفكارك بأن تشق طريقها إلى أذهانهم وتترك أثرها لديهم، أما فترات الصمت خلال الخطاب فهي وسيلة للفت النظر إلى نقطة محددة. ويقول لوك تيسييه دورفوي عن ذلك: "فترات الصمت في الكلام هي تماماً كاستخدام قلم التمييز على النصوص المكتوبة"، فهي تؤكد أهمية فكرة معينة لذلك يمكنك استخدام فترات الصمت في أثناء الكلام لتسليط الضوء على ما قلته للتو أو ما أنت على وشك قوله، وعلى هذا النحو يرجع لك تحديد أوقات التوقف وفق ما تراه ملائماً.
ليَكُن حديثك شائقاً
لا يختلف اثنان على أن لا شيء يثير ضجر المستمع مثل نبرة الصوت المنخفضة الرتيبة، ولا سيما إذا كان المتكلم يغوص في التفاصيل والانطباعات الذاتية. وعلى العكس من ذلك، حين تعرض فكرتك بطريقة شائقة كما لو كنت تروي قصة بصوت قوي مع مراعاة علو النبرة وانخفاضها وفقاً للسياق والالتزام بفترات من الصمت والحفاظ على سرعة الكلام الملائمة، فإن ذلك كفيل بجذب الانتباه إليك. يُعد التكلم بوضوح أساس القدرة على التأثير في الجمهور، ويمكنك في سبيل ذلك التمرن على إلقاء عبارات من اختيارك بصوت عالٍ كل يوم. والنبرة التي تجذب انتباه المتلقي هي تلك التي تنقل مشاعر المتكلم، وليس المقصود بذلك الانفعال أو التلعثم أو شعور الغصة في الحلق؛ بل ضبط نبرتك تماماً كما تفعل عند سرد قصة للأطفال، فهم ليسوا سُذّجاً ويمكنهم تمييز النبرة الرتيبة ولن يحبوا سماع القصص التي تُروى بها، وذكّر نفسك بأن ذلك ينطبق على الجمهور الذي ستتحدث أمامه، لذا عليك أن تخلق حالة من التشويق بينهم وتسلط الضوء على الأفكار وتثير تساؤلاتهم مع الحفاظ على أسلوبك (لا تجبر نفسك على أن تكون مرحاً أو هادئاً إذا لم تكن هذه عادتك). قبل التحدث، تثاءب بصوت عالٍ عدة مرات إذ يزيد ذلك مرونة الحبال الصوتية ويحسن جودة صوتك.
احرِص على التواصل جسدياً مع الجمهور
إضافةً إلى تحضير المحتوى الذي ستقدمه والتمرن على الكلام، فإن للغة جسدك دوراً مهماً أيضاً في التواصل مع الجمهور وإليك 5 خطوات مهمة في هذا الشأن:
- قِف وافتح ذراعيك كما لو أنك ترحب بأحد ما.
- ابتسم لأن الابتسامة تمنحك الراحة وتهدئ الجمهور، ومن المعروف أن الشخص المبتسم أكثر قبولاً لدى الآخرين ممن تبدو ملامحه جدية.
- أطلِق شهيقاً طويلاً قبل أن تبدأ الكلام فهذا يخفف عنك الضغط.
- انظر إلى جمهورك كله ثم حدق إلى عدة وجوه (حدق إلى وجوه الحاضرين كلهم إذا لم يتجاوز عددهم 10 أشخاص) وتواصل مع الحاضرين بصرياً؛ حيث يساعد تثبيت نظرك على جمهورك بهذه الطريقة على خلق اتصال قوي معه.
- عند التحدث، اتخذ خطوة تجاه الجمهور إذا لم يكن أمامك عائق، أما خلاف ذلك فحرك الجزء العلوي من جسمك (الجذع والرأس) إلى الأمام فهذا يعزز الاتصال بينك وبين الحاضرين.
أجرِ بروفة ما قبل العرض
البروفة هي تجربة الأداء الأخيرة قبل العرض المسرحي الأول، وتسمح بإجراء التعديلات النهائية على العرض المنتظَر. يمكنك فعل الأمر ذاته وإجراء تجربة أداء لخطابك أمام أقاربك الداعمين والذين يمكن أن يقدموا لك آراء موضوعية، وتخيُّل نفسك أمام جمهورك الذي ستتحدث إليه.