6 ممارسات تعزز تركيزك على أهدافك

3 دقائق
الحفاظ على تركيزك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يشعر المرء عادةً بقدر كبير من الحماسة عند اتخاذ قرار مهم يخص أياً من جوانب حياته؛ لكن المحيطين به قد يثبطون عزيمته أحياناً بطريقة تقوده إلى التخلي عن سعيه نحو هدفه، فكيف يمكنك الحفاظ على تركيزك عندما تشعر بالإحباط؟ يقول الفيلسوف الفرنسي ميشيل لاكروا: "اعلم أن تحقيق الذات يجب أن يكون حالة يعيشها المرء وحركة لا تنتهي تتمثل في الحفاظ على جذوة الرغبة والشغف وهذا أهم من الوصول إلى الهدف في حد ذاته".
يشعر المرء عادةً بقدر كبير من الحماسة عند اتخاذ قرار مهم يخص أياً من جوانب حياته؛ لكن المحيطين به قد يثبطون عزيمته أحياناً بطريقة تقوده في النهاية إلى التخلي عن سعيه نحو هدفه. إذا كنت قد مررت بحالة مشابهة من قبل فلا تقلق؛ إذ ثمة ممارسات فعّالة يمكنها مساعدتك في الحفاظ على تركيزك وحماستك خلال سعيك نحو هدفك المنشود، وسنتعرف من خلال السطور التالية إلى 6 من أبرزها.

1. استمع إلى إشارات جسدك

يقول المدرب مارك ميلارد (Marc Maillard): "جسدك لا يكذب عليك وهو يعرف تماماً ما ينفعك، فمن خلال الاستماع إلى إشاراته ستتعرف إلى حالتك الجسدية والنفسية أيضاً؛ مثل حاجتك إلى الراحة والاسترخاء بعد بذل مجهود، ومدى شعورك بالتآلف مع ذاتك". ويتطلب الاستماع إلى هذه الإشارات التدرب على تحرير الذهن من المخاوف وعيش اللحظة الحالية، لذا ركز على ذاتك وتنفس بعمق واقبل مشاعرك وأحاسيسك كما هي، وستكتسب الطاقة والثقة اللازمتَين لمواصلة السعي".

2. لا تتوقف عن الحركة

يقول فابريس لاكومب (Fabrice Lacombe): "عندما تشعر بأنك تفتقر إلى الحافز والوقت والطاقة، فلا تؤجل العمل الذي يتطلب جهداً كبيراً بكامله إلى الغد؛ بل حاول أن تنجز ولو جزءاً بسيطاً منه اليوم". يمثل كل يوم فرصةً لإنجاز جزء من طموحاتك فلا تفوت هذه الفرصة، لنقل مثلاً إن لديك مشروعاً يستغرق العمل عليه ساعتين لكنك لا تشعر اليوم بالرغبة في العمل، فبدلاً من تأجيل المهمة برمّتها وإجبار نفسك على العمل ساعتين غداً ابدأ العمل عليها اليوم ولو لـ 10 أو 20 دقيقة، وهذه المبادرة هي التي ستعيد إليك نشاطك مجدداً.

فابريس لاكومب: مؤلف كتاب "تعلم كيف تعتني بنفسك" (Savoir prendre soin de soi).

3. اطلب مساعدة المقربين

يقول دومينيك سياكا (Dominique Sciacca): "أي تغيير تجريه في حياتك سيؤثر حتماً في المقربين منك ولذلك فإنه من الضروري أن تشركهم في عملية التغيير هذه وتخبرهم بما تمر به وتراعي آثار قرارك في حياتهم، وبهذه الطريقة ستحصل على اهتمامهم ودعمهم خلال الأوقات التي تشعر فيها بالإحباط مثلاً". ويتابع: "ضع كبرياءك جانباً وتحلَّ بروح طفل لتتقبل العون الذي يقدمه أحباؤك لك خلال خوضك في المجهول".

دومينيك سياكا: مؤلف كتاب "7 طرائق جيدة لتنظيم حياتك" (Sept Bonnes Façons d’organiser sa vie).

4. راجع خطتك

قد تواجه أحياناً أحداثاً غير متوقعة تهدد بإنهاء مشروعك، ويقول دومينيك سياكا: "خلال سعيك نحو تحقيق أهدافك من الطبيعي أن تضطر في بعض الأحيان إلى تغيير الطرق التي تسلكها لتتمكن من تجاوز العقبات ولكن هذا لا يعني أنك ابتعدت عن وجهتك الأساسية". لذا راجع بانتظام قائمة الخطوات التي عليك إتمامها خلال سعيك نحو هدفك، وإذا لزم الأمر، ضع خطة عمل جديدة أكثر ملاءمة وقسمها إلى مراحل وتابع مؤشرات التقدم المحرز عند إتمام كل مرحلة. والأهم من ذلك كله، لا تنسَ تهنئة نفسك عند تحقيق كل هدف، فكلما أتممت خطوة جديدة بنجاح احتفل بذلك بشراء هدية لنفسك أو تناول العشاء مع أحبائك مثلاً".

5. تكلَّم بإيجابية لتفكّر بإيجابية

يقول مارك ميلارد: "عندما تقول: "عليّ أن أفعل كذا" فإنك سترى هدفك مصدراً للضغط والتعب، في حين أنك عندما تستخدم عبارات إيجابية مثل "سأفعل كذا" أو "بإمكاني فعل كذا" ستدرك متعة التغيير وتكتسب الثقة اللازمة للسعي نحو هدفك". ويوضح دومينيك سياكا أيضاً إن استخدام عبارة "نعم و" يفتح لك مجالاً واسعاً من الاحتمالات وذلك بخلاف عبارة "نعم ولكن" التي تركز أكثر على العوائق، لذا بدلاً من قول : "أريد فعل ذلك ولكنه صعب" قل: "أريد فعل ذلك وهو ممكن"، فعندما تغير الطريقة التي تعبر بها عن نفسك ستغير الطريقة التي تتعامل بها مع الأحداث التي تواجهك.

6. حافظ على السعي المستمر

ليس تطوير الذات والسعي نحو تحقيق التطلعات عملية لها نقطة بداية ونهاية بل حركة مستمرة، فمع كل خطوة جديدة تخطوها ستعايش تجارب جديدة تسهم في إثرائك وتغييرك نحو الأفضل؛ إذ إن تراكم هذه الخبرات يزيد نضجك ووعيك بذاتك وقدرتك على تحديد العقبات التي تمنعك من التقدم والتعامل معها ومن ثم تصبح عملية الانفتاح على الذات هذه نهجاً حياتياً بالنسبة إليك.

رأي الفيلسوف الفرنسي ميشيل لاكروا

"لا تستسلم لشعور الرضا الذي يسببه الإنجاز، واعلم أن تحقيق الذات يجب أن يكون حالة يعيشها المرء وحركة لا تنتهي تتمثل في الحفاظ على جذوة الرغبة والشغف وهذا أهم من الوصول إلى الهدف في حد ذاته. ويمكننا أن نرى كيف يحتفظ كبار السن بحماسهم ونشاطهم ورغبتهم في التفاني ولا يفقدون لذة التخطيط والسعي، وذلك على الرغم من معرفتهم بأن الموت هو النهاية المؤكدة الوحيدة في حياتنا. وفي هذا الصدد ربما لا تكون الرغبة في تحقيق الذات سوى وسيلة يدرأ بها المرء مخاوفه من الموت، وربما يكون إدراك هذه النهاية الحتمية هو الذي يدفعه للتفوق على ذاته".

المحتوى محمي