
لا تثير كلمة تقاعد عندك سوى المعاني السلبية؛ أنت لا تتطلع إلى هذه المرحلة من حياتك على الإطلاق فهي تعني أنك رُكِنت جانباً على المستوى المهني، أما إنسانياً فهي خطوة تقربك من الشيخوخة أكثر من أي وقت مضى. تبذل جهدك لإبصار أي جانب إيجابي منها لكن عبثاً تحاول.
تُعد مزاولة العمل بالنسبة إليك مسألة حياة أو موت، فهي الشيء الوحيد الذي يجعل لحياتك طعماً ويُشعرك بجدواك في هذا العالم. يبدو الأمر كما لو أنك فقدت مكانك في قلب المجتمع بين ليلة وضحاها، ولعل مرد ذلك تجارب شبيهة شهدتها في محيطك. نظرتك الموغلة في السوداوية هذه إلى التقاعد ما هي سوى امتداد لنظرتك المتشائمة للحياة ككل؛ ينقصك التحلي بالأمل وأخذ الأمور ببساطة.
تحدَّث عن مخاوفك بحرية، وسيذهلك أنّ كثيرين يشاركونك التخوفات نفسها غير أنهم لم يجرؤوا على التعبير عنها جهراً. حين تفتح فمك لتتكلم، أنت أيضاً تفتح الباب للخوف الحبيس في صدرك كي يغادرك؛ حرّر مخاوفك اليوم قبل الغد!