قد تسبّب تقلبات الحياة العديد من الاضطرابات كالقلق والآلام النفسية المبرحة والتوتر، ويقدم التحليل السيوفولوجي التكاملي (Integrative Sophro-Analysis®) أداة تمزج بين الجسد والعقل من أجل إعادة اكتشاف قدراتنا الداخلية وتأكيد قدرتنا على العيش والتمتع بمباهج الحياة والاستقلالية في الوقت نفسه. نطلع على تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع من خلال السطور التالية.
ما طريقة عمل التحليل السيوفولوجي التكاملي؟
يجمع التحليل السيوفولوجي التكاملي بين السيوفولوجيا، وهي طريقة للاسترخاء الديناميكي تركز على ديناميات الجسم والتنفس، والتحليل النفساني. ويوضّح الاختصاصي المتمرس في التحليل السيوفولوجي والمدير التربوي والمدرِّب الرئيسي في "المعهد الأوروبي للتحليل السيوفولوجي التكاملي" (European Institute of Integrative Sophro-Analysis)، آلاين بيلون (Alain Bellone) هذه الفكرة قائلاً: "نحن لا نتحدث هنا عن السيوفولوجيا التحليلية التي توفّر تقييماً نفسياً للمريض بعد دراسة حالته من الناحية السيوفولوجي؛ إذ يذهب المنهج التحليلي إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير ويشكل محوراً حقيقياً للبرنامج العلاجي". ومن ثم فإن هذه الطريقة تعتمد في جانبها التحليلي على المجال النظري للتحليل النفسي وفق منهج سيغموند فرويد وكارل يونغ من أجل تحديد الكثير من المؤشرات المرتبطة بالمعتقدات والعقبات وأيضاً تحليل المعاملات اليومية من أجل التعرُّف إلى سيناريوهات الحياة للتخلُّص من الأنماط التكرارية. وعلى المستوى الجسدي، فإن التأمل الديناميكي والاسترخاء السيوفولوجي ودراسة حالة المريض من الناحية السيوفولوجية يتيح إمكانية التعرُّف إلى المشاعر بعمق وبأمان تام.
مسار جلسات العلاج
يحذّر آلاين بيلون قائلاً: "ليست هناك قواعد محدّدة تحكم المسار النموذجي والأمثل للجلسات؛ إذ يعتمد مسار الجلسة في المقام الأول على الحضور الذهني والعلاقة بين المعالج والشخص الذي يطلب استشارته وبالتالي فإن مسار الجلسة غير مُتوقَّع دائماً". وعلى الرغم من ذلك، فإن التأمل يشكّل عنصراً أساسياً في البرنامج؛ حيث يتم تكوين علاقة تقوم على الثقة المتبادلة بين الممارس المتخصّص في التحليل السيوفولوجي التكاملي والشخص الذي يطلب استشارته. ومن أجل تحديد المحتوى التبادلي بين كل منهما فإن الاستماع إلى القصة وطرح الأسئلة الاستفسارية حولها يشكّلان أيضاً صلب كل جلسة. "نحن نعتمد على الأدوات الكلاسيكية للعلاج النفسي باستثناء أن الممارس يدعو المريض باستمرار إلى الشعور بما يُقال وممارسة التنفس في أثنائه. وتهدف هذه العملية إلى استشعار الجسد لكل ما يكتشفه والدخول في حالة شعورية وعاطفية تعطي الأفضلية للتعبير اللفظي. ويزداد عمق عملية استكشاف العواطف والآليات عندما يدعو المحلل السيوفولوجي المريض إلى التحرك؛ حيث يمارس التنفس والشعور بما يصدر عن اللاوعي بأبعاده كلها والاندماج معه. وتُعتبر هذه التجربة العاطفية المفتاح الحقيقي لإحداث تحول جذري في حالة المريض وذلك لأنها تحفز طاقته للحياة كما أنها تتطلب التحلي باللطف والتعاطف الذاتي".
ويتم توجيه المريض على مدار الجلسات للتعرف إلى تناقضاته الداخلية والتوفيق بينها، ويوضّح آلاين بيلون هذه الفكرة قائلاً: "يمكن لأي شخص أن يكون مهووساً بالكمال في جانب وكسولاً في جانب آخر؛ واثقاً بنفسه في ظروف معينة ويرتعد خوفاً في ظروف أخرى. المهم هنا أن نشجّعه على إظهار هذه التناقضات من أجل فهمها وتوحيدها". وبذلك يمكن فهم أسلوب حياة المريض بحيث يتم تكييف آليات الجسم لتلافي تكرار نمط سلبي فيه أو إبطائه على الأقل. ويضيف آلاين بيلون: "نحن نعمل أيضاً على إعادة الهيكلة العاطفية من أجل تحرير أنفسنا من الإدراك المحدود لوجودنا. ولتحقيق هذه الغاية، فإننا نحرص دائماً على ربط هذه الفكرة بالتمارين الجسدية حتى نعي الأفكار السلبية على المستوى الجسدي ونسمح لأنفسنا بالتغلب عليها في النهاية"
متى نلجأ إلى طريقة التحليل السيوفولوجي التكاملي؟
يقول آلاين بيلون: "يُنصَح باستخدام التحليل السيوفولوجي التكاملي في حالات الشعور بالضيق والتوعُّك والإحساس بالتوتر وتأزُّم الحياة والافتقار إلى وجود هدف حقيقي لها. لكن الممارس ليس معالجاً أو منقذاً أو حتى مدرباً يقدم المشورة؛ إذ يُعد الممارس المتخصّص في التحليل السيوفولوجي التكاملي في المقام الأول شخصاً يساعد الغير باستخدام موارده الذاتية، على أن يكون طرفاً رئيسياً في عملية تحوله الشخصي". ولن يستطيع التحليل السيوفولوجي التكاملي وحده ضمان علاج الحالات السريرية الخطِرة ولكن يمكن استخدامه في إطار المسار العلاجي ضمن أدوات علم النفس أو الطب النفسي.