كيف يمكن للأحجار الكريمة أن تنظم طاقتك؟

5 دقائق
الأحجار الكريمة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

على الرغم من أن الأحجار الكريمة لا تبدو أكثر من مجرد أجسام جامدة فإن الكثيرين يرون فيها مصدر طاقة ثميناً للإنسان، فما مدى صحة ذلك؟ نتعرف إلى تفاصيل أكثر حول الآراء التي تتناول تأثير الأحجار الكريمة فينا من خلال السطور التالية.
يقول هشام ذو الـ 38 عاماً، وهو من هواة جمع الحصى: "عندما قررت الإقلاع عن التدخين التقطت حصاة جميلة من الطريق، واحتفظت بها طوال الوقت وكنت ألمسها كلما شعرت برغبة في التدخين، فكان ملمسها الصلب يذكرني بالعهد الذي قطعته على نفسي، وبالفعل فأنا لم أدخن ثانية أبداً. وأنا واثق أنه لم يكن بإمكان أي شيء آخر منحي هذه القوة كما فعلت الحصاة".

ما وجه الشبه بين الأحجار وخلايا الجسم؟

ترجع نشأة الممارسات المرتبطة باستخدام الأحجار الكريمة في تحسين الحياة إلى نحو 15,000 سنة مضت، إذ سعى الإنسان في عصور ما قبل التاريخ إلى الاستفادة من خصائص القوة والخصوبة الموجودة فيها، لكن المصريين القدماء كانوا أول من أكسب هذه الأحجار رمزية بحسب لونها ومكان وضعها على الجسم وذلك قبل نحو 3,000 عام من الميلاد، وخلال العصور الوسطى، استخدمت شعوب الصين والهند وفرنسا الأحجار الملونة في حياتها اليومية. أما اليوم ومع تزايد الاهتمام بالأحجار في مجال العلاج بالطاقة، فإن ذلك يثير الكثير من التساؤلات وحتى السخرية أحياناً. فكيف يمكن أن يكون لجسم جامد تأثير كهذا؟

يستخدم كثيرون الأحجار في ممارسات التجدد الروحي، ويوضح المتخصص في أساليب العلاج بالأحجار الكريمة وتعزيز الرفاهة ومؤسس شركة كريستال إيسونس (Cristal’Essence)، جيرار كازال (Gérard Cazals) قائلاً: "تمثل الأحجار نواة نشأة هذا الكون ونحمل في الوقت نفسه أجزاء منها في أجسادنا مثل الأملاح المعدنية والبلورات الصغيرة الموجودة في نوى خلايا الجسم والدماغ". ووفقاً له، فإنه يمكن للأحجار الكريمة أن تؤثر في الذاكرة العميقة لخلايانا، بطريقة تساعد في الوصول إلى حالة من الاسترخاء، وذلك من خلال تأثيرها الجسدي: ارتداؤها كقلادة في العنق مثلاً أو حملها في راحة اليد أو ووضعها في الجيب، وتأثيرها النفسي: أي استخدامها كعنصر تكميلي خلال ممارسة التأمل أو ترتيبها على أرضية الغرفة على شكل رسومات الماندالا. لكن إذا كانت الأحجار تساعدنا في الاسترخاء، فهل لها قدرات علاجية أيضاً؟ قد تبدو هذه الفرضية ضعيفة ولا إثباتات علمية عليها.

الأحجار أكثر من مجرد دلالات رمزية

ولكن على الرغم من ذلك، يدعي بعض الأشخاص أن للأحجار فوائد علاجية بالفعل عندما توضع في مكان الألم، تقول سلوى ذات الـ 32 عاماً وهي مضيفة طيران: "لعلاج آلام الظهر، أثبت بعض الحصى الكريستالية الصغيرة أسفل ظهري بلاصق طبي وأبقيها هناك بضعة أيام وبالفعل يختفي الألم لا أفهم كيف يحدث ذلك ولا أعرف إذا كنت مقتنعة بالأمر لكنه ينجح". يفسّر الأشخاص العقلانيون ظاهرة كهذه بما يسمى تأثير البلاسيبو "الدواء الوهمي"؛ أي اعتقاد المريض بقدرة الدواء على شفائه، في حين يرى المتخصص في العلاج بالأحجار الكريمة ومؤلف كتاب "دليلك حول الحجارة العلاجية" (Guide des pierres de soins)، رينالد بوشيرو (Reynald Boschiero) أن الأحجار ولا سيما الكريستالية منها أكثر من مجرد دلالات رمزية أو علاج وهمي، ويقول: "تشهد النتائج التي نلاحظها باستمرار على ذلك".

بعض الفرضيات قد تؤيد هذا الطرح، ففيزياء الكم مثلاً، أظهرت أن الجسم الصلب هو عبارة عن 99.99% من الفراغ المحاط بالطاقة وتتحرك هذه الطاقة من خلال الاهتزازات التي تختلف تردداتها من جسم لآخر، وتوضح المعالجة غاليا أورتيغا (Galya Ortéga) التي تستخدم الأحجار الكريمة خلال جلسات التدليك قائلةً: "يتمحور العلاج بالأحجار الكريمة حول اغتنام هذه القوة الموجودة فيها لزيادة نشاط أعضاء البدن سواء عن طريق تزويدها بالطاقة أو تخليصها من الطاقة الزائدة عن حاجتها". يتفق عالِم الفيزياء الحيوية السويسري والتر ستارك (Walter Stark) مع هذا الاتجاه، إذ يرى أن الاهتزازات الكهرومغناطيسية للأحجار الكريمة مماثلة للاهتزازات الخلوية في جسم الإنسان ما يفسر قدرتها على تنظيم وظائف الخلايا في أعضاء الجسم. للمقارنة بين العلاج بالوخز بالإبر والعلاج بالأحجار الكريمة، فإن المختص في الحالة الأولى يستخدم أداة بسيطة جداً (إبرة) وفق نظام معقد للغاية، وعلى العكس من ذلك يستخدم مختص العلاج بالأحجار الكريمة أدوات معقدة (مجموعة واسعة من الأحجار) ولكن وفق نظام طاقة مبسط.

يتمحور العلاج بالأحجار الكريمة غالباً حول الشاكرات السبع وقنوات الطاقة البشرية (خطوط الطول)، ويندرج في الفئة ذاتها التي تضم الوخز بالإبر والعلاج بالألوان والعلاج المغناطيسي الذي يستخدم طاقة المغناطيس، وتستخدم الأحجار فيه بعدة طرائق.

طاقة كونية داخل أجسام صغيرة

لعل التدليك أبرز طرائق استخدام الأحجار الكريمة ولكن الحقيقة هي أن هذه الممارسة تساعد في الاسترخاء دون أن تكون لها قدرات علاجية، ويقدم العديد من صالونات التجميل هذه الممارسة المستوحاة من تقاليد سكان أميركا الأصليين، وقد تستخدم في ذلك أحجار كريستالية وشبه كريمة اعتادت شعوب الهند القديمة استخدامها لزيادة الطاقة أو الاسترخاء أو تصفية الذهن تبعاً للمرغوب. تقول سمارة ذات الـ 32 عاماً: "خلال جلسة التدليك، وضعت المدلكة أحجار حول رأسي وجسدي وشعرت خلال ذلك بحالة استرخاء كبيرة وكأنني أهبط في حفرة عميقة".

وتتابع: "ومن المفارقات أنني شعرت أيضاً بتيارات الطاقة تتدفق إلى يديّ وقدميّ، وعندما أغمضتُ عينيّ تهيأ لي طيف أرجواني وذهلت عندما عرفت أنها كانت تضع على جبهتي حجراً كريماً أرجواني اللون بالفعل. في نهاية الجلسة كنت أشعر وكأنني كتلة متحركة من الطاقة مع شعوري بالاسترخاء والراحة في الوقت نفسه، وأنا مقتنعة تماماً الآن بفعالية هذه الممارسة". يمكن أيضاً عمل التدليك باستخدام ما يسمى "الزيوت المشحونة"، إذ تُنقع الأحجار على نحو دائم في زيت نباتي كزيت اللوز الحلو مثلاً، وتستخدم طريقة الحل هذه في الوقت نفسه لصنع سائل قابل للشرب.

بخلاف العلاج باستخدام العناصر النادرة ومنها المعادن النقية كالنحاس والذهب والفضة وغيرها، فإن العلاج بمحلول الأحجار (الذي يزيل العناصر الملوثة من الجسم) يستخدم الحجر الرملي الوردي والحجر الجيري وغيرها دون تنقيتها، إنما تخفف فقط وتقدم في أمبولات للشرب. تقول الطبيبة فيرونيك بومان (Véronique Bauman) التي تصف هذه الأمبولات بانتظام لمرضاها: "نستخدم كامل العناصر التي يحتوي عليها الحجر دون استبعاد شيء منها"، ووفقاً لها، يتيح ذلك الاستفادة من جميع الأملاح المعدنية الموجودة في الحجر، ما يُمثل فعالية أكبر مقارنة باستخدام عنصر واحد منها فقط، ويُستخدم هذا العلاج، الذي يعد قريباً من مفهوم العلاجات التجانسية ويتوفر في الصيدليات، للتخفيف من التشنجات وقرح الفم المتكررة أو التهاب البلعوم الأنفي المتكرر.

بالإضافة إلى هذه الطرائق المتعددة للاستفادة من خصائصها، من المهم ألا ننسى الدور المهم للأحجار سواء كانت كريمة أو لا في تاريخ البشرية، إذ لطالما أشارت إليها الحضارات كرمز للقدرة على التحكم في الطاقة الكونية، ومع كل جمالها وقوتها، فإنها ما زالت لغزاً لم تحل كل جوانبه بعد، ورغم ذلك فإن هذه الأجسام تدفعنا إلى تغيير نظرتنا إلى الكون الذي يتشكل منها والذي بقدر ما يبدو بعيداً عنا فإن له تأثيراً في طاقتنا.

حلي ذات منافع متعددة

وفقاً للمتخصصين، فإن الحجر ينقل جزءاً من قوته إلى المنطقة التي تلامسه من الجسد ومن ثم فإن ارتداءه كقلادة سينشط منطقة الضفيرة الشمسية (تعزيز النشاط) أو القلب (تعزيز العواطف) أو الحلق (تعزيز القدرة على التعبير عن الذات)، وذلك وفقاً لطول هذه القلادة. أما ارتداء هذه الأحجار كخواتم في اليد اليمنى فيعزز الأداء، ويساعد ارتداؤها في اليد اليسرى على تحرير المشاعر، في حين يحفز ارتداؤها كأقراط قوة الحدس والاستبصار والحس الفني.

يمكن للرجال أيضاً الاستفادة من الأحجار الكريمة باستخدامها كأزرار للأكمام أو مشابك لربطات العنق، ولكن ما الأحجار التي يجب اختيارها؟ تشير القواميس المتخصصة في هذا الموضوع إلى فوائد بعض أنواع الأحجار الكريمة، فالألماس الذي يتميز بصلابته الشديدة يعيد شحننا بالطاقة الحيوية ويمنحنا الثقة بالنفس، أما الكريستال فيحفز الخيال والحدس، والزمرد يحفظ الشباب، في حين أن الياقوت يقي من الإجهاد.

خلطة سحرية

يُحدث مشروب يحضر من الأحجار الكريستالية ضجة كبيرة في الوقت الحالي بين المعالجين في أميركا الشمالية، وذلك على الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة على فعاليته. أما طريقة تحضيره فهي بسيطة جداً: ضع حجراً كريستالياً (يتوفر في المتاجر المتخصصة) في ماء مقطر يُباع في الصيدليات (وليس الماء منزوع المعادن المخصص للمكاوي).

اترك الحجر منقوعاً لليلة كاملة إذ تنحل بعض جزيئاته والطاقة الموجودة فيه في الماء خلال ذلك، ويكفي شرب كوب أو كوبين يومياً لزيادة النشاط والتركيز وتحسين جودة النوم.

المحتوى محمي