ثقوب الذاكرة لغز محير لا نفهم أحياناً أسبابه وملابسات حدوثه لأننا نعدّه حالة استثنائية وعابرة لا تستحق الاهتمام؛ لكن عندما تتكرر فقد تتحول إلى مشكلة حقيقة تعكس حالة طبية أو عصبية يتعين البحث عن حلّ لها. في هذا السياق، يقترح المقال التالي 5 نصائح ذهبية تساعدنا على تقوية الذاكرة المستقبلية وتجنّب لحظات النسيان المحرجة. هل وجدت نفسك يوماً في غرفة نسيت سبب دخولك إليها؟ إذا بدا لك هذا الحدث مألوفاً، فهذا يعني أنك تعاني عجزاً محتملاً في الذاكرة. هذه الذاكرة المسؤولة عن تذكيرنا بما ننوي فعله ضرورية في حيواتنا اليومية؛ لكنها قد تتعطل في بعض الأحيان. في هذا السياق، نشرت المختصة في طب الأعصاب السريري وأستاذة علم النفس وعلوم الأعصاب، سارة راسكين (Sarah Raskin) ،مقالاً يتضمن بعض الحلول لتقوية الذاكرة وتجنب حالات النسيان المحرجة أو المقلقة أحياناً.
محتويات المقال
ما هي الذاكرة المستقبلية؟
تسمح لنا الذاكرة المستقبلية بتذكر فعل بعض الأمور في المستقبل مثل شراء حاجتنا من الحليب في طريق العودة من العمل، أو الاتصال بقريب لتهنئته بمناسبة عيد ميلاده. وهناك نوعان رئيسان من الذاكرة المستقبلية: الذاكرة التي تستند إلى الأحداث، والذاكرة التي تستند إلى الوقت. على سبيل المثال؛ قد تذكّرك رؤية زميل لك برسالة تريد إبلاغها؛ لكن تذكُّر موعد محدد في الساعة الثانية ظهراً يتطلب عادة جهداً أكبر.
علاوة على ذلك، فإن الذاكرة المستقبلية قد تضعف مع التقدم في السن بسبب التغيرات التي تحصل في قشرة الفص الجبهي الدماغي. ومع ذلك، يُظهر الأشخاص المسنون أحياناً قدرات تذكّر أفضل في سياقات الحياة اليومية المختلفة؛ وهي ظاهرة تسمى "مفارقة الذاكرة المستقبلية المرتبطة بالعمر".
مناطق الدماغ المعنية بالذاكرة المستقبلية
تتدخل مناطق عدة من الدماغ في عمل الذاكرة المستقبلية. تؤدي باحة برودمان العاشرة (Brodmann’s area 10) التي تقع في الفص الجبهي دوراً حاسماً من خلال حفظ المعلومات في الذاكرة وإنجاز مهام أخرى في الوقت نفسه. ويتدخل الفص الجداري في تحديد ما تنوي تنفيذه؛ بينما يتطلب تذكّر هذه النية تدخل منطقة الحُصين. وفي حالة الذكريات المستندة إلى الوقت، يتطلب الأمر توظيف مناطق دماغية عديدة لتتبعه.
هناك عدة حالات طبية وعادات يمكن أن تؤثر في هذا النوع من الذاكرة. على سبيل المثال؛ يمكن أن يحد شرب الكحول من القدرة على تذكر المهام المستقبلية. وقد يجد الأشخاص الذين يعانون الفصام أو تلف الدماغ أو داء باركنسون أو التصلّب المتعدد صعوبة في تفعيل الذاكرة المستقبلية.
5 نصائح لتجنب النسيان
هناك عدة حلول فعالة للحفاظ على ذاكرتك وتجنب النسيان. يمكنك استخدام المنبهات الإلكترونية في هاتفك لتذكر الواجبات المهمة، بالإضافة إلى أن الترديد يؤدي دوراً حاسماً، إذ يمكنك أن تردّد عبارة تشير إلى ما تنوي فعله لتعزيز انتباهك على المدى الطويل، فتقول على سبيل المثال إذا كنت تنوي التصفيق: "عليّ أن أصفق بعد دقيقة من الآن". ويعدّ التخيل البصري أيضاً تقنية فعالة؛ إذ بإمكانك تخيل ما ستسمعه أو ستراه عندما يتعين عليك تنفيذ مهمة ما.
يمكنك أيضاً أن تضع بعض الأشياء في أماكن مرئية أمام الباب مثلاً، كي لا تنساها عند خروجك. وفي السياق نفسه، إن إرساء بعض العادات الخاصة بالمهام اليومية والتلفظ بما تنوي فعله بصوت مرتفع قد يساعدك على تجنّب النسيان. إذا كنت تنوي سقي الأزهار مثلاً، فما عليك إلا أن تردد: "عندما سأعود إلى البيت سأسقي الأزهار". إذا اتّبعت هذه النصائح يمكنك تحسين أداء ذاكرتك المستقبلية تحسيناً ملحوظاً، والحد من حالات النسيان التي تعانيها.