5 عادات يومية تهدر وقتك وطاقتك، فكيف تتخلص منها نهائياً؟

هدر الوقت والطاقة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: لدى الكثير منا عادات وسلوكيات نمارسها يومياً دون أن ندرك أنها يمكن أن تستنزف وقتنا وطاقتنا، وتعوقنا عن إيجاد إمكانياتنا وتحقيق أهدافنا. في هذا المقال، سنتعرف إلى بعض العادات والسلوكيات المضرة التي تسبب هدر الوقت والطاقة، ونقدم بعض النصائح حول كيفية التغلب عليها.

لدينا جميعاً تلك العادات الصغيرة التي تبدو غير مضرة، نمارسها يومياً دون الكثير من التفكير؛ لكنها في الواقع تستنزف وقتنا وطاقتنا كل يوم، وقد تكون العائق الذي يمنعنا عن تحقيق أهدافنا. يمكن أن تكون هذه العادات خفية ومخادعة، وتتسلل إلى روتيننا دون أن ندرك ذلك. أنت تعرف في أعماقك أنها ليست في صالحك؛ لكن يبدو أنك لا تستطيع التوقف عن ممارستها.

سواء أكان الأمر يتعلق بفحص هاتفك كل 5 دقائق، أم المماطلة في المهام ، فإن هذه العادات يمكن أن يكون لها تأثير سلبي في إنتاجيتك وصحتك وسعادتك؛ لكن من خلال إدراكها يمكن العمل على استبدال عادات أكثر إيجابية بها، وتوفير ساعات من الوقت والطاقة الضائعين، وبالنتيجة؛ تحسين نوعية حياتك، وإليك أهم عادات تسبب هدر الوقت والطاقة.

5 عادات يومية تسبب هدر الوقت والطاقة

1. التحقق الدائم من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي

أنت تعرف السيناريو التالي: يرن هاتفك لينبهك حول وجود إشعار جديد مصدره أحد تطبيقات منصات التواصل الاجتماعي، فتفتحه للتحقق من الإشعار، وقبل أن تدرك ذلك، تمر ساعة من الوقت. حسناً، جميعنا مررنا بهذا، أنت لست وحدك.

اليوم، تُعد وسائل التواصل الاجتماعي سيفاً ذو حدين، فمن جهة، تمثل وسيلة رائعة للتواصل والتعارف، والبقاء على اطلاع على أحدث المجريات، واستكشاف الأشياء الجديدة، بالإضافة إلى أنها توفر دفعات مؤقتة من الدوبامين، وشعوراً لحظياً بالسعادة.

من ناحية أخرى، فإن الوصول المستمر إلى محتوى منصات التواصل الاجتماعي يُحدث تدفقاً لا ينتهي من المعلومات يمكن أن يصعّب التركيز على المهام التي تتطلب متابعة مستمرة؛ مثل العمل أو الدراسة، علاوة على ما قد يسببه من تدني قيمتنا الذاتية نتيجة المقارنة الدائمة بين الحياة الواقعية والحياة الافتراضية.

اقرأ أيضاً: كيف تحمي نفسك من سموم السوشيال ميديا؟

2. تعدد المهام

في بعض الأوقات، قد لا يكون سبب الوقت الضائع هو الخروج عن سياق العمل؛ وإنما محاولة إنجاز عدة مهام في وقت واحد، فقد تحاول إنجاز مشروعك الخاص، والتحقق من البريد الإلكتروني، وإعداد وجبة الغداء، وذلك كله في وقت واحد. 

قد تعتقد أنك تنجز أشياء متعددة في الوقت نفسه؛ ولكن ما تفعله حقاً هو تحويل انتباهك وتركيزك بسرعة من شيء إلى آخر لأن الدماغ يفتقر إلى القدرة على أداء مهام متعددة في الوقت نفسه؛ إذ يشير علماء النفس إلى أن تعدد المهام إلى يؤدي إلى ما يسمونه بـ “تكاليف تبديل المهام”، أو التأثيرات السلبية التي تأتي من التحول من مهمة إلى أخرى، فقد تواجه:

  • بطء وتيرة العمل.
  • تراجع السلوكيات التلقائية؛ ومن أهمها العمل بوضعية “الطيار الآلي” التي تعني إنجاز المهام دون التفكير المتواصل فيها خلال إنجازها، وهذه ميزة تفقدها عند التبديل بين المهام.
  • تشتيت الانتباه.
  • زيادة التوتر والقلق.
  • ارتفاع احتمالية ارتكاب الأخطاء.

بالمثل؛ وجدت دراسة نُشرت في مجلة علم النفس التجريبي: الإدراك البشري والأداء (Journal of Experimental Psychology: Human Perception and Performance)، أن من اتبعوا عادة تعدد المهام كانوا أقل إنتاجية بنسبة 40% ممن ركزوا على كل مهمة على حدة، وأنهوها قبل أن ينتقلوا إلى المهمة التالية.

3. التفكير في الماضي

يشكل الماضي، من خلال العديد من التجارب التي مررنا بها، السبب في سياق حياتنا الحالي؛ إلا أن التمسك بخيبات الأمل أو الحزن أو الصراعات الماضية يمكن أن يمنعك من المضي قدماً والنمو، وقد يعوقك عن اكتشاف فرص الحاضر الحالي واكتساب مهارات جديدة تستلزمها المهام المتجددة والمتطورة.

كما أن العيش في الماضي يجلب معه معاناة الوقت النفسي؛ وهو ما عرّفه الكاتب الألماني إيكهارت توللي (Eckhart Tolle) بأنه الارتباط الذي تشعر به تجاه الماضي، ويسحبك بعيداً عن اللحظة التي أنت فيها الآن. إنه الشعور بالضياع وعدم اليقين، حول ما كان يمكن حدوثه، أو ما ينبغي ألا يحدث؛ توقعاتك، وخيبات أملك، والأشياء التي كنت تعتقد أنها ستجعلك سعيداً؛ كلها لن تؤدي سوى إلى زيادة التوتر والقلق والشعور بالذنب. وهذا لا يسبب هدر الوقت والطاقة فحسب؛ بل يمكن أن تكون له أيضاً آثار سلبية في صحتك النفسية.

4. مشتتات داخلية

المشتتات الداخلية هي تلك العقبات الداخلية التي تنشأ داخلك، ويمكنها التأثير في إنتاجيتك. فعندما تواجه موقفاً صعبة أو مهمة صعبة، يسعى دماغك، بصفة طبيعية، إلى الهروب والبحث عن استراحة، وإن كانت مؤقتة مثل ألعاب الفيديو، أو مشاهدة المسلسلات، أو التمرير على وسائل التواصل الاجتماعي، أو الاستسلام للقيلولة الطويلة. ومن أمثلة المشتتات:

  • الأفكار السلبية: يمكن للقلق بشأن صعوبة المهمة التي بين يديك أو بشأن المهام غير المكتملة التي لا يمكنك القيام بها حالياً، أن يؤدي إلى عرقلة تركيزك وتشويش عقلك.
  • الدوافع: هي تلك الحوافز المفاجئة التي يمكنها تشتيت الانتباه؛ مثل الرغبة الشديدة في فحص هاتفك أو الرغبة المفاجئة في تناول القهوة.
  • أحلام اليقظة: ما قد يبدو فكرة عابرة، قد يتحول إلى ساعات من أحلام اليقظة في عالم خيالي.
  • اجترار التفكير: وفقاًً للطبيب واستشاري الطب النفسي والإدمان، خالد العوفي؛ فإن استغراق التفكير في أسئلة ليست لها إجابات يستنزف طاقتك.

5. التسويف

جميعنا قد نؤجل المهام في بعض الأحيان؛ لكن المماطلين هم من يتجنبون إنجازها على نحو مزمن، ويبحثون دائماً عن الأعذار؛ ما قد تكون له تكاليف عاطفية وجسدية وعملية باهظة. إذ يُعد التسويف انعكاساً لمشكلات نفسية مع ضبط النفس، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاجترار، أو التركيز على الأفكار السلبية. ويكون مدفوعاً بمجموعة من الأسباب؛ أهمها:

  • الخوف من الفشل: قد نتجنب المهام لأننا نخشى ألا نقوم بها على نحو جيد.
  • الافتقار إلى الحافز: قد لا نشعر بالإلهام أو التحفيز للعمل على مهمة ما في لحظة معينة.
  • الكمالية: يمكن أن تؤدي الرغبة في الحصول على كل شيء على أكمل وجه إلى تأخير بدء المهمة.
  • صنع الأزمات: أحياناً يكون السبب وراء تأجيل المهام هو حب العمل تحت الضغط.
  • الارتباك: بسبب تعقيد المهمة وعدم وضوحها.
  • عدم تقدير الوقت: غالباً ما نتصور أن المهام لن تستغرق وقتاً طويلاً لإنهائها كما هي الحال في الواقع.
  • النفور من المهام: نتجنب أحياناً تأدية بعض المهام لأننا نعتقد أننا لن نستمتع بالقيام بها.

اقرأ أيضاً: كيف تؤثر عادة التسويف في صحتنا النفسية؟

كيف تتخلص من العادات والسلوكيات التي تسبب هدر الوقت والطاقة؟

قد يكون من الصعب التخلص من العادات السيئة؛ لكن هذا ممكن مع العزم والاستراتيجيات الصحيحة، وإليك ما قد يساعدك:

  • حدد السلوك الذي تريد تغييره: تتبع نفسك لفترة زمنية، وحدد السلوكيات التي تستنزف وقتك وجهدك دون فائدة، لتحديد العادات السلبية ومعرفة مدى تأثيرها في إنتاجيتك.
  • الإقلاع عن العادة السيئة: أي التوقف التام والفوري عن العادة من دون تدرج أو فترة انتقالية. ربما يكون ذلك أصعب من قوله لأن المحفزات المرتبطة بالعادة السيئة قد تثير السلوك القديم، وما يترتب على ذلك من شعور بالفشل وخيبة الأمل؛ لكن كرر محاولاتك وحافظ على نهج التصميم والإرادة القوية.
  • تخلص من المحفزات: اكتشف محفزات عاداتك التي تسبب هدر الوقت والطاقة، لتجنبها واستبدالها.
  • استبدل بعادتك السيئة عادةً جديدة: عادة ما تتشكل العادات نتيجة عاطفة ما تثير سلوكاً يستمر حتى تُشبع الرغبة العاطفية، ثم تتأصل في الدماغ بحيث ننخرط فيها بانتظام دون التفكير أو تقييم الأمور كثيراً. لذا؛ فإن الطريقة الأفضل للتخلص منها هي استبدال عادات جديدة بها؛ بحيث تُعاد برمجة السلوك المرتبط بالمحفز العاطفي. ومع ذلك، يجب أن تكون العادة الجديدة أقوى من القديمة لتكون فعالة.
  • تغيير البيئة: يمكن للبيئة أن تتحول إلى المحفز الذي يثير العادات السلبية، ويزيد صعوبة التخلص منها.
  • تتبع تقدمك: وذلك بهدف تحفيز نفسك على المتابعة والاستمرار.

أخيراً، تذكر أن التخلص من العادات السيئة يستغرق وقتاً وصبراً؛ لذا لا تقسُ على نفسك إذا أخطأت. فقط استمر في المحاولة ومرن نفسك على التركيز على هدفك بالتخلص من العادات التي تسبب هدر الوقت والطاقة وتقلل الإنتاجية.

error: المحتوى محمي !!