كيف تنظم عواطفك لتتخلص من التسويف؟

2 دقيقة
التسويف
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: التسويف عقبة كبيرة تمنعنا من إطلاق العنان لإمكاناتنا الشخصية والمهنية. وسببه ليس الكسل فقط، بل له أسباب نفسية أيضاً؛ مثل الخوف من الفشل والقلق والهوس بالكمال ونقص الانتباه. لذلك يمكن التغلب على هذه العادة السيئة من خلال حُسن إدارة المشاعر المرتبطة بها، وهو ما يتحقق بتطبيق خمس استراتيجيات فعالة؛ 1) تقسيم المهمة إلى مراحل صغيرة. 2) ضبط مؤقت للعمل على المهمة 10 دقائق. 3) إعداد مسودة أولية ومن ثم الشروع في تطويرها. 4) تحفيز الذات عبر ربط المهمة بأهدافك الشخصية. 5) وضع خطة واضحة الخطوات تستهدف بتنفيذها تعزيز الثقة بالذات.

عندما نشرع في إتمام مهمة موكلة إلينا أو التزمنا بها فقد تدفعنا عدة أسباب مثل الخوف من الفشل ونقص التحفيز والعبء العاطفي الزائد إلى تأجيلها. ولأن ميلنا إلى التسويف أقوى من إرادتنا نجد أننا نماطل حتى لو أدى بنا ذلك إلى مأزق لا يمكن إصلاحه، أو إلى التخلي عن هذه المهمة كلياً.

لكن لماذا نجد صعوبة كبيرة في بدء العمل حتى لو كنا مجبرين على أدائه سواء تعلّق بتحقيق هدف أو بمصلحة شخصية؟ سواء كنا نتحدث عن إتمام مهام إدارية أو الذهاب إلى العمل أو حتى الخروج للترفيه عن أنفسنا، فهناك أساليب معينة تساعدنا على التوقف عن تأجيل عمل اليوم إلى الغد.

تعرف إلى العلاقة بين مشاعرك وميلك إلى التسويف

ربما يسهل علينا، من باب التوضيح، ألا نعتبر التسويف أحد أشكال الكسل فحسب، فهناك في الغالب تفسيرات أعمق من وصفه بأنه مجرد ضعف في الإرادة وعدم رغبة في فعل أي شيء، ومنها مثلاً مشاعر الاكتئاب والقلق. تقول المختصة النفسية، أليس بويز (Alice Boyes)، في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) الإلكتروني: "عندما يكتئب الإنسان يميل إلى التسويف في مهامه جميعها، سواء كانت بسيطة أو معقدة، ممتعة أو مملة"، ويعود جانب من هذا التسويف إلى اجترار الأفكار الذي يجعل المكتئب يفقد الثقة بنفسه ويشعر بأنه لا يصلح ليكون صديقاً أو شريكاً أو زميلاً يمكن الاعتماد عليه.

من ناحية أخرى، يؤدي القلق إلى التسويف عندما تولّد مهمة بعينها مشاعر سلبية، كما يؤدي الخوف من الفشل أو الهوس بتقديم الأداء الأفضل، إلى طلب الكمال، ومن ثمّ يضخم أهمية المهمة ويعمق الخوف من تنفيذها بدرجة مبالغ فيها.

كما أن اضطراب نقص الانتباه أحد أسباب التسويف. تقول الطبيبة المختصة في إعادة التأهيل النفسي الاجتماعي، كندرا شيري (Kendra Cherry)، لموقع "فيري ويل مايند" (Very Well Mind) الإلكتروني: "عندما تشتت المحفزات الخارجية والأفكار الداخلية تركيزك، يصعب عليك بدء العمل على أي مهمة، خاصة إذا كانت صعبة أو لا تهمك".

كيف تنظم عواطفك لتتخلص من التسويف؟

تقول المختصة النفسية، نوال مصطفى، في مقطع فيديو على إنستغرام: "من أسباب التسويف عدم قدرتنا على التعامل مع المشاعر السلبية المرتبطة بأداء مهمة ما؛ مثل الملل والقلق والإرهاق". فأفضل طريقة للتوقف عن التسويف هي فهم الشعور الذي يرافق رغبتنا في تأجيل المهمة ومحاولة التعامل معه.

في مقطع الفيديو، تقدم مصطفى 5 طرق للتوقف عن عادة التسويف تعالج كل منها شعوراً بعينه:

  • إذا كنت مرهقاً ومنهكاً عاطفياً، فقسّم المهمة إلى مهام أصغر وإدارتها أسهل وركز على إتمامها بدلاً من محاولة إتمام المهمة كلها مرةً واحدة.
  • إذا بدت لك المهمة مملة أو لا تثير اهتمامك فجرب قاعدة الـ 10 دقائق؛ اضبط مؤقِّت ساعتك للعمل على المهمة مدة 10 دقائق، وحين تنتهي المدة توقف عن العمل على المهمة إذا وجدت أنها مملة، ثم حاول إكمالها لاحقاً، والأرجح أنك سوف تنجزها ما إن تعود إليها لأنك أتممت الجزء الصعب منها.
  • إذا كنت تخشى الفشل فجرب تنفيذ نسخة تجريبية أولية عما تريد فعله بدلاً من محاولة تنفيذ النسخة المثالية من البداية، وركز على إمكانية إحراز تقدم لا على تحقيق الكمال.
  • إذا كنت تفتقر إلى الحافز فاسأل نفسك عما إذا كانت هذه المهمة ذات صلة بأهدافك وقيمك، فلعل إمعان النظر في هذه المهمة برمتها يساعدك على رؤية أنها ذات معنى فيجدد حافزك لإتمامها.
  • إذا شعرت بالشك والتردد فحدد أهدافك من جديد، وضع خطة ذات خطوات تدريجية لتحقيقها، وسوف تساعدك هذه الخطة في تعزيز ثقتك بذاتك.

المحتوى محمي