عندما تقرر أنك ستنفصل عن شريكك، لا تتخيل أن الأمور ستكون جيدة كما تعتقد. في هذا الشأن، حددت المعالجة النفسية كاثرين وودوارد توماس؛ مؤلفة كتاب "ننفصل دون أن نكره بعضنا بعضاً" (Se séparer sans se détester)، المعايير التي يجب التغلب عليها من أجل الخروج بشكل إيجابي من هذه المحنة.
1. تحويل مشاعرنا المدمرة إلى قوى إيجابية
على الرغم من أننا اتخذنا قرار الرحيل، فإن الانفصال يتسبب في حدوث تسونامي عاطفي. يتعلق الأمر أولاً بفهم أن هذه الصدمة مرتبطة ببيولوجيتنا وكيفية تقييمها وخلق "ملاذ داخلي" لأنفسنا لاستعادة الشعور بالأمان. تعد "قواعدنا العاطفية" على غرار التأمل والتعلم، مفيدة بشكل خاص في هذه المرحلة؛ حيث يتعلق الأمر بشكل أساسي بالعناية بأنفسنا. وبعد ذلك يمكن أن تصبح المعاناة المدمرة المنجرة عن الانفصال بمثابة محركات قوية.
2. تحمُّل نصيبنا من المسؤولية عن ما حدث
وهذه هي خطوة الفرز. يتعلق الأمر بالتخلي عن تأدية دور الضحية والتوقف عن التركيز على ما فعله الآخر، أو لم يفعله، بشكل خاطئ وتحديد متى ارتكبنا أيضاً أخطاء أو تم التلاعب بنا، وما إلى ذلك. عندها فقط يمكننا أن نعوض أنفسنا عن ما حدث. يعد التدوين والإقرار وإدراج المهارات التي أهملناها بسبب هذه العلاقة مفيداً بشكل خاص.
اقرأ أيضا:
3. تحديد معتقداتنا الأساسية عن الحب
امتلاك أب استبدادي يقرر عن الجميع في المنزل والوالدان يتعاركان مع بعضهما بعضاً باستمرار، يبين أن كل واحد يحمل في داخله عن غير قصد، تمثيلات غير واعية تؤثر في كيفية تعريفه لماهية الزوجين. وفي كثير من الأحيان، فإن خيبة الأمل التي يشعر بها المرء بعد الانفصال تعيد تنشيط السبب الرئيسي لحدوثه. حان الوقت للتعرف إلى المشكلة بدقة (على سبيل المثال: "أنا لا أستحق الحب حقاً. يتركني الرجال إذا لم أحاول إرضاءهم") من أجل تخليص أنفسنا من وضعنا الحالي وعند التقدم في السن مستقبلاً.
اقرأ أيضا:
4. احترام تاريخنا الماضي لتكون علاقتنا جيدة مع شريكنا السابق
هذه الخطوة "كيميائية" حقاً، وفقًا لكاثرين وودوارد توماس. لا يتعلق الأمر برفض ما حدث في قصة حبنا؛ ولكننا نقرر بدلاً عن ذلك احترامها وحمايتها. سيتطلب هذا الأمر التصميم والانضباط في وقت نرغب فيه في التقليل من قيمة الحب المفقود. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الموقف يسمح لنا بتحويل انتباهنا أخيراً عن الماضي لكي نركّز في مستقبل بنّاء أكثر. لذلك يمكننا معاً تحديد الشكل الجديد لعلاقتنا من خلال طرح سؤال: هل ستتواصل علاقتنا دون أطفال؟ متى وكيف ستكون العلاقة بيننا؟
5. إقامة علاقات جديدة وحفل فراق
حان الوقت للتخلي عن توقعاتنا القديمة التي كانت تربطنا بشريكنا "ستكون أنت القوة التي أستند عليها عند ضعفي" لاستبدالها بتلك التي تتوافق مع وضعنا الحالي ("ستكون دائماً والد أطفالي" أو " ستكون دائماً جزءاً من عائلتي الممتدة"). يمكن أن يساعد إجراء حفل الانفصال على إظهار نوعية علاقتنا الجديدة إلى مجتمعنا وأصدقائنا وعائلاتنا، وبالتالي إبراز الاحترام الذي نكنه لبعضنا بعضاً رغم الانفصال، وهكذا تكون لنا قيمة عالية في نظر الجميع.
اقرأ أيضا: