ما هو الإيكيغاي؟ بالنسبة لليابانيين، فهو ما يجعلك تريد الاستيقاظ في الصباح، وإن تحديده أمر أساسي لإضفاء معنى أعمق ومتعة أكبر على حياتك. إليك 3 تمارين لمساعدتك على إيجاد "الإيكيغاي خاصتك".
يشرح كل من هيكتور غارسيا وفرانييسك ميراليس؛ وهما مؤلفان إسبانيان لديهما شغف باليابان، في مقدمة كتابهما "طريقة الإيكيغاي، اكتشف مهمة حياتك (الطاقة الشمسية)" (The Ikigai Method, discover your life mission Solar): "كلمة إيكيغاي ليس لها ترجمة دقيقة، فهي تشير إلى معنى الحياة؛ إلى ما يجعلنا نستيقظ بحماس كل صباح. إنه اتحاد لفظي "iki" (وهي "الحياة" أو "أن تكون حياً") مع "gai" (وهو "ما هو جدير بالاهتمام وذو قيمة")، ويُمكن ترجمتها حرفياً إلى "ما يجعل الحياة تستحق العيش". ووفقاً لليابانيين؛ لكل منا الإيكيغاي الخاص به، أو حتى عدة منه، موجودة في قلوبنا، حتى لو لم نكن على دراية به دائماً. ويتغير الإيكيغاي على مدار الحياة.
لا يمكن أن نمتلك الإيكيغاي نفسه ونحن في الخامسة عشرة أو السبعين من العمر، ولهذا السبب يشير الكاتبان إلى أنه "من الأساسي أن تظل على تناغم مع الإيكيغاي خاصتك في كل مرحلة. فبخلاف ذلك؛ سيتولد لدينا انطباع بأننا انحرفنا عن طريقنا، وتركنا القوى الخارجية تسيطر على حياتنا اليومية. ويمكن مقارنة الإيكيغاي خاصتنا بترددات الراديو؛ حيث إننا كلما تزامننا معه بشكل أفضل، شعرنا أكثر أن حياتنا لها معنى". هذا المفهوم شائع لدى العديد من المدربين لمساعدة عملائهم على تحديد مواهبهم والمهن التي تناسبهم. كما أن كريستي فانبري ميرش؛ المستشارة والمدربة في مجال الإبداع، في كتابها "العثور على الإيكيغاي الخاص بك، العيش على ما يثيرنا" (Finding your ikigai, living from what excites us)، توصي بتوظيف فضولك، وفرحتك في البحث ومقابلة الأشخاص، في رحلتك نحو إيجاد "الإيكيغاي خاصتك". ونقدم لك فيما يلي ثلاثة تمارين مستوحاة من كتابها:
1. فعّل إبداعك
وفقاً لكريستي فانبري ميرش، فإن مجال تألقنا هو "ما نحب القيام به، وما نبرع فيه ونقوم به بسلاسة واستمتاع". بعبارة أخرى؛ إنه الممارسة، أو النشاط الذي نكون "جيدين" فيه (إما لأننا نمتلك المهارات اللازمة أو لأننا جيدون)؛ حيث نجد المتعة والتحفيز، ويكون ذا مغزى بالنسبة لنا.
للعثور على هذه المنطقة الإبداعية وتنشيطها؛ أحضر دفتر ملاحظات وقلماً للكتابة وقلم تحديد ملوناً.
اكتب، على صفحتين متقابلتين، كل الصفات المنسوبة إليك أو التي تنسبها إلى نفسك منذ الطفولة حتى اليوم. يجب ملء هذا البند جيداً، لا تقصر نفسك على عدد قليل من الصفات العمومية خوفاً من أن تبدو متغطرساً، أو لأنك لست واثقاً من نفسك. فكر في جميع المواهب والصفات والمهارات التي رآها فيك معلّموك وعائلتك وأصدقاؤك وزملاؤك وعملاؤك وأخبروك عنها. بمجرد تدوين كل ذلك، انتقل إلى الخطوة الثانية.
حدد الصفات الثلاث التي لا يمكنك الاستغناء عنها؛ والتي تميزك عن سواك حقاً، وعلّمها باستخدام قلم التحديد الملون الخاص بك. كريستي فانبري ميرش من جهتها لاحظت:
- القيام بأفعال جريئة.
- الحس الفكاهي.
- أكتب بدفء وذكاء.
وتضيف جملةً قالتها لها جدتها: "أنتِ موهوبة عاطفياً".
2. استرجع أحلام طفولتك
يتذكر العديد ممن قابلتهم كريستي فانبري ميرش أن موهبتهم أو الإيكيغاي الخاص بهم، قد تجلى في الطفولة أو خلال فترة المراهقة؛ وهي مراحل حياتية لا يسيطر فيها القلق بشأن المستقبل المهني ويحل محل الخيال والرغبة (ليس بشكل مطلق فيما يتعلق بمرحلة المراهقة). نحن نرى أنفسنا كأطباء بيطريين، أو ككتاب، أو طيارين، أو رواد فضاء، أو مخترعين، وتكمن فائدة هذه التصورات المستقبلية في أنها تحمل في داخلها ليس فقط جوهر رغبتنا؛ ولكن أيضاً المهارات المرتبطة به التي نمتلكها.
لسوء الحظ، فغالباً ما ينظر البالغون إلى الإيكيغاي الخاص بنا في مرحلة الطفولة أو المراهقة على أنه حلم أو نزوة، لا سيما إذا كانت المهارات والمواهب التي يتطلبها غير مفيدة للتدريب على مهنة تُعتبر "جدّية". لذلك، فللعثور على الإيكيغاي الخاص بنا؛ سيتعين علينا بالتالي الخوض في ماضينا.
أحضر دفتر الملاحظات وقلماً.
قبل تدوين الملاحظات، اترك الوقت الحاضر مؤقتاً، ودع عقلك يعود بالزمن إلى الوراء؛ نحو طفولتك ومراهقتك، بحثاً عما كان يثير إعجابك، ويُحفّزك، وما كنت تستمتع بفعله، وما كنت تمتلك المهارة أو الموهبة للقيام به. لا تركز على "الأمور الكبيرة"؛ بل دع عقلك يأخذ جولة في كامل مجال الأشياء التي كانت تثير اهتمامك: القراءة، الكتابة، الطبخ، التعليم، تقديم الرعاية، الرسم، الدهان، الديكور، صناعة الرسوم المتحركة، الغناء، التنكر، عزف الموسيقى، لعب الرياضة، الحلم، التعلم..
بمجرد أن تشعر بالتواصل مع حقل "الإيكيغاي خاصتك"، دوّن 5 أشياء كنت تستمتع بفعلها، ثم حاول أن تتذكر فوائد تلك الأنشطة التي كنت شغوفاً بها، ثم اسأل نفسك كيف تم تقبلها وأخذها بعين الاعتبار في محيطك (العائلة، الأصدقاء، المدرسة).
ثانياً؛ اسأل نفسك ما الشعور الذي لا تزال هذه الأنشطة تثيره داخلك (التحفيز، الندم، اللامبالاة، وغيرها)، وأيضاً ما إذا كانت هذه الأنشطة مُتضمنة في حياتك الحالية أم لا.
أخيراً؛ إذا كنت نادماً على ترك أي من هذه الأنشطة، ففكر في كيفية منح أحد الأنشطة حيزاً من حياتك.
3. حلل شعورك بالغيرة
الأمر الجيد بشأن شعور الغيرة هو أننا من خلال تحديد ما نحسد الآخرين عليه، فإننا نتمكن أيضاً من الكشف عن رغبتنا كلها أو جزء منها. يجب تحليل شعورنا بالغيرة طويلة الأمد لاستخدامه كنقطة انطلاق. تقترح كريستي فانبري ميرش طريقة تتألف من ثلاث خطوات لفعل ذلك.
ارسم ثلاثة أعمدة على ورقة أو في دفترك.
اكتب في العمود الأول ثلاثة أسباب تُثير لديك الشعور بالغيرة. لا تُوبخ نفسك على شعورك هذا، فمن الطبيعي أن تشعر ببعض الخجل لتدوين تفاهتك الصغيرة بهذا الشكل. فكر في الأشخاص (المقربين أو المشهورين) الذين يمتلكون هذا الشيء الذي تخبر نفسك بأنه سيمنح حياتك المزيد من المعنى والمتعة.
في العمود الثاني، اكتب الرغبة التي تكمن خلف شعورك بالغيرة.
في العمود الثالث، اكتب الخطوات والإجراءات التي يمكنك اتخاذها في سبيل تحقيق هذه الرغبة.