إلى كم من وقت الفراغ نحتاج يومياً حتى نشعر بالسعادة؟

2 دقائق
وقت الفراغ
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: عندما ينتهي يوم العمل الشاق، تصبح ساعات الراحة ملاذاً مريحاً للموظفين أو العمال؛ لكن هل تحقق ساعات الراحة السعادة التي يبحث عنها هؤلاء؟ إليك آراء العلماء عن المدة المثلى لوقت الفراغ.

وفقاً للباحثين؛ يمثل الحصول على فترات استراحة معتدلة خلال اليوم فكرة ممتازة لتعزيز شعور السعادة، فعندما تخصص وقت الفراغ لمشاهدة فيلم سينمائي أو قراءة كتاب أو ممارسة نشاط رياضي أو اليوغا فإن ذلك يزيد شعورك بالراحة النفسية.

وعلى الرغم من اعتقادنا أن سر السعادة قد يكمن في الحصول على أيام فراغ كاملة خالية من أيّ التزامات، يبدو أن الباحثين أثبتوا عكس ذلك! فإذا كنت تتمنى الحصول على تقاعدك كي تتمتع أخيراً بوقت الفراغ فأنت مخطئ؛ لأن كثرة الراحة تقلل الشعور بالراحة النفسية وتزيد التوتر.

السعادة الحقيقية تتطلب أوقات فراغ معتدلة

إذا كانت قلة أوقات الفراغ مضرة بالصحة، فإن المبالغة فيها يمكن أن ترفع معدّل التوتر وفقاً لما كشفته دراسة نشرتها جمعية علم النفس الأميركية (APA) في سبتمبر/ أيلول من عام 2021. أجرى الباحثون 4 تجارب للوصول إلى هذه النتيجة؛ حيث حلّلوا في البداية أيام الراحة الخاصة بأكثر من 22,000 مواطن أميركي، ووجدوا أنه كلما زاد وقت الفراغ شعر هؤلاء بالسعادة.

ومع ذلك، تبيَّن أن هذا الشعور بالراحة النفسية يتراجع بعد 5 ساعات. وكذلك، درس الباحثون نتائج استقصاء خضعت له عينة مكونة من 14,000عامل أميركي ما بين عامَيّ 1992 و2008، فتوصلوا إلى النتيجة نفسها؛ حيث وجدوا أن شعورهم بالرضا يزيد عندما يكونون في حالة راحة قبل أن يتراجع بعد بضع ساعات.

ولتأكيد نتائج التجربة، درس الباحثون أوقات راحة 6,000 شخص عبر الإنترنت، فوجدوا أن الأشخاص الذين حصلوا على 7 ساعات من الراحة يشعرون أنهم أقل إنتاجية وأقل سعادة وأكثر توتراً من الذين أخذوا قسطاً من الراحة لمدة 3 ساعات ونصف فقط.

ما مدة وقت الفراغ الكافية للاستمتاع بيومنا؟

هل يعدّ الحصول على يوم فراغ كامل مفتاحاً للشعور بالمتعة؟ الجواب هو لا، على ما يبدو. تقول أستاذة التسويق بكلية وارتون (Wharton School) والمؤلفة الرئيسة للدراسة، ماريسا شريف (Marissa Sharif): "تشير النتائج إلى أن قضاء الفرد يوماً كاملاً كما يحلو له دون التزامات، يمكن أيضاً أن يُشعره بالتعاسة؛ لذا يجب على الناس الحرص على الاكتفاء بفترة راحة معتدلة يقضونها كما يشاؤون".

عندما يكون وقت الفراغ لا محدوداً، فقد يسبب الاكتئاب لصاحبه، وهذه بالضبط حال الأشخاص العاطلين عن العمل أو المتقاعدين، الذين يشعرون بعد 3 ساعات فقط من الاسترخاء بأحاسيس مزعجة ناتجة من قلة الإنتاجية. لذا؛ فإن مدة وقت الفراغ المثلى للشعور بالسعادة هي 5 ساعات وفقاً للباحثين. وبناء على ذلك، يقترح هؤلاء ملء وقت الفراغ بممارسة نشاط معين أو تعلُّم لغة أو التدرّب على آلة موسيقية.

اقرأ أيضاً: ما الساعة التي يجب أن يخلد فيها عقلك إلى الراحة؟

المحتوى محمي