وقت الشاشة سلاح ذو حدين فكيف تحمي منه صحتك النفسية والجسدية؟

2 دقيقة
وقت الشاشة
shutterstock.com/VECTOR FUN

وجدت نفسي في الفترة الأخيرة محاصراً بالشاشات؛ فعملي مرتبط بشاشة الكمبيوتر المحمول، وبعدما أنهيه أنتقل غالباً إلى شاشة هاتفي الذكي للترفيه عن نفسي أو طلب احتياجاتي، وحتى تواصلي مع دائرتي المجتمعية أصبح عن بعد إلى حد كبير، ما جعلني أفكر تلقائياً في تأثير ذلك في صحتي النفسية، وفي الطرائق التي يمكنني باتباعها معالجة هذه المشكلة والاستمتاع بجمال العالم الواقعي خارج حدود الشاشات، ومن هنا ولدت فكرة هذا المقال الذي أتمنى أن يقدم الفائدة العملية المرجوة منه.

وقت الشاشة: سلاح ذو حدين!

واحدة من الأفكار المغلوطة الشائعة توحيد مفهوم وقت الشاشة والتعامل مع تأثيراته باعتبارها جميعها ضارة، لكن الحقيقة أن تأثيره يتباين حسب الغرض المراد تحقيقه، وحتى نفهم هذا المصطلح بصورة مبدئية فهو يعني الوقت الذي يقضيه الأشخاص في استخدام الأجهزة ذات الشاشات مثل أجهزة الكمبيوتر بأنواعها والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة التلفاز.

وأحد الأمثلة على فهم الجوانب المختلفة لوقت الشاشة أنه عندما يستهلك في النشاط التعليمي من خلال حضور الفصول الدراسية المتاحة عبر الإنترنت، وقراءة المقالات بهدف تحسين المهارات المعرفية مثل حل المشكلات والتفكير النقدي؛ يكون معززاً للدوافع ومساعداً على التنظيم الذاتي، لكن في الوقت نفسه تظهر عيوب أهمها سهولة تشتت الشخص الذي يتعلم عبر الإنترنت مقارنة بالتعلم التقليدي.

كذلك عندما يقضي الموظف وقتاً طويلاً أمام الشاشة لحضور الاجتماعات الافتراضية أو كتابة التقارير فإن هذا يحسّن إنتاجيته ويمكّنه من العمل عن بعد، لكن عندما يصل هذا الوقت إلى معدل غير صحي فإنه يصبح أكثر عرضة للإصابة بالتوتر والقلق والإرهاق الذهني.

أما استخدام منصات التواصل الاجتماعي فهو مفيد ما دام في حدود التواصل عن طريق محادثات الفيديو أو المحادثات الصوتية مع الأصدقاء، إذ يسهم حينها في خفض أعراض الاكتئاب والحد من الوحدة، لكن على الناحية الأخرى عندما يستهلك الشخص وقته في التمرير بلا هدف يمكن أن يواجه آثاراً سلبية مثل التنمر الإلكتروني والمقارنة الاجتماعية.

اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن انقطاع النفس بسبب البريد الإلكتروني؟ وكيف تتخلص منه؟

7 إرشادات لإدارة وقت الشاشة بما يحفظ صحتك النفسية والجسدية

يتزايد الوقت الذي نقضيه وراء الشاشات يوماً بعد يوم؛ لذا لا بد من وضع حد لهذا الاستنزاف وتنظيم هذا الوقت بما يحفظ صحتنا النفسية والجسدية، ويمكنك تحقيق ذلك باتباع عدة إرشادات أهمها:

  1. راقب وقت استخدامك للشاشات يومياً حتى تتمكن من إجراء التعديلات المطلوبة، وهناك العديد من التطبيقات التي ستساعدك على ذلك عن طريق تخصيص عدد ساعات معين لكل غرض، مثل أن تقضي نصف ساعة على تطبيقات التواصل الاجتماعي، وعندما تنقضي يرسل لك التطبيق إنذاراً بأن الوقت المخصص لهذا اليوم قد انتهى.
  2. حدد غرضك من وقت الشاشة في كل مرة تفتح فيها جهاز الكمبيوتر المحمول أو الهاتف الذكي، حتى لا تجد نفسك تمارس التمرير اللانهائي أو تقضي الكثير من الوقت دون فائدة حقيقية.
  3. لا تهمل فترات الراحة المنتظمة، بالأخص عندما تستخدم الشاشات للعمل؛ فعليك كل 30 دقيقة على الأقل أن تريح عينيك وتنظر بعيداً، وأيضاً تنهض من كرسيك وتتحرك وتمارس تمارين التمدد للظهر والرقبة.
  4. احذر من أن يجرفك الإفراط في وقت الشاشة إلى العزلة واحرص على التواصل مع الآخرين وجهاً لوجه فذلك، حسب المختص النفسي سلطان العصيمي، سيعزز حالتك المزاجية ويسمح لك ببناء علاقات أكثر عمقاً، وقد يساعدك في ذلك الانضمام إلى نشاط تطوعي أو نادٍ اجتماعي، أو حتى الذهاب إلى المقهى للجلوس مع صديق عزيز.
  5. اتخذ خطوات تحفظ لك تركيزك في أثناء استخدام الشاشات، منها على سبيل المثال عدم استخدام أكثر من شاشة في الوقت نفسه، إلى جانب إيقاف إشعارات التطبيقات غير المهمة.
  6. انتبه إلى وضعيتك الجسدية عندما تستخدم الشاشات، ومن ذلك أن تحافظ على استقامة ظهرك عند استخدام الكمبيوتر المحمول، وألا تحني رأسك إلى الأسفل عند استخدام الهاتف الذكي، ويمكنك الاستعانة على ذلك بحوامل الأجهزة لتحافظ على سلامتك الجسدية.
  7. حاول ألا تتناول الطعام وأنت تتصفح هاتفك الذكي أو تلعب على جهاز الكمبيوتر، وإنما خصص أوقاتاً وأماكن معينة لتناول الوجبات والتزم بها، وفي الوقت نفسه احرص على عدم استخدام الشاشات في غرفة نومك حتى لا تتراجع جودة نومك.

اقرأ أيضاً: كيف تتوقف عن فتح هاتفك فور الاستيقاظ؟ إليك الحلول

المحتوى محمي