ماذا تخبرك وضعية نومك عن شخصيتك؟ وما أفضلها وفقاً لحالتك الصحية؟

4 دقائق
وضعيات النوم

شخص ودود، صارم، غير اجتماعي، خفيف الظل، وغير ذلك؛ كثيرة هي السمات الشخصية التي يمكن أن نستشفها عن شخص من خلال العمل معه في بيئة عمل واحدة، فالاحتكاك به بشكل يومي أو شبه يومي يمكّننا من التعرف إلى كيفية تصرفه إزاء المواقف المختلفة وبالتالي بعض من صفاته. ذلك لأن العمل جزء مهم وأساس من حياتنا، نقضي به الكثير من الوقت ونتعرض من خلاله لمواقف متعددة تتطلب منا استجابات مختلفة.
على الجانب الآخر؛ يوجد جزء آخر مهم نقضي به نحو ثلث حياتنا وهو النوم. وبينما تتعدد الدراسات حول أهمية النوم لحالتنا النفسية والبدنية وتأثير اضطرابات النوم في حالتنا المزاجية وقدرتنا على العمل، تأتي وضعيات النوم لتكشف بعضاً من صفاتنا الشخصية.

وضعيات النوم المختلفة وتفسيرها

في مرحلة الطفولة يتحرك الطفل كثيراً خلال النوم، فتختلف أوضاع نومه ليقضي أوقاتاً متساوية في أوضاع النوم الثلاثة: الجانب والظهر والبطن. لكن مع التقدم في العمر تقل حركة الفرد خلال النوم وبالتالي لا تتغير وضعية نومه كثيراً، وغالباً ما يقضي وقتاً أطول في النوم على جانبه؛ حيث تظهر دراسة من كلية العلاج الطبيعي بجامعة كيرتن الأسترالية (Curtin University) أن البالغين يقضون معظم الليل نائمين في وضع جانبي.

وفيما يلي نوضح أوضاع النوم المختلفة وكيف يمكن أن تنم عن بعض ملامح الشخصية:

1. أوضاع النوم الجانبية

النوم على أحد الجانبين هو أكثر أوضاع النوم شيوعاً، ويشمل:

  • الجنين

وضع الجنين هو أحد أوضاع النوم الشائعة بين البالغين، ويستمد اسمه من شكل الجنين في الرحم؛ حيث ينحني فيه جسم النائم ليتخذ شكل كرة، بينما يستلقي على جانب واحد مع ثني الساقين والذراعين.

يشير الطبيب النفساني الإكلينيكي مايكل بريوس (Michael Breus) في مقاله إلى ارتباط وضع الجنين بالقلق والعاطفية والطيبة والخجل، ويميل الأفراد الذين يفضلونه إلى الإفراط في التفكير، فضلاً عن الرغبة في الراحة والهدوء.

  • جذع الشجرة

يختلف هذا الوضع قليلاً عن وضع الجنين؛ حيث تكون فيه ذراعا النائم ورجلاه ممتدة، ويكون الجسم مستقيماً مثل جذع الشجرة. يعد وضع جذع الشجرة أيضاً أحد أوضاع النوم الشائعة؛ لكن في بعض الأحيان يختلف امتداد الذراعين حيث تكون إحداهما مطوية.

يشير هذا الوضع في النوم إلى أن الشخص اجتماعي ويتفاعل مع الآخرين بسهولة. وفي حين تبدو هذه السمات جذابة؛ إلا أن الانفتاح مع الآخرين والثقة بهم سريعاً يجعلانه ساذجاً بعض الشيء.

  • المتلهف

في وضع المتلهف، يبدو النائم وكأنه يصل أو يحاول الوصول إلى شيء ما؛ حيث تكون الساقان والذراعان ممدودتَين كما هو الحال في وضع جذع الشجرة. الفرق هو أنه بدلاً عن أن تكون الذراعان جانباً؛ تمتدان إلى الأمام.

ويميل هؤلاء الأشخاص لأن يكونوا منفتحين واجتماعيين أيضاً؛ لكن ليس بنفس درجة مَن يفضلون النوم بوضع جذع الشجرة.

2. النوم على الظهر

يعد وضع النوم على الظهر ثاني أكثر الأوضاع شيوعاً بعد النوم على أحد الجانبين. ووفقاً لبريوس؛ يرتبط هذا الوضع في النوم بالثقة بالنفس كما قد يكون هؤلاء الأشخاص عنيدين ولديهم توقعات عالية لأنفسهم والآخرين.

هناك عدة طرق للنوم على الظهر؛ من أهمها:

  • الجندي

في وضع الجندي، يستلقي النائم مستقيماً كما يقف الجندي، مع ساقين وذراعين مستقيمين على جانبيّ الجسم، وهؤلاء الأشخاص يكونون هادئين ومتحفظين إلى حد كبير.

  • نجم البحر

في وضع نجم البحر، يستلقي النائم على ظهره، وذراعاه لأعلى بالقرب من الوسادة، مع رجلين ممدودتين. ويقدّر الأشخاص الذين يفضلون هذا الوضع في النوم الصداقة، وعلى الرغم من أنهم يفضلون ألا يكونوا مركز الاهتمام إلا أنهم مستمعون جيدون ويبادرون إلى مساعدة الآخرين.

3. أوضاع النوم على البطن

من بين جميع أوضاع النوم، يُعتبر النوم على البطن الأقل شيوعاً وخاصةً بين البالغين. قد يكون هذا التحول في عادات وضع النوم بسبب نقص المرونة؛ كما يؤدي النوم على البطن إلى الضغط على العمود الفقري فيزيد من آلام الظهر والرقبة. من أوضاع النوم على البطن:

  • السقوط الحر

في وضع السقوط الحر، يضع النائم يديه على الوسادة أو حولها، مع إدارة رأسه إلى جانب واحد. وعلى الرغم من أن هؤلاء الأشخاص يكونون اجتماعيين؛ إلا أنهم أكثر حساسية خاصة لنقد الآخرين كما قد يعانون من عدم القدرة على التحكم في حياتهم.

ما العوامل التي تؤثر في وضعية النوم؟

إن تفضيلات أوضاع النوم أمر فردي نسعى من خلاله إلى الحصول على الراحة؛ لكن هناك بعض العوامل التي تؤثر فيه ويشير بريوس إليها في مقاله كما يلي:

  1. السن

مع تقدمنا ​​في السن، يميل الكثير منا إلى وضعية النوم الجانبية. يبدأ هذا التفضيل في وقت مبكر من مرحلة البلوغ وينمو بشكل متزايد مع التقدم في السن. كما تكون وضعية النوم الجانبية أكثر ملاءمة لكبار السن نظراً للتحديات الصحية مثل قلة المرونة والمعاناة من التصلب والآلام.

  1. الجنس

يمتلك الرجال والنساء تفضيلات واحتياجات مختلفة عندما يتعلق الأمر بوضعية النوم؛ حيث تفضل النساء النوم في وضع الجنين أكثر بمرتين من الرجال.

كما يصبح وضع نوم المرأة أكثر أهمية خلال فترة الحمل؛ حيث يوصى بألا تنام المرأة الحامل على ظهرها، بل تنتقل إلى وضعية النوم الجانبي وخاصة الجانب الأيسر، فمن شأن ذلك زيادة تدفق الدم والعناصر الغذائية إلى المشيمة. بينما يمكن أن يسبب النوم على الظهر آلاماً في الظهر ومشكلات في التنفس وحرقة في المعدة لدى الحوامل، بالإضافة إلى خفض ضغط الدم وتقليل حركة الدورة الدموية لديهن.

ما أفضل وضع للنوم؟

هناك بعض أوضاع النوم التي تزيد من حدة أعراض بعض الأمراض أو تخفف منها توضحها الأستاذة المساعِدة في طب الأعصاب في جامعة جونز هوبكنز، راشيل سالاس (Rachel Salas) كما يلي:

  • آلام الظهر والرقبة: عندما يتعلق الأمر بتخفيف الألم، فإن النوم على الظهر يمكن أن يكون مريحاً للبعض وغير مريح لآخرين. بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من آلام الرقبة، فإن النوم والوجه لأعلى يمكن أن يجعل الألم أسوأ في بعض الأحيان. لكن يجد الكثير من الناس أن نوم الظهر مفيد في تخفيف آلام أسفل الظهر. يعتمد الأمر أيضاً على الوسائد المستخدَمة، لذلك يجب تجريب أوضاع ووسائد مختلفة للعثور على ما يناسبك.
  • الشخير وتوقف التنفس خلال النوم: في هذه الحالة يمكن أن يساعد النوم على أحد الجانبين أو البطن على بقاء الشُّعُب الهوائية مفتوحة لتقليل الشخير وتخفيف انقطاع النفس الخفيف.
  • الارتجاع والحموضة المعوية: إذا كنت تعاني من الحموضة المعوية، فإن النوم على جانبك الأيمن يمكن أن يزيد الأمر سوءاً. لذلك يفضّل النوم على الجانب الأيسر لتخفيف الحموضة.

وأخيراً، ففي حين قد تبدو وضعيات النوم تفضيلاً شخصياً ينم عن بعض سمات الشخصية؛ إلا أنها قد تصبح لاحقاً أمراً مفروضاً للمساعدة على علاج بعض الأمراض أو تخفيف أعراضها.

المحتوى محمي