هل تفكر في العلاج النفسي وتشعر بالخوف حيال اتخاذ هذه الخطوة؟ هل تداهمك الأفكار حول الاعتقاد أن جلسات العلاج النفسي عبارة عن الاستلقاء على الأريكة أو الشيزلونغ ومشاركة كل التفاصيل الصغيرة في حياتك وأعمق أسرارك وأكثرها قتامة؟ هل تتساءل عما إذا كان العلاج النفسي سيساعدك على الشعور بالتحسن؟
محتويات المقال
في البداية يجب أن تدرك أن مشاعرك طبيعية تماماً، وأن مخاوفك بشأن تجربة غير مألوفة أمر قد يحدث للجميع، لكنك ستكون قادراً على تهدئة تلك المخاوف وتبدأ رحلتك، وإليك كيفية التغلب على مخاوفك من بدء العلاج النفسي عبر هذا المقال.
8 علامات تخبرك أن الوقت قد حان للبدء بالعلاج النفسي
حين تداهمك بعض المشاكل أو التحديات الصعبة في حياتك، قد تفكر في طلب المساعدة من الأهل أو الأصدقاء المقربين، وعلى الرغم من ذلك، وحتى لو كانت لديك شبكة دعم قوية من الأهل والمقربين، يجب أن تعلم أن جلسات العلاج النفسي أمر مختلف، وهذه هي أهم العلامات التي تخبرك أن الوقت قد حان للبدء بالعلاج النفسي:
- مواجهة صعوبة بالغة في تنظيم المشاعر والعواطف.
- اضطرابات النوم والشهية.
- فقدان القدرة على الاستمتاع بالأنشطة التي كانت ممتعة من قبل.
- التعرض لصدمة كبرى.
- الإحساس بالحزن.
- اللجوء إلى وسائل التكيف السلبية.
- انخفاض القدرة على الإنتاجية سواء في العمل أم الدراسة.
- الشعور الدائم بالقلق.
اقرأ أيضاً: ما الذي يبحث عنه السعداء في عيادات العلاج النفسي؟
لماذا قد تشعر بالخوف من بدء العلاج النفسي؟
يعد قرار الذهاب إلى جلسات العلاج النفسي واحداً من أهم القرارات التي يمكن اتخاذها، حيث يتطلب الشجاعة والوعي الذاتي، وعلى الرغم من أنها خطوة مهمة وقوية فإنها قد تثير الكثير من المخاوف مثل:
1. الخوف من مواجهة المشاعر القوية
قد يداهمك الكثير من المشاعر السلبية قبل بداية العلاج النفسي؛ أحياناً تلجأ إلى التعامل مع تلك المشاعر وفي بعض الأوقات قد تكبتها لأنك لم تتعلم الطريقة الصحيحة لمواجهة مشاعرك، وحين تخضع لجلسات العلاج النفسي فإن التحدث إلى الطبيب المعالج سوف يثير داخلك بعض المشاعر القوية، ومن هنا تحديداً يأتي الخوف، أنت غير جاهز للتعامل مع بعض المشاعر مثل الخوف والغضب والخجل، وعلى الرغم من أن خوفك طبيعي، فلا تقلق؛ لأن الطبيب المعالج سيساعدك على التعامل مع تلك المشاعر.
2. الخوف من التحدث إلى شخص غريب تماماً حول الأفكار والمشاعر
أحياناً لا نستطيع التحدث إلى الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة حول المشاعر والأفكار، خاصة تلك الأفكار المخيفة والمشاعر السلبية، ولهذا فإن التحدث إلى شخص غريب تماماً مثل الطبيب النفسي قد يكون أمراً مخيفاً لبعض الأشخاص، ولكن يمكنك تجاوز هذه العقبة من خلال معرفة أنك لست مضطراً للغوص في أعمق أفكارك من الجلسة الأولى، يمكنك أن تأخذ وقتك حتى تصبح مرتاحاً في بيئة العلاج.
3. الخوف من أن يحكم عليك الطبيب المعالج أو غيره من الأشخاص
قد تؤجل خطوة العلاج النفسي خوفاً من أن يحكم عليك الطبيب المعالج أو الأشخاص المقربون حال معرفتهم أنك تخضع للعلاج. في الحقيقة إن الطبيب النفسي الجيد لن يحكم عليك أبداً؛ وذلك لأنه خضع لتدريبات معينة من أجل خلق بيئة علاج آمنة، إضافة إلى أنه محترف وعلى دراية واسعة بحالات الصحة النفسية، وهو قادر على اتخاذ منظور موضوعي وإرشادك صوب الحلول، لذا تأكد جيداً أن طبيبك موجود من أجل مساعدتك وليس الحكم عليك.
على الجانب الآخر، إذا كنت قلقاً بشأن حكم الآخرين عليك بسبب ذهابك إلى جلسات العلاج النفسي، فهناك أمران عليك معرفتهما؛ الأول هو أن هذا اختيار شخصي ولا يتعين عليك إخبار أي شخص بهذا الموضوع، والأمر الثاني الذي يجب تذكّره هو أن أولئك الذين يحبونك ويهتمون بك سيكونون سعداء لأنك تسعى إلى الحصول على المساعدة وتحاول أن تصبح شخصاً أفضل.
4. الخوف من عدم جدوى العلاج النفسي
قد تداهمك المخاوف بشأن العلاج النفسي لأنك تخشى الخضوع للجلسات واستثمار الوقت والمجهود والمال من غير جدوى، وأحياناً قد تشعر بأن مشاكلك غير قابلة للإصلاح، ولكن ذكّر نفسك خلال هذه المرحلة بأن هناك الكثير من الأشخاص الذين لجؤوا إلى العلاج النفسي وأصبحوا أشخاصاً أفضل وتحسنت حالتهم النفسية وحياتهم اليومية.
5. الخوف من إعادة معايشة الأحداث المؤلمة والصادمة مرة أخرى
إذا كنت تفكر في الذهاب إلى الطبيب النفسي لأنك مررت بموقف صادم أو عشت تجارب مؤلمة، فقد تخاف من إعادة معايشة تلك التجارب مرة أخرى في أثناء العلاج، خاصة إذا كنت قد قررت قمع الأفكار المتعلقة بتلك التجارب أو تجنبها، لكن الطبيب النفسي لن يتحدث عن تلك المواقف الصعبة إلا عندما تكون مستعداً، والأهم من ذلك، ذكّر نفسك بأن مواجهة مشاعرك الصعبة هي الطريقة الوحيدة للتعامل معها، وحتى تتعافى من تجربة مؤلمة لا يمكنك تجنبها، وتذكر أن الأفكار والذكريات لن تختفي لأنك تتجاهلها.
اقرأ أيضاً: كيف تقنع شخصاً عزيزاً عليك أن يبدأ رحلة علاجه النفسي؟
كيف تتغلب على خوفك من بدء العلاج النفسي؟
قد تبدو لك جلسات العلاج النفسي رحلة صوب المجهول مليئة بالمخاوف ومواجهة المشاعر، وعلى الرغم من ذلك، يمكنك التغلب على خوفك من خلال اتباع النصائح التالية:
1. اعترف بمشاعرك
الخطوة الأولى للتغلب على مشاعر الخوف هي الاعتراف بها، وتذكّر أن إعادة التفكير في التجارب الصعبة من ماضيك ليست أمراً هيناً، ولهذا كن لطيفاً مع نفسك ولا تحس بالذنب لأنك خائف، وتأكد أن الاعتراف بمخاوفك هو الطريق نحو معالجتها.
2. تذكر أنك لست وحدك
أحياناً حين نمضي في طريق جديد نحس بالوحدة، وبأننا لا نعرف كيف نمضي، ولكن إذا كنت تفكر في بدء العلاج النفسي وتعاني الخوف، تذّكر أنك لست وحدك؛ الطريق الذي تسلكه الآن، سار فيه الكثيرون من قبلك، ولم يجدوا الشفاء في نهاية الرحلة فحسب، بل وجدوا أيضاً فهماً أعمق لأنفسهم وإحساساً مختلفاً تجاه الحياة، ولهذا حين تتلقى الدعم المناسب سوف تفتح لنفسك عالماً من الإمكانات الجديدة داخل ذاتك.
3. كن واقعياً بشأن توقعاتك
حين نؤكد أهمية العلاج النفسي في تنظيم المشاعر وتحسين حالتك الصحية، فهذا لا يعني أنه حل سحري، فإذا قررت الذهاب وخوض رحلة العلاج النفسي لا تتوقع أن تختفي مشاكلك من تلقاء نفسها؛ لأنك بذلك تهيئ نفسك للإحباط، ويمكن أن تتوقف عن استكمال الجلسات وتزيد حدة خوفك من العلاج النفسي.
وفي هذا السياق، يوضح المختص النفسي، سامي العرجان، أن العلاج النفسي لا يعمل على التخلص نهائياً من المشاعر السلبية مثل الخوف والحزن والتوتر؛ إذ إن هذه المشاعر طبيعية وضرورية في بعض المواقف، إنما العلاج النفسي تدريب على اختيار المشاعر المناسبة للموقف، إلى جانب تحكمك في الشعور عوضاً عن تحكمه بك.
4. حدد أهدافاً صغيرة
عليك أن تكون مدركاً أن العلاج النفسي عملية تدريجية، ولذلك ابدأها خطوة خطوة، ولا تتعجل، ويمكنك تحديد أهداف صغيرة. على سبيل المثال، ابدأ بمناقشة مواضيع أقل حدة قبل الخوض في قضايا أعمق، وعلى الجانب الآخر حاول تحديد هدفك من خوض رحلة العلاج النفسي، مثل تحسين علاقتك مع الأسرة أو تجاوز حدث مؤلم.
5. شارك مخاوفك مع الآخرين
حين تحس بالخوف من بدء العلاج النفسي، لا تحتفظ بتلك المشاعر لنفسك، بل شاركها مع أصدقائك المقربين، أو تحدث إلى طبيبك المعالج حول خوفك من العلاج النفسي. سوف يفهم طبيبك النفسي هذه المشاعر ويساعدك على التعامل معها.
6. اطرح الأسئلة على طبيبك المعالج
إذا كنت تود بدء رحلتك مع العلاج النفسي وتشعر بالخوف ورأسك مليء بالأسئلة، يمكنك أن تطرح هذه الأسئلة في أثناء جلستك الأولى مع الطبيب المعالج، لا تخف من السؤال؛ حتى تبدأ الرحلة وأنت تشعر بالتخفف وليس الثقل. ومن أجل بناء الثقة بينك وبين طبيبك؛ اسأله عن مستوى خبرته وعن نهجه في العلاج، وكيف ستكون الجلسات، وهل هناك واجبات منزلية بين الجلسات.