دراسة جديدة تكشف تأثير نمط المعيشة في الإصابة بآلزهايمر

2 دقيقة
مرض آلزهايمر
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تتسارع الأبحاث العلمية المهتمة بمرض آلزهايمر للبحث عن علاج أو تحديد الأسباب، وتكشف الدراسات من حين لآخر عوامل عديدة تؤدي إلى الخرف المبكّر أو المتأخر الناجم عن هذا المرض. أحدث الدراسات حول آلزهايمر والخرف تشير إلى أن نمط العيش يعدّ من أهم الأسباب التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة به. إليك التفاصيل.

ما المنهجية العلمية التي اعتمدت عليها الدراسة؟

كنّا نعتقد إلى اليوم أن الإصابة بمرض آلزهايمر ولا سيّما في سنّ مبكّرة، ترجع أساساً إلى الأسباب الوراثية والمورّث أيه بي أو أي 4 (APOE4) على وجه التحديد؛ بينما لم تحظ عوامل أخرى باهتمام كبير لدى الباحثين. لكنّ دراسة حديثة منشورة في مجلة الجمعية الطبية الأميركية لعلوم الأعصاب (JAMA Neurology) كشفت أن هناك عدداً كبيراً من عوامل الخطر التي قد تسهم في الإصابة بالخرف المبكّر. ومنح هذا الاكتشاف أملاً جديداً في إمكانية الحدّ من المرض أو الوقاية منه. وأظهرت أبحاث هذه الدراسة أن 4 حالات إصابة بالخرف من بين 10 ترتبط بنمط العيش ولا سيّما ما يتعلّق بالصحة الجسدية والنفسية.

اقرأ أيضاً: ما أنواع النسيان التي يسببها مرض آلزهايمر؟

للتوصّل إلى هذه النتيجة تابع الباحثون 356,000 رجل وامرأة مسجّلين منذ سنّ الأربعين في دراسة طويلة الأمد حول الصحة تُعرف ببنك المملكة المتحدة الحيوي (UK Biobank). أخذ الباحثون عيّنات من الدم والبول واللّعاب علاوة على قياس أوزان المشاركين ومعايير صحية أخرى.

ثم قارنوا بعد ذلك عيّنات المشاركين الذين أصيبوا بالخرف المبكّر والذين لم يصابوا به. وأظهر التحليل تشابهات عديدة بين عوامل زيادة خطر الإصابة بالخرف المتأخر وعوامل الخرف المبكّر مثل الإفراط في شرب الكحول ومرض السّكري والاكتئاب، علاوة على عاملَي أمراض القلب والسكتات الدماغية، المرتبطين معاً بمرض ضغط الدم.

النتائج مثيرة للاهتمام

كشفت الدراسة عوامل أخرى غير مألوفة تزيد خطر الإصابة بالخرف المبكّر من بينها العزلة الاجتماعية ونقص السمع وانخفاض مستوى فيتامين د. وجاء في نصّ الدارسة: “ترتبط العزلة الاجتماعية بالاكتئاب، لكنّه لم يؤدّ دوراً رابطاً بين العزلة الاجتماعية والخرف المبكّر وفقاً للتحليلات التي أجريناها، وهذا يعني أن العاملين معاً يسهمان مباشرة في زيادة خطر الإصابة بالخرف”.

ثبت أيضاً أن ثمة علاقة بين بروتين سي التفاعلي المسؤول عن تحديد التعفنات أو الالتهابات في الجسم واحتمال مرتفع للإصابة بالخرف المبكّر، لكنّ هذا العامل يرتبط بالنساء فقط وفقاً للدراسة. ولاحظ الخبراء أيضاً أن هبوط ضغط الدم الانتصابي الذي تصاحبه حالات الدوار عندما ينخفض ضغط الدم في أثناء الوقوف عامل مهم أيضاً من عوامل الإصابة.

 وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة والباحثة في الطبّ النفسي وعلوم الأعصاب بجامعة ماستريخت الهولندية ستيفي هندريكس (Stevie Hendriks): “خطر الإصابة بالخرف في مرحلة مبكّرة لدى الأشخاص الذين يعانون هبوط ضغط الدم الانتصابي أو الاكتئاب أكثر من خطر إصابة الأشخاص الذين ليسوا عرضة لهذين العاملين”.

وكان وجود نسختين من عنصر أيه بي أو أي 4 المورّث الأساسي لمرض آلزهايمر من بين عوامل الإصابة التي أثارتها هذه الدراسة، علاوة على الحالة الاجتماعية والاقتصادية للفرد وفرصه في الحصول على تعليم عالٍ. ويؤدي مرض السّكري أيضاً دوراً في احتمال الإصابة، لكنّه يختلف وفقاً للجنس حيث أن الرجال المصابين بالسكّري أكثر عرضة للإصابة بآلزهايمر من الرجال غير المصابين به. في المقابل لم تجد الدراسة أيّ ارتباط بين الإصابة بآلزهايمر لدى النساء ومرض السكّري.