8 نصائح لتغادر منطقة الراحة وتصبح أكثر جرأة في 2025

4 دقيقة
منطقة الراحة
shutterstock.com/Lightspring

هل وضعت أهداف العام الجديد؟ دعني أشارك معك قصة قصيرة؛ في كل عام، حين أمسك دفتري وأضع أهداف العام الجديد، كنت أخشى الأهداف والأحلام الكبرى، لذا، بقيت في منطقة الراحة الخاصة بي، ووضعت أهدافاً كنت متأكدة من أنني أستطيع تحقيقها، ولكن مع مرور الأيام، كنت أحقق تلك الأهداف ولا أشعر أنني متحمسة للحياة التي أعيشها لتحقيق تلك الأهداف، ولكنني منحت نفسي الإذن بالحلم الكبير هذا العام، وقررت أن أُدخِل الجرأة إلى حياتي اعتباراً من عام 2025، وإليك في هذا المقال كيف تُصبح أكثر جرأة خلال العام الجديد.

هل تعوقك منطقة الراحة عن النمو والتطور؟

البقاء داخل منطقة الراحة لا يعوقك عن النمو فحسب، لكنه قد يكون مرهقاً، حيث يبقيك في حلقة مستمرة من التساؤل "ماذا لو؟" و"هل يجب أن أحاول؟". الأمر أشبه بالركض في ماراثون على جهاز المشي، أنت تتحرك، لكنك لا تذهب إلى أي مكان.

على الجانب الآخر، عليك أن تعلم جيداً أن النمو والتطور يتطلبان الجرأة والشجاعة؛ إذ عليك أن تتجاوز حدودك، وتواجه مخاوفك مراراً وتكراراً، ولكن أحد أكثر الجوانب الإيجابية للخروج من منطقة الراحة والالتزام بالجرأة والشجاعة؛ هو متعة الاكتشاف، فعندما تخاطر وتجرب أشياء جديدة، ستصبح منفتحاً على عالم من الاحتمالات وتكتشف مواهب وفرصاً جديدة لم تكن تعلم بوجودها من قبل.

هل تخاف مثلي من الفشل؟ إذاً دعني أخبرك بحقيقة تعلّمتها بالطريقة الصعبة وعبر فترة زمنية طويلة. الفشل كلمة تخيف الكثير من الناس، وعادة ما يحاولون تجنبه بأي ثمن، لكن الحقيقة هي أن الفشل ليس عدوك، إنه إحدى أقوى أدوات النمو؛ فعندما تفشل، تجد نفسك مجبراً على مواجهة نقاط ضعفك والتعلم من أخطائك، وقد يمنحك الفشل القوة لتستكمل تحقيق أهدافك، ولذلك لا تخف من الفشل، تعلّم منه ودَعه يساعدك في رحلتك خلال هذا العام.

6 علامات تكشف تفضيلك الراحة وتجنبك الجرأة

دعوني أحدثكم قليلاً عن منطقة الراحة لأني مكثت داخلها فترة طويلة للغاية؛ إنها تلك المساحة النفسية والفقاعة الصغيرة المريحة حيث تبدو الأنشطة جميعها آمنة وروتينك اليومي يسهل التنبؤ به، مع القليل جداً من المخاطر، هل تعلم لماذا تفضل تلك المنطقة؟ لأنها تمنحك الشعور بأنك تتحكم في زمام الأمور، وهذه العلامات تخبرك أنك قابع داخل تلك المنطقة المريحة ولا تفضّل الجرأة:

  1. كل يوم هو نسخة طبق الأصل عن اليوم السابق، وعادة ما تكون أيامك متوقعة.
  2. تجنُّب التحديات خوفاً من الفشل.
  3. البقاء في منصبك مدة طويلة وأداء المهام نفسها يومياً مراراً وتكراراً دون البحث عن مسؤوليات جديدة.
  4. الشعور بالملل حين تفكر في مستقبلك.
  5. الافتقار إلى الإحساس بالإنجاز.
  6. الأشخاص المحيطون بك جميعهم يعززون فكرة الراحة والركود.

اقرأ أيضاً: من الفوضى إلى التنظيم: كيف تسيطر على حياتك في العام الجديد؟

كيف تُدخل الجرأة إلى حياتك اعتباراً من عام 2025؟

قد تشعر أن منطقة الراحة الخاصة بك آمنة، لكنها أيضاً فخ؛ فهي تمنعك من اكتشاف إمكاناتك الحقيقية وعيش حياتك على نحو أفضل، في هذا السياق يؤكد الطبيب النفسي محمد اليوسف أن منطقة الراحة تمنحك استرخاء وهمياً مؤقتاً يتبعه شعور بالضغط النفسي، لذلك عليك أن تتحلى بالجرأة والشجاعة بدءاً من العام الجديد، وإليك أهم النصائح التي يمكن أن تساعدك:

1. غيّر منظورك إلى حياتك

حين تقرر أن تُدخل الجرأة إلى حياتك، لن تصبح شخصاً جريئاً بين عشية وضحاها، والجرأة ليست سمة يولد بها الأشخاص، ولكنها تشبه العضلة، لذلك يمكنك أن تصبح جرئياً مع التدريب والممارسة الصحيحة، وفي أثناء هذه الرحلة، تأكد أيضاً أن خروجك من منطقة الراحة لن يكون سهلاً، سوف يحاول الخوف أن يمنعك، لذلك حاول أن تُغيّر منظورك إلى حياتك؛ افهم خوفك واعترف بوجوده وخذ الوقت الكافي للتعامل معه، ولا تنكر وجوده أبداً، لأن ذلك سوف يفاقم الوضع.

2. حدِّد نقاط قوتك

عندما يتعلق الأمر بعيش حياة أكثر جرأة وشجاعة، فمن المهم أن تحدد نقاط قوتك؛ وذلك لأن معرفة تلك النقاط سيعزز ثقتك بنفسك، ما يزيد احتمالية المخاطرة والشجاعة والجرأة، فحين تكون واثقاً من قدراتك ستكون مستعداً للمجازفة.

3. ابدأ بخطوات صغيرة

إدخال الجرأة إلى حياتك مع قدوم العام الجديد لا يعني بأي حال من الأحوال تغيير حياتك بالكامل بين عشية وضحاها، لذلك ابدأ بخطوات صغيرة وتدريجية؛ على سبيل المثال، اطلب من مديرك في العمل مهمة جديدة، جرب طريقة مختلفة لإنجاز مهامك اليومية، تحدّث خلال أحد اجتماعات العمل إذا كنت معتاداً على الصمت، جرّب هواية جديدة مثل الطبخ أو الرسم.

4. استخدم الحديث الذاتي الإيجابي

إذا كان صوتك الداخلي ينتقدك انتقاداً مفرطاً، فقد يمنعك من مواجهة مخاوفك حتى تصبح أكثر جرأة، ولذلك حين تراودك الأفكار السلبية عن نفسك، حاول استبدالها بأخرى إيجابية، واستخدم الحديث الذاتي الإيجابي، يمكنك أيضاً اللجوء إلى التوكيدات الإيجابية مثل "أنا قادر على إنجاز المهام الجديدة في العمل حتى لو أخذت بعض الوقت" وتأكد أن الحديث الذاتي الإيجابي المستمر سيبني ثقتك بنفسك ويجعلك أكثر قدرة على الشعور بالجرأة.

اقرأ أيضاً: متى تصبح الجرأة تهوراً؟

5. تصالح مع فكرة ارتكاب الأخطاء

إذا كنت تخاف دوماً من الفشل أو ارتكاب الأخطاء فلن تكون جريئاً ولن تلاحق أهدافك الكبرى في الحياة، ولذلك ذكّر نفسك دائماً بأن الفشل وارتكاب الأخطاء هما جزءان من الرحلة، وبدلاً من جلد نفسك عندما تفشل، مارس التعاطف مع الذات، وكن لطيفاً مع نفسك وامنحها الدعم الذي تقدمه للآخرين من أصدقائك وأفراد عائلتك.

6. خصّص وقتاً للاحتفال بأفعالك الجريئة

احتفل في كل مرة تتصرف فيها بجرأة وشجاعة؛ سواء كنت قد استجمعت جرأتك وشجاعتك من أجل السفر إلى الخارج، أو كتابة روايتك الجديدة، أو طلبت ترقية من مديرك في العمل، وتذكّر أن انتصاراتك تستحق الاحتفال بها، وهذا يساعد على بناء ثقتك بنفسك وتعزيز تمكّنك من التغلب على مخاوفك. يمكن أن تكون مكافأتك مادية، مثل طلب طعامك المفضل.

7. قدّر وقتك

طوال الأعوام الماضية كنت أخدع نفسي قائلة إن الوقت غير مناسب أبداً لعيش حياة أكثر جرأة وشجاعة؛ في الماضي قلت لنفسي "حين أنجب أطفالي" وبعدها استمر الوضع فقلت لها "حين يكبر أطفالي"، والحقيقة أن الحياة تمر والسنين تمضي، ولهذا قدِّر قيمة وقتك ولا تفترض أبداً أن ثمة وقتاً مناسباً للجرأة أو الشجاعة.

8. تقبّل الشعور بعدم الراحة

حين تقرر مع بداية عام 2025 عيش حياة أكثر جرأة، فهذا يعني أنك تهيئ نفسك للشعور بعدم الارتياح المحتمل، لكن هذا الشعور غير مخيف وليس عليك تجنّبه، إنه جزء من الجرأة والشجاعة، لذا استوعب هذا الأمر وابدأ بالإحساس بالراحة مع المجهول والإثارة التي تأتي مع المغامرة خارج منطقة الراحة الخاصة بك، وقريباً حين تطّور نفسك، وتصبح الجرأة عادة؛ لن تخاف من هذا الشعور بل ستعتاد عليه وستكون قادراً على التصرف بجرأة مراراً وتكراراً.

المحتوى محمي