غالباً ما تظل فكرة "الاستمتاع بالحياة" التي نريدها مفهوماً غامضاً ومربكاً، فنحن عادة ما نحلم بتحقيق الكثير من الأهداف ونتخيل الكثير من الرغبات، لكن كيف نحوّل هذه التطلعات إلى حياة مُرضية؟
محتويات المقال
وفقاً للتصريح الذي أدلت به المعالجة النفسية دانا كاسترو (Dana Castro) لمجلة جورنال دي فام (Journal des Femmes) الفرنسية، فإن الإجابة تكمن في عيش الحياة بوعي وتركيز وتأنٍّ. فالاستمتاع الكامل بالحياة هو أولاً عملية متعددة المراحل، نتعلم خلالها تبنّي اختيارات شخصية مع إعادة التركيز على الذات.
تصرّف بعفوية وأصالة
عيش الحياة التي ترغب فيها ليس مجرد حلم، بل هو مشروع يتطلب الكثير من التفكير والقرارات العملية. لتحقيق ذلك من الضروري أولاً أن تتصرف بعفوية وفقاً لطبيعتك، وتتخلى عن نظرتك المثالية.
كما أن المعرفة العميقة لذاتك من خلال استكشاف خصالها وعيوبها، وتناقضاتها في بعض الأحيان، تمثّل الخطوة الأولى نحو السعادة الحقيقية. وهناك علاجات أو تمارين كتابية قد تكون مفيدة لك في هذا العمل التأملي.
انغمس في الحاضر
يتيح لك الانغماس في الوقت الحاضر الاستمتاع بما تمنحه لك الحياة، دون الشرود في التفكير الموزّع بين الماضي والمستقبل. كما أن انخراطك الكامل في تجارب الحياة وتجاوز مستواها السطحي والتغلغل في عمقها، يساعدك على اكتشاف فرص استمتاع غير متوقعة. ويساعدك هذا النهج أيضاً على التخلص من نمط العيش التلقائي، والحياة بشرود ودون وعي، ويعزّز شعورك بالرضا في حياتك اليومية.
من الضروري أيضاً أن تحدد أهدافاً حياتية واقعية. إن بناء حياة مزدهرة ومُرضية يتطلب رؤية واضحة وأولويات محددة. لذا؛ فإن تقسيم طموحاتك الكبيرة إلى خطوات صغيرة وسهلة، يساعدك على تحويل أهدافك إلى مشاريع في المتناول، مع ضرورة الاستمرار في الانفتاح على إعادة تقييم أهدافك.
ابحث عمّا يثير شغفك
الحياة التي تناسبنا تشمل أيضاً أنشطة تغذي أرواحنا. لذا؛ فإن العثور على الأنشطة التي تثير شغفك وتشغلك مثل الرياضة أو القراءة أو الطهو، يسمح لك بعيش حياة يومية تلائمك. تقول المعالجة النفسية إيفلين روزالي (Evelyne Rosali): "بناء نمط الحياة الذي يلائمك يعني إضافة أنشطة تناسب هذه الحياة، وتجعلها فريدة".
كما أن تبنّي منظور إيجابي تّجاه العالم والآخرين يسهم بقوة أيضاً في تحقيق ازدهارك ورضاك. بدلاً من التركيز على العيوب، عليك أن تقدّر مزايا الأشخاص والمواقف التي تساعدك على رؤية الحياة من منظور يشعرك بارتياح أكبر. لذا؛ فإن التحلي بالموضوعية والتجرد في النظر إلى صعوبات الحياة، من خلال التساؤل مثلاً حول مدى تأثير مشكلة ما بعد 5 أو 10 سنوات من وقوعها، يسمح لك بالتهوين على نفسك والتخلص من العواطف السلبية.