مارس هذا النشاط يومياً لتعميق علاقتك مع ذاتك

2 دقيقة
الرفاهة الشخصية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: هل تستطيع الجلوس مع نفسك؟ تحدد إجابة السؤال السابق جودة علاقتك بذاتك التي تعد أساس العلاقات كلها في حياتك. ووفقاً للمعالجة النفسية آمي مورين؛ يسهم الوقت الذي تقضيه مع نفسك في استعادة انسجامك معها، إلى جانب زيادة قدرتك على أخذ قرارات دون مؤثرات خارجية؛ ما يجعلك أكثر فهماً لذاتك. وحتى تتمكن من تحقيق ذلك، جرب ممارسة نشاط جديد بمفردك، أو أن تواجه الملل بدلاً من الهروب منه، أو تجلس لوحدك في الأماكن العامة؛ إذ ستجعلك الممارسات السابقة تدرك أن العزلة تعزز الاسترخاء وتقلل التوتر وتزيد الإبداع.

في سعينا الدؤوب إلى تحقيق الرفاهة الشخصية، لا نتصور أن هناك سبلاً أخرى لتعزيزها. ففي الواقع، هناك ممارسة تثري تقديرك لذاتك.

تمتدح الدراسات فوائد العلاقات الاجتماعية القوية وتأثيرها على رفاهتنا وصحتنا النفسية؛ ومنها دراسة نشرتها مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي، أظهرت أن للعلاقات الاجتماعية الإيجابية والدعم والقبول الاجتماعي، دوراً مباشراً في تعزيز تقدير الذات، والعكس صحيح أيضاً. فعندما تتدنى جودة العلاقات، تؤدي التبعات السلبية إلى تراجع تقدير الذات. إنها علاقة سبب ونتيجة تخلق حلقة مفرغة تؤدي إلى ضعف تقدير المرء لذاته وتدهور علاقاته الاجتماعية.

لكن هناك عوامل أخرى تؤثر في تقدير الذات، فمع الدور المؤثر للعلاقات الاجتماعية، هناك علاقة أخرى تتجاهلها غالباً؛ ألا وهي علاقتك بنفسك. تقول مختصة العلاج النفسي، أليسا ليا مانكاو، في منشور على إنستغرام: "تحدد علاقتك بنفسك أساس كل علاقة أخرى في حياتك. وعندما تنمي حبك لذاتك واحترامك لها، تكتسب الثقة اللازمة لوضع حدود لعلاقاتك". بخلاف فوائد بناء العلاقات الشخصية، يمكن لهذا الوقت الذي تختلي فيه بنفسك أن يعزز تقديرك لذاتك إلى حد بعيد.

لماذا عليك قضاء بعض الوقت بمفردك يومياً؟

تقول مانكاو: "سواء كنت أعزبَ أو في علاقة، فإنني أشجعك على تخصيص وقت تختلي فيه بنفسك. اقصُد مطعماً لتناول العشاء بمفردك، أو اذهب في رحلة، أو استمتع بمشاهدة فيلم وحدك". وربما يجد البعض صعوبة في البقاء بمفرده لفترة؛ لكن هذه العزلة تأتي بفوائد عدة؛ منها أن تعرف نفسك بصورة أفضل.

تقول مختصة العلاج النفسي، آمي مورين، في مقابلة مع مجلة فوربس: "توفر لك العزلة فرصة لاستعادة تناغمك وانسجامك مع نفسك. وعندما تكون بمفردك، يمكنك اتخاذ قرارات دون مؤثرات خارجية؛ وهو ما من شأنه أن يساعدك على فهم شخصيتك فهماً أفضل". يتيح لك الوقت الذي تقضيه في عزلة عن الآخرين مساحة للتعرف أكثر على نفسك، والتأمل في جوانب حياتك، وأهدافك، والتفكير بتمعن في خياراتك.

ومن جانبها، ترى مختصة العلاج النفسي، كيتلين بيرغ، التي تكتب لـ موقع تشوزنغ ثيرابي (Choosing Therapy) الإلكتروني، أن في فترات العزلة الطوعية هذه فرصة لتعزيز الإحساس بهويتك، من خلال التفكير في إجابات عن أسئلتك من منظور محايد، بعيداً عن تأثير الأخرين. إنها فرصة للوصول إلى الاستقرار النفسي والعاطفي، فتمارس تفاصيل حياتك اليومية بحرية وعلى النحو الذي تهواه.

كيف تستمتع بعزلتك الاختيارية؟

قد تبدو العزلة تجربة شاقة في نظر البعض؛ لكن هناك أوقات تحتم عليك خوض هذه التجربة، وتتجلى تلك الضرورة في صور عدة. تقول بيرغ إن غضبك لأتفه الأسباب، أو فقدانك شغف مشاركة الآخرين أنشطتهم، أو شعورك بالإفراط في التحفيز، أو تلك المشقة التي تعانيها عند محاولة التركيز على أي أمر؛ جميعها مؤشرات تدل على حاجتك للجلوس بمفردك لبعض الوقت.

وتقدم بيرغ أساليب عملية تساعدك على الاستمتاع بالعزلة والاستفادة منها؛ مثل أن تجرب ممارسة نشاط جديد، وأن تواجه الملل بدلاً من تجنبه، وأن تجلس بمفردك في أماكن عامة، وأن تحاول إعادة صياغة أفكارك قدر استطاعتك. وتنصحك بيرغ، قائلة: "لا تركز على أحكامك السلبية حول العزلة؛ بل حاول التفكير في الفوائد التي تعود عليك منها. وعندما تدرك أن العزلة تعزز الاسترخاء، وتقلل التوتر، وتثري ملكة الإبداع لديك، ستستمتع بها أكثر".

المحتوى محمي