ما الذي ندم عليه كبار السن في آخر أيامهم؟ وماذا تفعل كي تتجنب مصيرهم؟

الندم
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: مستحيل أن نحيا بلا ندم لأنه جزء أصيل من التجربة الإنسانية؛ لكن ما أنواع الندم التي من الأفضل أن نتجنّبها؟ وكيف نحقّق ذلك؟

لا يمكننا تغيير حقيقة أن الندم تجربة إنسانية من المستحيل تجنُّبها؛ لكن هناك نوعاً من الندم يكون قاسياً ومؤلماً لدرجة كبيرة لأننا لن نستطيع القيام بأي شيء أبداً لتغييره أو تصحيح الأمور التي ندمنا بسببها، وهو الندم الذي نختبره في نهاية حياتنا. لكن لحسن الحظ، هناك فرصة حتى لا نقع في هذا المأزق، وذلك بتعرُّفنا إلى الأشياء التي ندم عليها الأشخاص في لحظات احتضارهم ومحاولة تجنُّبها، وهذا ما يقدمه لك مقالنا.

5 أنواع من الندم اختبرها الناس في نهاية حياتهم

كشفت الممرّضة الأسترالية المتخصصة في الرعاية التلطيفية، بروني وير (Bronnie Ware) عن أكثر أنواع الندم انتشاراً بين الأشخاص في اللحظات الأخيرة من حياتهم؛ حيث وثقت من خلال عملها في تقديم الرعاية للمحتضرين خلال أيامهم الأخيرة، لحظات الإدراك والتفكير العميق لأولئك الأشخاص في مدوّنة إلكترونية كسبت اهتماماً كبيراً من القرّاء؛ ما دفعها إلى تجميع ملاحظاتها في كتابّ بعنوان “أهم 5 أنواع للندم عند الموت” (The Top Five Regrets of the Dying)، ونلخّصها كما جاءت في كتابها كالتالي:

1. أتمنى لو امتلكت الشجاعة لأعيش حياة حقيقية مع نفسي، وليس الحياة التي توقّعها الآخرون مني

كان الندم الأكثر انتشاراً هو إدراك الأشخاص أن العديد من أحلامهم لم يتحقق لأنهم لم يحاولوا تحقيقه بجدّ؛ حيث واجهوا في نهاية حياتهم حقيقة أن ما عاشوه كان نتيجة اختياراتهم، فعادة ما يفشل الناس في تقدير الحرية التي تكون متاحة لهم واستغلالها كما يجب.

2. أتمنى لو لم أعمل بجد

تحدّث محتضرون كُثُر؛ لكن أكثرهم من الرجال، عن ندمهم بشأن عدم قضاء وقتٍ كافٍ مع أطفالهم وزوجاتهم بسبب العمل.

3. أتمنى لو كانت لديّ الشجاعة للتعبير عن مشاعري

أُصيب الكثيرون من المحتضرين بأمراض ترتبط بالاستياء نتيجة قمعهم للكثير من مشاعرهم الحقيقية من أجل الحفاظ على السلام مع الآخرين، وقبلوا بحياة متواضعة ولم يحقّقوا أبداً ما كانوا قادرين حقاً على تحقيقه.

4. أتمنى لو بقيت على تواصل مع أصدقائي

لم يدرك الأشخاص مزايا وجود الأصدقاء القدامى في حياتهم حتى اقترب موعد وفاتهم؛ حيث انشغلوا في حياتهم لدرجة أنهم تركوا تلك الصداقات الجيدة تتلاشى على مر السنين، وأسفوا كثيراً لعدم منحها الوقت والجهد اللذين تستحقهما.

5. أتمنى لو سمحت لنفسي أن أكون أكثر سعادةً

لم يدرك الأشخاص أن السعادة اختيار شخصي حتى اقتربوا من الموت، فالخوف من التغيير جعلهم يتظاهرون أمام الآخرين وأمام أنفسهم بأنهم راضون عن اختياراتهم؛ لكنهم بقوا عالقين في الأنماط والعادات القديمة التي لا تجعلهم سعداء.

اقرأ أيضاً: 4 خطوات للتعامل الصحي مع الندم

3 استراتيجيات لتتجنب الندم في حياتك

سواء كانت نهاية الصيف أو نهاية العام أو حتى نهاية حياتنا، فإننا قد ندرك في لحظة ما أننا استثمرنا الكثير من الوقت في أمور لا نكترث لها حقاً؛ إذ تشغلنا المخاوف وتشتّت تركيزنا عن متابعة خططنا وتحقيق رغباتنا، وتلك هي الطريق الأسرع إلى واقعٍ مُثقلٍ بالندم. وحتى نساعدك على تجنّب مثل هذا الندم وفعل الأشياء التي تهمّك حقاً، إليك 3 استراتيجيات عملية لتجنُّب الندم:

  1. ضع خططاً صحيحة: لزيادة فرص متابعة ما تريد تحقيقه، من الضروري وضع خطط محددة وملموسة، ويتضمن ذلك التحضير الجيد وتحديد الأشخاص الذين سيشاركونك عملية التنفيذ وجدولة مراحلها، فمن خلال هذه الخطوات ستحسن على نحو كبير التزامك واحتمالية تحقيق أهدافك المرجوة بنجاح.
  2. لا تحاول تحسين كل قرار: إن البحث المستمر عن أفضل الاختيارات يمكن أن يكون ذا آثار سلبية في سعادتنا ورضانا عن خياراتنا؛ لذلك ضع في اعتبارك توقعاتك ومقدار الوقت والطاقة اللذين تستثمرها في اتخاذ القرار. فإذا كنت تقضي ساعات طويلة في البحث عن الاختيار المثالي أو كنت تكافح من أجل الالتزام خوفاً من أن يظهر ما هو أفضل، فربما تهيئ نفسك للندم مستقبلاً؛ لذا بدلاً من السعي إلى تحقيق الكمال، اختر الاختيار الذي يكون جيّداً بما فيه الكفاية لتتجنب خيبة الأمل التي عادةً ما تصاحب السعي إلى الكمال.
  3. تقبّل تفويت بعض الفرص: قد يقودك الخوف من تفويت الأشياء (FOMO) نحو رغبتك في فعل كل شيء؛ ما قد يؤدّي إلى آثار سلبية. تذكَّر أننا نحقّق نوايانا على نحو أفضل عندما لا نفرط في التخطيط أو نتولى الكثير من المهمات؛ لذلك حدد ما هو الأكثر أهمية بالفعل واترك الباقي، وركز على الفوائد التي تكسبها من خلال التخلي عن الأشياء الأقل أهمية.

اقرأ أيضاً: ما الذي يمكنك تعلمه من 23.000 قصة ندم من حول العالم؟

ختاماً، إن التفكير في الندم الذي يعبر عنه الناس في نهاية حياتهم يوفر رؤىً قيّمة لكيفية عيش حياة مُرضية وهادفة، فمن بين أكثر أسباب الندم شيوعاً عدم تحقيق الأحلام والتطلعات، والسماح للخوف من التغيير بأن يلقي بظلاله على أولوياتنا الحقيقية؛ لذلك من الضروري التعلّم من هذه التجارب وتحديد أولوياتنا وما يهمنا حقاً.