تخيل أن يحدث معك التالي؛ تستيقظ من نومك في مزاج رائع، تُعّد قهوتك، وتضع قائمة بالأشياء التي تريد إنجازها، تشرب قهوتك سريعاً ثم تخرج للذهاب إلى العمل في موعدك، لكن فجأة تكتشف أنك عالق في الازدحام المروري، تصل إلى عملك متأخراً، تتعرض للتوبيخ من مديرك، وسرعان ما تغمرك موجات من المشاعر السلبية بعد أن كنت سعيداً وتحس بالنشاط، تُرى هل يمكنك إعادة نفسك إلى المسار الصحيح مرة أخرى، أو بمعنى آخر، كيف تمنع الأحداث السلبية من إفساد يومك؟ الإجابة عبر هذا المقال.
محتويات المقال
1. ركز على مشاعرك
حين تواجه بعض الأحداث السيئة قد يكون من الصعب التوقف والتفكير في مشاعرك، لكن الطبيبة النفسية، سوزان ألبيرز (Susan Albers)، تؤكد أن الخطوة الأولى التي ستجعلك تحّس بالتحسن هي الانتباه والتركيز على مشاعرك، وفي سياق متصل، يشرح الطبيب النفسي، فيكتور فرانكل (Victor Frankl)، أن هناك مساحة بين الحافز الذي يتجسد في الحدث السلبي والاستجابة التي ترتكز على المشاعر، ولكن حين تكون في خضم الأحداث السيئة قد تشعر بالتهديد أو الارتباك لذلك قد تتفاقم مشاعرك السلبية.
والحل يكمن في منح نفسك الوقت لمعالجة تلك المشاعر، ومحاولة تسميتها، ويمكنك أن تسأل نفسك ما الذي يكمن وراء تلك المشاعر، المهم ألا تكبت مشاعرك أو تقعمها لأن ذلك سوف يؤدي إلى تفاقمها في وقت لاحق.
2. ضع الأحداث السيئة في نصابها الصحيح
أحياناً يتسبب الشعور بالغضب أو الاستياء في تشويه واقع الأحداث، لذلك قد تنظر إلى تلك الأحداث من خلال عدستك الخاصة وليس كما هي، لذلك قبل أن تسمح لما حدث بإفساد يومك وتعكير صفو حالتك المزاجية، خذ دقيقة حتى تضع الأمور في نصابها الصحيح، واجمع الأدلة التي تؤكد لك أن غضبك لا يتناسب مع المواقف التي حدثت.
وإذا كنت تفكر داخل نفسك قائلاً "المدير يكرهني" أو "أنا سيئ الحظ" فأنت في حاجة ماسة إلى إعادة صياغة تفكيرك، وذلك عبر سرد الأحداث السيئة المحددة التي وقعت خلال يومك، حينها ستتوصل إلى حدث أو اثنين فقط، وليس كل شيء، لذلك حافظ على هدوئك وتذكر أن مشاعرك تبالغ في تقدير الموقف وأن نطاق العامل المسبب للضيق أكثر محدودية مما قد يبدو.
اقرأ أيضاً: كيف تحول مشاعرك السلبية إلى قوة إيجابية؟
3. شتّت انتباهك
إن الانغماس في البؤس أو الإحباط أو الغضب سيفاقم مشاعرك السلبية، لذلك حاول أن تشتت انتباهك، بأن تستمع إلى بعض الموسيقى الهادئة أو تصنع لنفسك كوباً من الشاي، المهم هو تغيير حالتك من أجل إبعاد نفسك عن أي أفكار أو مشاعر أو موقف يسبب لك الغضب أو الحزن.
4. انهض وتحرك
قديماً حين كنت أمر بيوم سيئ عادة ما كنت أختبئ في فراشي وأنخرط في البكاء أو أجلس هناك دون حراك، وقتها كنت أشعر بالحزن الشديد على الرغم من كوني لا أفعل شيئاً، ولكن فيما بعد عرفت أن الجلوس ساكناً يمنح مشاعرك الوقت لتتفاقم، وعليه حين تواجه بعض الأحداث السيئة عليك أن تنهض من مكانك وتتحرك. على سبيل المثال امش مدة 10 دقائق حتى تسمح لجسمك بإنتاج الإندورفين والسيروتونين وهي هرمونات طبيعية تحسن الحالة المزاجية.
5. تحدث إلى صديقك المقرب أو إلى شخص تثق به
إذا شعرت أنك لا تزال تحس بالضيق، حاول التواصل مع صديقك المقرب أو أحد أفراد عائلتك أو تحدّث إلى شخص تثق في رأيه، حينها ستقل مشاعرك السلبية، وتنظر إلى الأمور من زاوية نظر مختلفة، ما يساعدك على الشعور بالتحسن ومنع إفساد باقي يومك.
اقرأ أيضاً: دليلك للخروج السريع من الحالة النفسية السيئة
6. انظر إلى الصورة الكبيرة
معظم الناس يواجهون أحداثاً سيئة في أوقات مختلفة من حياتهم، ربما تعتقد أن حياة الآخرين مثالية خاصة إذا كنت تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار، لكن صدقني، لا يوجد ما يُسمى بالحياة المثالية، لذلك من الضروري أن تنظر إلى صورة حياتك الكبيرة واسأل نفسك؛ هل هناك أحداث سيئة تزعجك يومياً؟ هل تحس بالغضب والإحباط كل يوم؟ إذا كانت الإجابة لا، فهذا يعني أن الصورة الكبيرة تبدو جيدة.
7. مارس اليقظة الذهنية
اليقظة الذهنية هي نوع من أنواع التأمل، وترتكز بالأساس على فكرة مفادها عيش اللحظة الحاضرة دون انشغال بالماضي أو التفكير في المستقبل، ويمكنها مساعدتك على التوقف عن القفز من فكرة إلى أخرى، ما يمنعك من الانخراط في الأفكار والمشاعر السلبية، لذا فهي وسيلة جيدة لتجاوز يومك بطريقة هادئة ومنتجة.
وحتى تمارس اليقظة الذهنية ابدأ بجلسة قصيرة مدة 5 دقائق؛ في البداية، ابحث عن مكان هادئ، واجلس على نحو مريح، أغمض عينيك وخذ بضعة أنفاس عميقة، ركز انتباهك على إحساس أنفاسك وهي تدخل وتخرج من جسمك، إذا شرد عقلك، فأعد تركيزك بلطف إلى أنفاسك، لاحظ أفكارك دون أن تحكم عليها، إذا ظهرت فكرة، اعترف بها واتركها تمر، وأعد تركيزك إلى أنفاسك.
8. تنفس ببطء
عندما تبطئ تنفسك، فإنك تبطئ تفكيرك وتخلق مساحة بين التحفيز والاستجابة، علاوة على ذلك فإن التنفس البطيء يرسل إشارة إلى عقلك وجسمك للاسترخاء، ما يساعدك على الشعور بتحسن حتى عندما تكون تحت الضغط، وحين تمر بموقف سيئ، يمكنك على سبيل المثال، البحث عن مكان هادئ، ومن ثم حاول الشهيق ببطء مدة 4 عدات، واحبس أنفاسك مدة 7 عدات، والزفير مدة 8 عدات، وبعدها كرر هذه العملية من 3 إلى 7 مرات.
9. افعل شيئاً تحبه
حين يمر يومك في العمل وتعود إلى البيت، لا تفكر في اجترار الأحداث السيئة مراراً وتكراراً، وعوضاً عن ذلك افعل شيئاً تحبه، ما رأيك في مشاهدة فيلمك المفضل، أو قراءة بضع صفحات من كتاب؟ يمكنك أيضاً أخذ حمام دافئ أو طبخ أكلة تحبها، استمتع بالنشاط الذي تحبه وكن حاضراً داخل لحظاتك الممتعة.
10. كن واعياً بأن المواقف السيئة لن تنتهي
أحياناً، قد تكمن المشكلة الكبرى في توقعاتك، فحين تستيقظ في مزاج جديد وتخرج للعمل قد تظن أن الأمور كلها تحت سيطرتك بالكامل، ولهذا تتوقع أن كل شيء سوف يسير وفق خطتك أو توقعاتك، لكن هذا لن يحدث أبداً، وكي أكون واقعية، فالأحداث والمواقف السيئة أمر مؤكد في الحياة وستستمر بالحدوث، كل ما عليك إدراكه هو أن الأمور ليست تحت سيطرتك بالكامل، وأن الأيام السيئة تمضي ويأتي غيرها.
11. فكر بإيجابية
يوضح المعالج النفسي، أسامة الجامع، أن وقوعك في فخ التشاؤم هو الذي يعكر حالتك المزاجية، لذلك ينصح بالتركيز جيداً على اللغة التي تستخدمها للتعبير عن مشاعرك، هل تقول لنفسك "أبداً أو دوماً أو كل مرة" هنا أنت تستخدم اللغة والألفاظ المطلقة، ما يعني أنه لا توجد لديك نظرة نسبية للأمور حولك، ولم تدرّب نفسك على رؤية الجوانب الإيجابية المختلطة مع الجوانب السلبية، وعليه حاول قدر الإمكان التفكير بإيجابية عبر النظر إلى الإيجابيات التي حصلت في خضم التجربة السلبية.
اقرأ أيضاً: 9 نصائح لتتجاوز الأيام الثقال وتخفف وطأتها