ماذا تفعل عندما تغضب أو تحزن؟ حسناً دعني أجيبك عن نفسي، في السابق كنت إذا واجهتني أي مشاعر سلبية أفتح هاتفي الذكي وأذهب إلى تطبيقي المفضل للطلب من المطاعم وأقوم باختيار ما لذ وطاب من أكلات أظن أنها ستداوي جروحي النفسية، لكن المؤسف أنه بمرور الوقت تفاقمت تلك الجروح ولم تعالجها شتى أنواع الطعام، لذا رجعت خطوة إلى الوراء وأدركت أن الأساس الناجح الذي يمكن أن أنطلق منه هو معالجة مشاعري، وقد اتبعت في ذلك طرقاً عديدة أهمها ممارسة تمارين التأمل، والتي سأعرّفك إلى واحد من أكثرها فعالية في هذا المقال.
محتويات المقال
مبدئياً: ما هو الأكل العاطفي؟
قد يبدو الأكل في ظاهره وسيلة ناجحة للتكيف مع ما يزعجنا، لكنه في حقيقته ليس سوى مسكّن يسكتها فترة مؤقتة ومن ثم تعود إلى الظهور مجدداً، ويُعرف اللجوء إلى الطعام لمعالجة المشاعر بالأكل العاطفي، ويوضح الطبيب النفسي إبراهيم حمدي أنه تناول الطعام باعتباره رد فعل للمشاعر بدلاً من أن يكون استجابة للجوع الجسدي، وأهم تلك المشاعر: الحزن والقلق والملل وأحياناً السعادة.
ويؤكد حمدي أن الأشخاص الذين يهربون من مشاعرهم بالأكل غالباً ما يتناولون أطعمة غنية بالسكريات والدهون للحصول على الراحة الفورية، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة والعديد من المشكلات الصحية الأخرى.
4 علامات تشير إلى الأكل العاطفي؟
حتى لا تتداخل رغبتك الطبيعية في تناول الطعام مع معاناتك الأكل العاطفي، إليك 4 علامات تعينك على تمييز حالة الأكل العاطفي:
- الرغبة المفاجئة في تناول الطعام؛ فالجوع الجسدي يتزايد تدريجياً بينما الرغبة في تناول الطعام المتصلة بالأكل العاطفي تظهر فجأة وبشكل ملحّ.
- نوعية الطعام الذي نرغب في تناوله؛ ففي حالة الأكل العاطفي غالباً ما يكون طعاماً غير صحي مثل المقرمشات والشوكولاتة والوجبات السريعة والمشروبات الغازية.
- كمية الطعام التي يتناولها الفرد تكون أكبر من المعتاد؛ ويكون ذلك مرتبطاً بأنه لا يشبع معدته إنما يحاول الهروب مما يزعجه.
- معاناة الشعور بالذنب أو الخجل؛ بسبب اتباع عادات غذائية ضارة.
اقرأ أيضاً: الهروب من مشكلاتك يُضاعفها، فكيف تواجهها بشجاعة؟
كيف تمارس تأمل المسح الجسدي للتوقف عن الأكل العاطفي؟
توصلت دراسة علمية حديثة أجرتها جامعة مكغيل (McGill University) إلى أنه يمكن لممارسة التأمل أن تحدّ من الأكل العاطفي، وتحديداً تأمل المسح الجسدي الذي يعتمد على التركيز على جزء منفصل من الجسم بهدف تعزيز الإحساس به، والوصول إلى حالة من الاسترخاء تعالج المشاعر السلبية المؤدية إلى الإفراط في تناول الطعام.
فقد استعان الباحثون بمجموعتين من أشخاص يعانون مشكلة تناول الطعام بدوافع عاطفية، الأولى مارست تأمل المسح الجسدي مدة 16 دقيقة، بينما استمعت المجموعة الثانية إلى تسجيل بنفس المدة يصف النظام العضلي للهيكل البشري، ووجدوا أن المجموعة التي مارست تأمل المسح الجسدي انخفضت حدة مشاعرهم السلبية، وبالتوازي تراجعت رغبتهم في تناول الطعام مقارنة بالمجموعة الأخرى، ما يثبت فعالية هذا النوع من التأمل في كبح جماح الرغبة الشديدة في الأكل لمواجهة العواطف المزعجة.
اقرأ أيضاً: ما الذي تعنيه رغبتك في الهروب من الجميع؟ وكيف تتجاوزها؟