ملخص: هل تواجه مواقف حياتية صعبة؟ أو تشعر بأن حياتك تفوتك؟ لتتمكن من إدراك رغباتك الحقيقية في الحياة؛ تقدم لك مؤسِّسة موقع "الاتحاد مع الذات" (Union en soi)، المدربة الروحانية إيزابيل ريوكرو دعماً روحياً على مستوى العلاقة مع الذات والآخرين بما يحقق لك السعادة، التي ترى أنها حق وتهدف إلى تعليمنا كيفية استخدامه.
محتويات المقال
التوفيق بين البعدين المنطقي واللامنطقي
تقول المدربة: "يبدأ كل شيء من الذات، فالحرية الحقيقية تبدأ من الداخل في المقام الأول"، وهي الفكرة التي قد تكون أولى لَبِنات "قلعة الذات". لكن تأكيد هذه الفكرة ليس كافياً؛ إذ يجب أن نعبر عنها بطريقة صحيحة لكي نتمكن من فهمها بعمق، وعلى هذا النحو حينما تحدّثنا إيزابيل ريوكرو عن ذلك فإن فكرة الحرية الداخلية تبدو مُقْنعة للغاية، وهذا ما يميز كلام أولئك الذين تمثل الروحانية جوهر حيواتهم، فهم يعيدون إلى الكلمات التي لا نصغي إليها باهتمام عادةً، قوتها الحقيقية. لكن كيف يمكن لهذه الكلمات أن تدفعنا إلى تصديقها واتباع التعاليم الروحية التي تجسدها؟
قبل أن تصبح مدربة روحانية، عملت إيزابيل ريوكرو 10 سنوات في مجال التسويق ثم بدأت التساؤلات تغزو ذهنها وتشغله أكثر فأكثر: ما الذي يعنيه هذا العمل بالنسبة إليّ؟ كيف أرصد العلامات التي تخبرني بأن الوقت قد حان لأغيّر مساري؟ كان هذان السؤالان انعكاساً لاستنتاج توصلت إليه؛ إذ نشأت إيزابيل في عائلة تعطي المنطق أولويةً ولا تفسح المجال للتعرف إلى لغة الجسد والعواطف، ومن ثم فقد أدركت أنها أهملت الجانب الروحي من حياتها، ورأت أن عليها الموازنة بين المنطق وإحساسها الداخلي الذي يمكنها الإصغاء إليه باهتمام أكبر إذا تعاملت معه بوصفه شخصاً آخر، وهذا ما فعلته حينما قررت الالتحاق بمدرسة تدريبية متخصصة في العلاقات الإنسانية، فاكتشفت على وجه الخصوص مناقب التوفيق بين المنطق واللامنطق؛ بين الجسد والقلب والعقل، وتعلمت اتخاذ الدليل الداخلي نقطة مرجعية؛ كأنها تربط عقلها مباشرة بقلبها.
خلال السنوات الثلاث التي قضتها في التدريب، تعلمت إيزابيل العناصر الأساسية للنهج الإبداعي غير الموجَّه، وعن ذلك تقول: "القاعدة الأولى في هذا النهج هي ألا تُسقط مخاوفك الشخصية على الأشخاص الذين تستمع إليهم"، ولذلك فقد تمكنتْ من تقديم دعم منظم لعملائها فيما يخص التوفيق بين المنطق واللامنطق. وانطلاقاً من القاسم المشترك بين الجانبين، ترافقنا إيزابيل في رحلتنا نحو التمكين الذاتي، فترشدنا نحو إدراك مخاوفنا ومعتقداتنا التي تقيّدنا، وتعلّمنا كيف نضع حداً لتأثيرها في حيواتنا، وكيف نحب ذواتنا ونستمع إليها.
طرائق متعددة
لتلبية توقعات عملائها المختلفة على أفضل وجه، تقدم لهم إيزابيل ريوكرو طرائق دعم عديدة فيما يخص التنمية الروحية وتنمية العلاقات مع الآخرين؛ وعلى رأسها جلسات الاستماع اليقظ المستلهمة من أبحاث الطبيب النفسي الأميركي كارل روجرز (Carl Rogers)، وأستاذة العلوم التربوية الكندية كوليت بورلانس (Colette Portelance)؛ التي يتمثل هدفها الأساسي في فهم أسس العلاقات مع الذات والآخرين، ويتمحور الأمر حول تعلم التغلب على عقباتنا الداخلية واكتشاف مواردنا الشخصية وتقوية علاقاتنا واكتساب الحرية في الوقت الحاضر.
تستخدم إيزابيل بطاقات القراءة الروحية في إرشادنا، وتعرّفنا من خلالها إلى رسائل المرشدين الروحيين التي تساعدنا على إدراك ذواتنا وتسمح لنا بتبنّي نظرة مختلفة إلى تجاربنا.
عندما تُجري جلسات فردية وحلقات مخصصة للأشخاص المرتبطين ارتباطاً روحياً وثيقاً، تسعى المدربة الروحانية إلى مساعدة هؤلاء على إنجاح علاقتهم على الرغم من الصعوبات. قد يسبب هذا النوع من العلاقات، الذي يسيء المحيطون فهمه عادةً، معاناة كبيرة وحالة من العزلة الدائمة للطرفين ما لم يتحررا من قيودهما العاطفية، وإذا لم يتلقيا الدعم المناسب فإنهما قد يعانيان صعوبات نفسية، فتسيطر عليهما مشاعر الذنب والإرهاق والحزن وعدم التوافق بين الذات والمحيط، وذلك كفيل بأن يحرمهما كل بهجة ممكنة ويبقيهما في حالة من الجمود. تعتمد إيزابيل على التجربة الشخصية والوساطة الروحية والمعرفة في مجال العلاقات، لمساعدة عملائها على الخروج من هذه الحلقة المفرغة وتنمية الحب غير المشروط بينهم والذي يتجاوز كل إدراك.
الاستماع إلى عملائها والتواؤم مع حالة كل منهم ومساعدته على استعادة الثقة بنفسه؛ هذه هي الركائز الأساسية للأساليب التي تستخدمها إيزابيل ريوكرو لترشدنا في المسارات المتعرجة التي نسلكها خلال رحلتنا نحو تطوير العلاقة مع الذات والآخرين وقبول الذات وتحقيقها.