5 نصائح لمحاربة الضغط النفسي في مرحلة التقاعد

2 دقائق
مرحلة التقاعد
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

على الرغم من أن الكثيرين يحلمون باليوم الذي يتقاعدون فيه ويرتاحون من أعباء العمل فإن هذه المرحلة تصيبهم بالتوتر والقلق؛ إذ يتغير إيقاع حياتهم ويشعرون بفقدان هويتهم الاجتماعية والفراغ ويخافون أن يصبحوا على الهامش. لذلك فإن مرحلة التقاعد تمثل بداية حياة جديدة يجب أن تكون مستعداً لها كما يجب.

تحضر نفسياً قبل مغادرة العمل

مع اقترابك من سن الستين ستسمع من حولك يسألونك: "متى ستتقاعد؟" وعلى الرغم من أنه سؤال تقليدي فإن إجابته ليست بهذه السهولة، ففي حين أن التقاعد قد يكون مخيفاً لبعض الأشخاص فإن آخرين ممن أرهقتهم الحياة المهنية ينتظرون هذه اللحظة بفارغ الصبر. ومع ذلك فإن هذا الانتقال من حياة مشغولة تماماً إلى حالة "الخوف من عدم فعل شيء" كما تسميها مختصة علم النفس صوفي موفانغ (Sophie Muffang) يثير قلق جميع المتقاعدين، وتوضح المختصة قائلةً: "ليس من السهل على المرء أن يجد نفسه خارج عالم العمل بين عشية وضحاها، فالتقاعد يرتبط بالشعور بالخمول التام الذي يصعب على الكثيرين تحمله". ولتجنب هذه الصدمة من الأفضل أن تبدأ بتحضير نفسك لمرحلة التقاعد في العام السابق لها؛ مثلاً من خلال تخفيف نشاطك في العمل تدريجياً وتفويض الآخرين ببعض المهام ونقل خبراتك إليهم كما يمكنك أن تنشط في المجالات المجتمعية والخيرية. وتوضح صوفي موفانغ إن أفضل طريقة لتحديد النشاط الملائم لك أن تتخيل ما ستفتقده عندما تتقاعد.

تعرف إلى اهتماماتك

مرحلة التقاعد هي أكثر من مجرد إجازة طويلة لذا يجب أن تكون لديك خلال هذه المرحلة مشاريع تنجزها وتوصي المختصة بهذا الشأن بأن تسأل نفسك الأسئلة الصحيحة وهي: ما الذي يثير اهتمامي؟ أين أفضّل أن أعيش؟ ما الذي لطالما رغبت أن أقوم به ولم أجد الوقت الكافي؟ من المهم أن تحدد رغباتك وحاجاتك الفكرية والعاطفية والنفسية لأن عدم تلبية هذه الاحتياجات سيعيق حياتك ويضر بصحتك وعلاقاتك مع الآخرين. وتوضح المختصة إن التقاعد يُعد فرصة للشخص لتقييم مهاراته ومواهبه وقيَمه الشخصية ومعرفة ما الذي يعطي معنىً لحياته مثل ممارسة النشاطات التطوعية أو الفنية أو السفر أو أي نشاط آخر يساعده على الازدهار والتمتع بحالة نفسية وصحية سليمة ويعزز سعادته.

تحدث مع أحبائك

من الضروري أن تناقش حياتك بعد التقاعد مع أفراد عائلتك وأحبائك وأصدقائك المتقاعدين لتأخذ منهم أفكاراً، وقد يناسبك بعض هذه الأفكار ويعجبك أو لا وذلك تبعاً لسنك وحالتك الصحية. وهي مجرد أفكار في النهاية ولن تعرف ماهية بعضها دون تجربته، وجدير بالذكر هنا ضرورة الحذر من القرارات المتسرعة التي قد تبدو مثاليةً الآن. على سبيل المثال إذا كنت ترغب في العيش في مكان مشمس فيمكنك تجربة ذلك بقضاء بضعة أيام في مكان تحبه دون أن تبيع بيتك على عجل. وبصورة عامة خصص السنة الأولى من التقاعد لاختبار الأفكار دون أن تلزم نفسك بصورة نهائية.

ضع خطة للتكيف مع الحياة الجديدة

تُعد الأشهر القليلة الأولى بعد التقاعد فترة انتقالية مليئة بالعواطف المتضاربة؛ مثل فرحة التمكن من الاستمتاع بالراحة والخوف عند التفكير بالسنوات القادمة والغضب إذا ترك المتقاعد عمله في ظروف سيئة، والحزن بسبب الابتعاد عن زملاء العمل، أو ترك مشاريع قيد التنفيذ. في مواجهة الشعور بالفراغ والضياع يمكن أن يشعر المتقاعد بالتوتر وقليل من الاكتئاب ريثما يستقر. وتقول صوفي موفانغ: "استمع إلى كل هذه المشاعر وعبّر عنها ولا تلقِ بالاً لمن يحاولون أن يملوا عليك ما تفعله، وإذا لم تشعر بتحسن بعد مضيّ سنة على التقاعد فلا بأس باستشارة مختص نفسي".

امنح حياتك الإيقاع الذي تريد

عندما تتقاعد ستجد نفسك أنك تمتلك كل الوقت الذي تريده بعد بعد أن أمضيت سنوات العمل في مطاردته. تقول صوفي موفانغ: "منذ الصغر كان آباؤنا يطلبون منا التعلم والعمل بسرعة"، وينطبق الأمر ذاته على الحياة المهنية؛ إذ تفرض علينا ضغطاً كبيراً خلال سعينا المحموم لتحقيق النجاح. لكن مرحلة التقاعد تمثل فرصة للمرء لينعم بالهدوء والراحة فيقضي يومه مسترخياً على الأريكة أو بصبحة أصدقائه أو يمارس أي نشاط يحبه.

المحتوى محمي