هل يفيدك الشعور بالحنين أم يضرك؟ العلم يجيبك

1 دقيقة
الحنين
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: مَن منا لا يشعر بالحنين إلى الماضي من وقت إلى آخر ويغوص في ذكرياته؟ الحنين شعور ذو تأثير إيجابي في الصحة النفسية فهو مصدر للراحة والطاقة العاطفية؛ لكن كيف يمكن أن يتحول إلى شعور سلبي أحياناً؟

هل الغوص في الذكريات مفيد لصحتنا النفسية؟ يفرّق الباحثون في هذا الخصوص بين الحنين إلى الماضي والكآبة التي قد تنجم عن ذلك.

الحنين شعور معقد يربطنا بالماضي وبالذكريات يمكن أن يكون له تأثير كبير في رفاهتنا النفسية، فعلى الرغم من أنه يُنسب غالباً إلى الهشاشة النفسية، فقد يكون أيضاً مصدراً للراحة والطاقة العاطفية.

الحنين ملاذ في الماضي

يتجلى الحنين في عدة أوجه، مثل النظر إلى صور الطفولة أو الاستماع إلى أغانينا المفضلة في المدرسة الثانوية أو إعادة قراءة يومياتنا، وهو يسمح لنا بالانغماس في الذكريات البعيدة التي رسمت معالم حياتنا؛ ومن ثم يخلق الحنين إلى الماضي مجموعة عواطف غنية ومتنوعة يعتمد تأثيرها على حالتنا العاطفية الحالية، فعندما نتوتر أو نقلق أو نعاني قلة النوم، يمكن أن نشعر بالحنين بطريقة سلبية.

ومع ذلك فإذا كنا في حالة هدوء نفسي، يمكن أن يمدنا الحنين بالراحة، فهو يوفر آلية لنقل الأفكار السلبية إلى منطقة راحة عاطفية. وعلاوة على ذلك، يمكن أن يساعد على تقليل مستويات التوتر عن طريق تنشيط دوائر الدماغ المرتبطة بالذاكرة والمكافأة. وكان باحثون في جامعة طوكيو (University of Tokyo) قد استخدموا التصوير بالرنين المغناطيسي لملاحظة تأثير مشاهدة الصور المرتبطة بالماضي في الدماغ، فتبين أنها تنشط الذاكرة ودائرة المكافأة المشاركة في إفراز الدوبامين؛ هرمون المتعة.

ما الآثار السلبية للحنين؟

ومع ذلك، فمن الضروري التمييز بين الحنين والكآبة. في حين أن الحنين هو شعور طبيعي وإيجابي في كثير من الأحيان، فإن الكآبة التي يمكن أن تنجم عنه تمثل مشكلة، فقد يتطور التمسك الشديد بالماضي واستمرار الحنين إليه، إلى حالة كآبة تصيب الفرد بمشاعر الحزن واليأس وحتى الاكتئاب. تتجلى الكآبة في حالة من القلق الملحوظ، وعدم الاهتمام بالحياة، واضطرابات الأكل، ومشكلات النوم، والعزلة الاجتماعية، وغير ذلك.

خلاصة القول هي إذاً: الحنين إلى الماضي شعور قوي يمكن أن يؤثر إيجاباً في رفاهتنا؛ ولكن علينا ضبطه وعدم السماح له بالتطور إلى حالة كآبة مستمرة لأن لذلك عواقب مضرة بصحتنا النفسية.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن لذكرياتنا أن تشكل هوياتنا وشخصياتنا؟ وهل يمكن أن تخدعنا الذاكرة؟