كم يبلغ عدد القرارات التي أجلتها أو ألغيتها لمجرد خوفك من الفشل المحتمل بعد إقدامك عليها؟ غالباً لن تتمكن من حصر هذه القرارات لأنها كثيرة، وأنا أشاركك في ذلك أيضاً، وعند تحليلي لذلك الخوف أعجبني رأي مختص العلاج النفسي إبراهيم الحكمي الذي يؤكد أن الكثير من الأشخاص يعتقدون أن سبب الخوف من الفشل هو الخوف من الحكم الخارجي من جانب الأشخاص الآخرين، وهم بذلك يتناسون الشيء الأهم وهو الحكم الداخلي من قبل الشخص نفسه على قيمته وقدراته، والذي سيؤثر سلباً في احترامه لذاته في شتى مناحي الحياة، وإلى جانب ضرورة تغيير نظرة الشخص لذاته هناك أيضاً تغييرات واستراتيجيات ذهنية يمكن الاستعانة بها للتغلب على خوفه من الفشل نستعرضها في المقال.
محتويات المقال
1. كن مستعداً
أجريت مؤخراً تعديلات على نمط حياتي، كان الهدف منها الجاهزية للأسوأ حتى وإن لم يحدث، لذا فالاستعداد الجيد يضمن أنك ستستعين بمجموعة من الآليات والخطوات الاستباقية التي ستقلل إلى حد كبير خوفك من الفشل.
ويجب أن يترافق مع هذا الإجراء تقبل أنه مهما فعلت سيكون هناك غموض يحيط بالمستقبل، وما سيفيدك هو أن تستوعب التحدي الذي أنت مقبل عليه وتبذل ما بوسعك للاستعداد له.
تذكر في المرة القادمة عندما يتسلل إلى نفسك الشعور بالخوف أن تسألها بوضوح: لماذا أنا خائف؟ وما الذي يمكنني فعله؟ وستتمكن بذلك من تحويل خوفك إلى وقود نجاح بدلاً من أن يكون معرقلاً لتقدمك.
2. تصور نجاحك
يساعدك التصور على تهدئة مخاوفك غير المنطقية، والتي منها خوفك من الفشل، ففي حال رأيت نفسك في خيالك تتغلب على الصعاب سيعزز ذلك تلقائياً ثقتك بنفسك، ويمكنك أن تطبق هذه الاستراتيجية العملية في مختلف مناحي الحياة مثل المنحى المهني.
على سبيل المثال إذا كان لديك عرض تقديمي تخشى أن تفشل فيه، تخيل نفسك تقدمه والحضور ينظرون إليك بإعجاب، وتمرن على توزيع أنظارك في غرفة الاجتماعات، حينها سيتلاشى خوفك بالتدريج لتحل محله الشجاعة والرغبة في التقدم.
اقرأ أيضاً: الخوف لا يستثني أحداً: القادة أيضاً قد يهابون الفشل!
3. اصنع بداية قوية
لتطبيق هذه الاستراتيجية تذكر كيف تقلع الطائرات فهي تندفع بقوة حتى تتمكن من اختراق السحاب والتحليق، وأنت كذلك تحتاج إلى دفعة قوية في البداية فقط لتتمكن من هزيمة خوفك من الفشل.
على سبيل المثال، ابحث عن جملة مؤثرة تبدأ بها خطابك، وفي حال نجحت في صنع البداية القوية تلقائياً ستجد هناك سلاسة في التنقل بين الأجزاء اللاحقة بكل ثقة وارتياح.
4. تعلم كيف تتحدث إلى نفسك بإيجابية
عندما يهجم عليك الخوف من الفشل تعد نفسك هي خط الدفاع الأول ضده، ما يجعل الحديث معها بإيجابية أداة قوية تمكنك من استعادة زمام السيطرة على أفكارك غير المنطقية المتسارعة؛ مثل أنك لست جيداً بما يكفي لتجاوز هذا الموقف.
وهنا يمكنك مثلاً مخاطبتها بجمل مثل: "لقد فعلت ما بوسعي وتمرنت بما يكفي، لذا من المنطقي أن أنجح"، وستساعدك ممارسة تمارين الاسترخاء في اللحظة نفسها على الحد من توترك.
5. راقب أفكارك وقناعاتك عن الفشل
يقولون إن الجنون هو تكرار الفعل نفسه وتوقع نتائج مختلفة، لذا إن كانت تحركك قناعات أو أفكار معينة متعلقة بالفشل تجعلك تهابه باستمرار فستجد أن خوفك منه يلاحقك، لذا فإن الخطوة الفعالة التي يمكنك القيام بها هي مراقبة تلك القناعات والأفكار وتحليلها والعمل على مواجهتها وتقويمها حتى تتخلص من تأثيرها السلبي.
من ناحية أخرى احرص على أن تتعامل مع المواقف انطلاقاً من زوايا جديدة، وستجد أنك أصبحت قادراً على اكتشاف آفاق جديدة حرة للحياة بعيداً عن قيود الخوف من الفشل.
اقرأ أيضاً: التعامل مع الفشل في بيئة عمل عربية: نصائح نفسية عملية