لماذا قد تتابع أشخاصاً تكرههم على منصات التواصل الاجتماعي؟

2 دقيقة
وسائل التواصل الاجتماعي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: قد تؤثر متابعة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي يستفزك محتواها ويزعجك بدرجة خطيرة في صحتك النفسية، وهي ظاهرة تسمى "المتابعة عن كره". ويتجلى هذا السلوك في المتابعة بدافع انتقاد المحتوى أو مقارنة أنفسنا بما يتضمنه، ما يعزز مشاعر الغيرة ويدمر ثقتك بذاتك ويولد مشاعر القلق والتوتر بداخلك. كما أن المتابعة عن كره تستنزف وقتك الذي يمكنك أن تستغله في أنشطة إيجابية. إضافةً إلى ذلك، تؤدي هذه العادة إلى وقوعك في دوامة المشاعر السلبية، لتصبح فريسة المقارنات السامة وتنامي مشاعر الغيرة التي تؤذي صحتك النفسية. وسبيل العلاج من تأثير هذه العادة الضارة هو إلغاء متابعة حسابات التواصل الاجتماعي السلبية والتركيز على متابعة المحتوى الإيجابي المبتكر الملهم الذي يعزز تقدير الذات.

نتابع أحياناً أشخاصاً على وسائل التواصل الاجتماعي يزعجوننا أو يجعلوننا نشعر بالغيرة. نسمي هذه الظاهرة "المتابعة بدافع الكراهية" (hate-following)، وهي تنطوي على متابعة الحسابات ليس بحثاً عن الإلهام بل بهدف نقدها أو مقارنة أنفسنا بها، لكن المختصة النفسية، دينيس دودلي (Denise Dudley)، تقول في مقابلة مع موقع هاف بوست (HuffPost) الإلكتروني إن هذه الممارسة يمكن أن تضر برفاهتنا، وثمة علامات تدل على أن هذا السلوك الذي يبدو غير ضار يدمر صحتك النفسية. فما هي؟

1. في متعة المقارنة راحة زائفة

قد تبدو المتابعة بدافع الكراهية غير ضارة، فجميعنا نحب مقارنة أنفسنا بالآخرين من حين لآخر، تقول دودلي إن هذه الظاهرة غالباً ما تنبع من حاجة الشخص إلى الشعور بالراحة والرضا وهو يتابع فشل الآخرين أو عيوبهم. لكن هذه المقارنة المستمرة سامة وتدمر تقدير الذات تدريجياً.

2. الفخ العاطفي المتمثل في الحسد المقنّع

وفقاً لأستاذ علم الاجتماع، ديفيد وال (David Wahl)، فإن الغيرة هي إحدى القوى الدافعة للمتابعة بدافع الكراهية؛ نتابع أحياناً أشخاصاً نحسدهم على نجاحهم أو كمالهم الظاهري، على أمل رؤية فشلهم، هذه الحاجة إلى الحكم على الآخرين أو السيطرة عليهم تعد من أشكال الاعتماد العاطفي الذي يجرفنا إلى دوامة سلبية.

3. مشاعر توتر وقلق متزايدة

تشير دودلي إلى أن تعريض أنفسنا بانتظام إلى محتوىً يثير غضبنا قد يزيد توترنا وقلقنا، إذ يخلق هذا السلوك مناخاً سلبياً دائماً يدفعنا للتشكيك في إنجازاتنا.

4. تقويض تقدير الذات

تؤدي مقارنة أنفسنا بالصور المثالية عن شخصيات المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى انهيار تقديرنا لذواتنا، وتقول دودلي إن هذه المقارنة التلقائية تقلل من تقدير المرء لذاته ومن ثمّ تقوض شعوره بالرضا.

5. مضيعة للوقت الثمين

ترى دودلي أن المتابعة بدافع الكراهية مضيعة للوقت أيضاً؛ فبدلاً من قضاء ساعات في تصفح الحسابات التي تولد مشاعر الإحباط، يمكننا اغتنام هذا الوقت في ممارسة أنشطة إيجابية مثل القراءة أو المشي أو تطوير مشروع شخصي.

6. الإدمان

هذا السلوك يؤدي إلى إدمان المشاعر السلبية، نتيجة الارتفاع الكبير في مستوى إفراز الدوبامين عند كل تفاعل، سواء كان إيجابياً أو سلبياً. وتعزز هذه الآلية الكيميائية الرغبة في الاستمرار في هذه العادة، على الرغم من العواقب الضارة.

نصيحة: توقف قبل أن يزداد الأمر سوءاً

إذا اكتشفت أنك تمارس هذه العادة، فقد حان وقت إعادة تقييم استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي. ابدأ بإلغاء متابعة الحسابات التي تؤثر فيك سلباً، واهتم بمتابعة المحتوى الذي يلهمك أو يبهجك. وإذا لزم الأمر، فكّر في فرض قيود رقمية صارمة على نفسك للإقلاع عن هذه العادة.

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة: تصفحك منصات التواصل الاجتماعي قد يعرضك إلى الكوابيس

المحتوى محمي