ما هو مبدأ الوعي بالرغبة؟ وكيف توظفه لتعزيز مهارة التنظيم الذاتي؟

2 دقيقة
الوعي بالرغبة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: التّعامل مع مواقف الحياة والتمييز بين المفيد والضّار يتطلب وعياً كاملاً وحضوراً ذهنياً خالصاً. يغيب هذا الوعي لدى الأشخاص الذين يعانون مشكلات القلق والاندفاع والتسويف. ويكمن الحلّ وفقاً لخبيرة علم النفس العصبي نوال مصطفى في تعزيز مهارة التنظيم الذاتي. هذا المقال يشرح لك هذه المهارة وطريقة المواظبة عليها.

ما التنظيم الذاتي؟

يميل الأشخاص الذين يعانون القلق أو التسويف أو الاندفاع عموماً إلى الاعتقاد أن عدوهم الرئيس هو ذواتهم. ويُعدّ التنظيم الذاتي في مثل هذه الحالات من المهارات التي يمكن أن تعيد إليهم الأمل في القدرة على تصحيح عواطفهم وأفكارهم وسلوكياتهم الشخصية.

تصف خبيرة صحة الأطفال النفسية، الدكتورة روزان كابانا هودج (Roseann Capanna-Hodge)، في تصريح لموقع هيلث لاين (Healthline)، التنظيم الذاتي بأنه القدرة على الاستمرارية والثبات في سبيل تحقيق هدف معين أو إتمام مهمة معينة. يسمح التنظيم الذاتي بالسيطرة على الذات من خلال النظرة الموضوعية إلى العواطف والأفكار وتجنّب التصرّفات المتسرّعة.

توضّح الدكتورة هودج ذلك قائلة: "يتمثّل التنظيم العاطفي في الحفاظ على حالة عاطفية متوازنة لتجنّب السلوكيات المفرطة أو غير الكافية في المواقف الصعبة". يمكن أن يؤدي نقص القدرة على التنظيم الذاتي إلى نقص الثقة بالنفس والتقدير الذاتي وصعوبة التعامل مع الضغط والإحباط، وفقاً للمقال الذي نشرته المختصّة في العلاج السلوكي المعرفي آرلين كونسيك (Arlin Cuncic) في موقع فيري ويل مايند (Very Well Mind).

كيف تمارس التنظيم الذاتي؟

حدّدت طالبة مرحلة الدكتوراة في علم النفس العصبي نوال مصطفى (Nawal Mustafa) في المنشور الأول على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام العلامات الملموسة الدّالة على صعوبة ممارسة التنظيم الذاتي. من بين هذه العلامات الميل إلى الانغماس في وسائل التواصل الاجتماعي فترة أطول من المتوقع أو التسوّق القهري أو الاندفاع في بعض المواقف أو التسويف. تقول نوال مصطفى: "لا نكون في الغالب واعين بما نفكر فيه ونفعله قبل أن نتصرف، ونتعامل في معظم الأوقات بعفوية ونعتمد سلوكيات غير مدروسة". للحدّ من هذه السلوكيات، تقترح الخبيرة في منشور ثانٍ أحد مبادئ العلاج المعرفي للتدرّب على التنظيم الذاتي: إنه مبدأ "الوعي بالرغبة" (Notice the urge).

يرتكز هذا العلاج على تحقيق الوعي بالسلوكيات التي تمارسها؛ لذا عندما يستهويك سلوك غير مفيد أو سلوك يمثل ذريعة لتجنّب نشاط مفيد فإن المطلوب منك هو الوعي برغبتك الحقيقية والدافع الذي يحركها. توضح نوال مصطفى ذلك من خلال مثال عمليّ حيث يمكن أن تتبادر إلى ذهنك الفكرة التالية: "أفضّل مشاهدة التلفزيون الآن بدلاً من ممارسة نصف ساعة من النشاط الرياضي". بعد أن تخطر على بالك، عليك أن تُتبعها بفكرة أخرى من قبيل: "عليّ أن أكون واعياً بهذه الرغبة".

تؤكد خبيرة علم النفس العصبي إن: "هذا التغيير البسيط في طريقة التفكير يسمح لك بخلق مساحة بينك وبين أفكارك، وهذه المساحة تمثل وقفة استراحة وتفكير وتصرف بالأسلوب الذي يناسب أهدافك الحقيقية".

المحتوى محمي