الحساسية النفسية المفرطة تعبير مبالغ فيه عن التفاعل مع المثيرات الخارجية التي نتعرّض إليها. يفسر الشخص الذي يعاني فرط الحساسية ما يحدث حوله تفسيراً سلبياً باستمرار، ويعتقد أن سلوكيات الآخرين موجهة ضده وينتبه إلى تفاصيل ملامحهم وأفعالهم وأقوالهم. إنها معاناة شعورية حقيقية لا مبرر لها؛ لكنها تنغص حياة الكثيرين. إليك إذاً 7 علامات دالة على الحساسية المفرطة.
نحن نبالغ حالياً على الأرجح في استخدام مصطلح "الحساسية النفسية المفرطة"؛ لكن هذا لا ينفي أن هناك أشخاصاً يعانون هذه المشكلة فعلاً. نعم، هناك أشخاص أكثر حساسية من غيرهم، ويستشعرون عواطفهم بقوة أكبر؛ لكن هناك فرقاً حقيقياً بين الشخصية الحساسة والشخصية المفرطة في الحساسية.
ونظراً إلى أن التمييز بينهما لا يكون ملموساً دائماً، فقد يصعب علينا أحياناً أن نتأكد أننا معنيون فعلاً بهذه المشكلة أو لا؛ والسبب هو عدم وعي الأشخاص الذين يعانون فرط الحساسية باختلافهم هذا. تقول المعالجة النفسية والمدربة المعتمَدة المختصة في علاج الأشخاص المصابين بالحساسية النفسية المفرطة، شارلوت ويلس (Charlotte Wils): "يعتقد هؤلاء الأشخاص أن الناس جميعاً يشعرون بما يحسون به هم أنفسهم؛ لكن هذا غير صحيح، فدرجة الحساسية تتراوح بين المستوى المنخفض كما في حالة المرضى النفسيين الذين ليست لديهم أيّ حساسية إطلاقاً، والمستوى العالي؛ إذ يمس فرط الحساسية ما بين 15% و25% من السكان". لذا؛ من الضروري أن ينتبه المرء إلى تصرفاته وسلوكياته لتحديد مدى إصابته بالحساسية المفرطة.
ما هي الحساسية النفسية المفرطة؟
توضح المعالجة النفسية شارلوت ويلس: "يتميز الأشخاص المفرطون في الحساسية عموماً باستجابة أقوى تّجاه المحفزات". عندما نتحدث عادة عن الحساسية النفسية المفرطة، فإننا نفكر بالطبع في مسألة الاستشعار الزائد لعواطف الذات والآخرين؛ لكنها قد تشمل البيئة المحيطة أيضاً. توضح الخبيرة النفسية: "تُظهر الأبحاث أن حواس هؤلاء الأشخاص أكثر حدة، فهم يتمتعون بإدراك أدق لبيئاتهم ويعاني الكثير منهم فرط الإحساس؛ بل قد تكون حدة حواسهم مؤلمة لهم".
يتسم الأشخاص الذين يعانون الحساسية النفسية المفرطة بقدر عالٍ من التعاطف، ويشعرون بأحاسيس الآخرين على غرار أحاسيسهم الشخصية؛ وهذا ما قد يحوّل الشخص المفرط في الحساسية إلى إسفنجة عاطفية تمتص مشاعر الآخرين. تضيف شارلوت ويلس: "يتميز هؤلاء على المستوى المعرفي بنمط تفكير شبكي وبديهي وسريع، ولا يتوصلون إلى الاستنتاجات نفسها التي يتوصل إليها غيرهم".
7 علامات دالة على فرط الحساسية النفسية
علاوة على الخصائص العامة، هناك إشارات صغيرة تظهر في الحياة اليومية يمكن أن تدل على الحساسية النفسية المفرطة؛ لكن تأكيد تشخيصها يجب أن يكون تحت إشراف مختص في الصحة النفسية. لكن إذا كنت تعاني الحساسية المفرطة، فقد تختبر بانتظام التجارب التالية في حياتك اليومية:
- ترهقك المثيرات الحسية بسرعة؛ إذ تزعجك مثلاً الأصوات الصاخبة أو الحركات المفاجئة أو الأفلام العنيفة أو النبرات العدوانية.
- قد يسبب لك العبء العاطفي الزائد سواء في العمل أو البيت أو في إطار علاقاتك الشخصية نوعاً من الاضطراب إلى درجة أنك تعجز عن فعل أيّ شيء.
- تخيفك التغييرات كما أن تعديل روتين حياتك يمكن أن يصيبك أيضاً بالإرباك.
- تبحث باستمرار عن تأييد الآخرين والشعور بالأمان، ويسمح لك ذلك أيضاً بالاطمئنان أنّ الآخرين لن ينزعجوا من قراراتك، وفقاً لما ذكرته المختصة النفسية، جين أندرز (Jenn Anders) في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام.
- أنت الشخص الوحيد الذي يلاحظ التغييرات الخفية لدى الآخرين؛ مثل تغير الحالة المزاجية أو النبرة الصوتية أو لغة الجسد أو تعابير الوجه بحسب ما أورده موقع سايك سنترال (PsychCentral).
- تجد صعوبة في التعافي من عواطفك؛ إذ يمكن أن تستمر مشاعر غضبك وحزنك وإحباطك فترة طويلة.
- عادة ما يقول لك من حولك إنك "حساس جداً".