لا تكبت مشاعرك: تعرف إلى التواصل السلبي وتأثيره في صحتك النفسية

2 دقيقة
التواصل السلبي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ليست أساليب التواصل كلها مفيدة. سواء في الحياة الشخصية أو المهنية، يمثل التواصل أساس إنشاء علاقات صحية؛ لكن التواصل قد يكون إيجابياً أو سلبياً. تستخدم الشخصيات الاستبدادية، على سبيل المثال؛ التواصل العدواني الذي يضر بالعلاقات، وهناك مَن يستخدم أيضاً التواصل العدواني السلبي الذي قد لا يبدو مؤذياً في الظاهر لكنه يخفي عداء في طياته، وفي حين أن أسلوبَي التواصل هذين يميزان أصحاب الشخصيات المذكورة عادة، فإن التواصل السلبي هو أسلوب يميز أولئك الذين يصعب عليهم التعبير عن أنفسهم بوضوح، وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب أقل عدوانية، فإنه ليس أسلوباً فعالاً للتواصل.

ما هو التواصل السلبي؟

في التواصل الفعال، يشارك الفرد رغباته واحتياجاته وشكوكه؛ أي كل ما هو مهم للتواصل؛ أما التواصل السلبي فهو على العكس تماماً. تقول مدربة مهارات الحياة تارا ألكساندر (Tara Alexander) في حديث لموقع ويل آند غود (Well and Good): "حينما يستخدم المرء التواصل السلبي فإنه يتخطى ما يريد قوله حقاً، فبدلاً من الدخول في صلب الموضوع، يحاول إخفاء الحقيقة أو تمييعها من خلال الكلام أو الأفعال أو لغة الجسد".

التواصل المفيد والصحي هو التواصل المباشر الذي يراعي حدود الطرف الآخر وعواطفه. التواصل العدواني لا يحترم الطرف الآخر؛ أما التواصل السلبي فهو على العكس يفرط في منحه الأولوية، وفي الحالتين يفتقر التواصل إلى الصدق. التواصل السلبي يعني ألا تخبر الطرف الآخر بأنك منزعج وتحتفظ بالأمر لنفسك وتتجاهل المشكلة، ويتضمن هذا أيضاً عدم اتخاذ موقف أو قرار أو عدم التعبير عنه على الأقل. من أوجه التواصل السلبي أيضاً، امتناع المرء عن قول الحقيقة ليحمي نفسه أو الآخرين أو الشكوى دون طلب المساعدة.

تعرف إلى أضرار التواصل السلبي

ثمة منافع للتواصل السلبي؛ إذ يسمح لك بالتعامل بدبلوماسية وتهدئة الأجواء في مواقف معينة، ويُظهر أنك إنسان متعاطف، تستمع إلى الآخرين بصبر وتتجنب إيذاءهم. لكن هذا الأسلوب يدل أيضاً على ميل صاحبه إلى إرضاء الناس؛ أي أنه يمنحهم الأولوية ويحط من شأن نفسه.

يولد التواصل السلبي مشاعر سلبية أيضاً، فحينما لا يعبر المرء عن احتياجاته وآرائه بوضوح، قد يغضب ويستاء ويصاب بالإحباط. تقول المختصة النفسية سارة كوبوريك (Sara Kuburic)، لموقع ويل آند غود (Well and Good): "التواصل السلبي يمنع الآخرين من الانتباه إلى ما نعانيه، فكيف لهم ذلك إذا لم نتكلم؟".

وتوضح المختصة النفسية في موقع تشوزينغ ثيرابي (Choosing Therapy) كايتي غيليس (Kaytee Gillis)، إن هذه المشاعر السلبية هي التي يمكن أن تؤدي إلى التحول من التواصل السلبي إلى التواصل العدواني السلبي. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤثر هذا النوع من التواصل في نظرة الشخص إلى حياته، وتقول المختصة: "يشعر الشخص الذي يستخدم التواصل السلبي أنه يفقد السيطرة على حياته، وقد يتخذ الآخرون القرارات التي تخصه نيابة عنه بسبب عدم قدرته على التعبير بوضوح وثقة عن رغباته واحتياجاته".