غالباً ما نقضي الكثير من الوقت بصحبة الزملاء في العمل، ولهذا من الطبيعي أن تعد معظم أماكن العمل بيئة اجتماعية مليئة بالتفاعلات والعلاقات المهنية، ما يفتح المجال لتبادل الأحاديث اليومية وبناء الصداقات، وعلى الرغم من ذلك، فإن بيئة العمل ليست بيتك، ومن ثم، هناك بعض الأشياء التي يجب ألا تخبر بها أي شخص في العمل، وخاصة أن مشاركة تلك الأشياء قد يأتي بنتائج عكسية ويؤثر بالسلب في علاقتك مع زملائك، وإليك أهم 5 أشياء ينبغي ألا تخبر بها زملاءك في العمل، ليس من منطلق تكلف أو خوف، لكن من أجل الحفاظ على علاقات عمل أكثر استقراراً.
محتويات المقال
5 أشياء لا تخبر بها زملاءك في العمل وإليك الأسباب
الإفراط في مشاركة المعلومات التي تخص حياتك الشخصية مع زملاء العمل قد يؤثر سلباً في علاقتك بهم، وهذه أهم 5 أشياء ينبغي ألا تخبر بها زملاءك:
1. الآراء السياسية والدينية
دعني أخبرك بواقعية شديدة، أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يصبحون عاطفيين للغاية في أثناء الحديث عن معتقداتهم الدينية والسياسية، ويأخذون الأمور على محمل شخصي، ولهذا يجب عليك عدم إخبار زملائك في العمل بآرائك السياسية والدينية، لأن هذه المحادثات سوف تؤثر سلباً في علاقتك بهم، وخاصة إذا كانوا يتبنون آراء مختلفة، كما أن الحديث عن السياسة والدين يعوق الإيجابية والتناغم في بيئة العمل، وذلك لأنه يخلق انقسامات ويسبب العدائية وإثارة الجدل التي تشتت الانتباه عن تحقيق الأهداف المشتركة، علاوة على ذلك، تنخفض الروح المعنوية للفريق، ما يؤثر في الإنتاجية.
2. الراتب الذي تتلقاه في العمل
على الرغم من أن الشفافية في معلومات الراتب لها فوائد في بيئة العمل، لأنها تظهر للموظفين أنهم يتقاضون المقابل المادي نفسه نظير أداء مهام مماثلة، فإن هناك أسباباً أخرى تدفع بعض أصحاب العمل إلى الحفاظ على سرية معلومات الراتب، ولهذا يجب ألا تخبر أحداً في العمل بمقدار الراتب الذي تتقاضاه لأن هذا الأمر يمكن أن يسبب مشاعر الاستياء والغيرة بين أعضاء الفريق، كما يمكن أن تفسر معلومات الراتب بطريقة خاطئة إذا خرجت عن سياقها، بالإضافة إلى ذلك حاول قدر المستطاع تجنب الحديث عن الأمور المالية. على سبيل المثال، لا تخبر أحداً كم أنفقت على إجازتك السنوية أو سيارتك أو تجديد منزلك.
3. تحديات ومشكلات الصحة النفسية
يعد التطرق إلى موضوعات الصحة النفسية في مكان العمل أمراً معقداً، فمن ناحية ما زالت المجتمعات العربية تفرض صوراً نمطية على الأشخاص المصابين باضطرابات الصحة النفسية، وعلى الجانب الآخر، فإن العمل ليس المكان المناسب للحديث عن تفاصيل حالتك الطبية والنفسية، خاصة أن هناك الكثير من المعلومات المضللة حول اضطرابات الصحة النفسية، ولهذا فإن الحديث عن اضطرابك النفسي مع زملاء العمل يعد أمراً محفوفاً بالمخاطر، وقد يضع عليك الكثير من العبء النفسي ويسبب مشاعر عدم الراحة؛ إذ إن التحدث حول تحديات الصحة النفسية التي تواجهك يحتاج بيئة آمنة، ولا يوجد أي ضمانات أن بيئة العمل آمنة بالكامل.
اقرأ أيضاً: متى يكون الصمت مفيداً في مكان العمل؟ ومتى يصبح مشكلة؟
4. الخطط المهنية طويلة المدى
إذا كنت تتعامل مع وظيفتك الحالية على أنها مرحلة انتقالية وتخطط خلال مدة من الوقت للانتقال إلى شركة أخرى أو للسفر خارج البلاد، فلا تخبر أحداً في العمل بذلك، حتى لو كنت تثق في زملائك، فإخبارك لهم قد يزرع لديهم شعوراً بالقلق، وربما يجعلهم يترددون بالتعاون معك في مشاريع جديدة خوفاً من مغادرتك قبل اكتمالها.
5. رأيك في أسلوب مديرك في العمل
أحياناً قد تختلف مع طريقة مديرك في العمل، وفي بعض الأوقات يتحول هذا الخلاف إلى غضب واستياء، خاصة إذا كان مديرك في العمل يثقلك بالمهام والمسؤوليات، ولكن مهما حدث لا تنفس عن غضبك من المدير مع زملائك أو باقي أعضاء الفريق لأن الخلاف بينك وبين المدير قد يزول، وغضبك يمكن أن يهدأ، لكن ما قلته لزملائك سوف يظل موجوداً، لهذا إذا كنت تحس بالإحباط من مديرك، تحدث إلى صديق لك من خارج الشركة، ولكن لا تشارك مشاعرك ناحية المدير مع زملائك قط.
اقرأ أيضاً: كيف تستخدم المحادثات القصيرة لتوطيد علاقاتك مع الآخرين؟
كيف تجري محادثات مع زملائك في العمل دون الإفراط في مشاركة المعلومات؟
الانخراط في المحادثات اليومية مع زملائك في العمل يعد أمراً إيجابياً لأنه يقوي علاقتك بهم ويعزز الروح المعنوية للفريق، المهم ألا تفرط في المشاركة أو تكشف عن معلومات شخصية أكثر مما يحتمل الموقف أو تحتمل العلاقة مع زميلك في الفريق. وحتى تحقق ذلك التوازن، جرب النصائح التالية:
1. فكر جيداً قبل أن تتحدث
في المرة القادمة التي تشعر فيها برغبة في المشاركة والتحدث إلى زملائك، توقف لحظة ثم اسأل نفسك: "هل هذه القصة ضرورية؟ هل ستثري الحوار، أم إنني أفرط في المشاركة؟" هل سأندم على هذه المحادثة بعد أيام من الآن؟ ويمكن القول إن التوقف يمنحك فرصة لإعادة التفكير في كلماتك.
2. تعرف إلى المحفزات العاطفية
بعض المشاعر، مثل القلق أو الإثارة أو التوتر أو حتى الغضب، قد تؤدي إلى الإفراط في المشاركة، ولهذا إذا لاحظت أنماطاً، مثل التحدث عن الكثير من الأمور الشخصية في أثناء شعورك بالتوتر، يمكنك تهدئة مشاعرك من خلال تقنيات التنفس العميق أو ممارسة اليقظة الذهنية، بالإضافة إلى ذلك، جرب تحويل التركيز إلى الشخص الآخر.
3. اطرح أسئلة مفتوحة
حين تجري حواراً مع زميلك في العمل، اطرح عليه أسئلة مفتوحة حتى يتأكد من اهتمامك وانتباهك، ولكن تجنب المواضيع المثيرة للجدل، وركز على الاستماع الفعال، وإذا انحرفت دفة النقاش أو الحوار إلى موضوع حساس، أعد ضبط الدفة من خلال استخدام دعابة خفيفة، أو تشتيت انتباه الشخص الآخر وذلك حتى تحافظ على الشعور بالراحة بينكما، وفي الوقت نفسه تحمي حدودك الشخصية.
4. خصص مساحات آمنة للمشاركة
أحياناً نحكي لزميل العمل عن مشكلة صعبة نواجهها في حياتنا الشخصية، أو شعور يسيطر علينا بقوة لأننا لا نملك شخصاً آخر نحكي له، لهذا إذا كنت تواجه تحديات أو صعاباً سواء داخل بيئة العمل أم خارجها، فابحث لنفسك عن مساحات آمنة للمشاركة، بيئة العمل ليست المكان المناسب للتعبير عن مشاعرك، ولهذا يمكنك التحدث إلى صديق مقرب، أو إلى متخصص في الصحة النفسية، يمكنك أيضاً الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم.
اقرأ أيضاً: 5 خطوات عملية لاحتواء الموظف العائد للعمل بعد أزمة نفسية
5. ضع حدوداً شخصية واحترمها
اجلس مع نفسك، وحدد مسبقاً المواضيع التي تشعر بالراحة في مشاركتها مع زملاء الفريق، وبعد ذلك احترم الحدود التي وضعتها، وتأكد جيداً أن الحدود لا تعني إقصاء الآخرين، بل تساعدك على إدارة المحادثات بطريقة هادفة، وفي هذا السياق، يؤكد الطبيب النفسي، سامي العرجان، أنه كلما كانت حدودك واضحة كانت علاقاتك مستقرة وارتباطك مع الآخرين آمناً.
6. تدرب على الاستماع الفعال
عندما تجري محادثة مع زميل في العمل، لا تقض كل وقتك في التفكير فيما ستقوله تالياً؛ بدلاً من ذلك، ركز على الاستماع الفعال إلى ما يقوله الآخرون، والحقيقة أن هذه المهارة سوف تكسبك ثقة زملائك في العمل، وفي الوقت نفسه سوف تجعلك مؤثراً في الفريق، وهذه المهارة يمتد تأثيرها إلى طريقة أدائك في العمل، حيث تجعلك أكثر نجاحاً سواء في مسيرتك المهنية أو علاقاتك الشخصية.