ما هو قلق التعارف؟ وكيف يقلل فرصتك في العثور على شريك حياتك؟

قلق التعارف
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: في حين أنه من الطبيعي أن نشعر ببعض التخوف حينما نتعرّف إلى شريك محتمل، فإن الأمر يتطور لدى البعض إلى اضطراب قلق حقيقي يسمَّى “قلق التعارف”، يؤثر في حياته ككل ويمنعه من إنشاء علاقات تلبي احتياجاته الفكرية والعاطفية، فما الأسباب وراء ذلك؟

لا يجري التعارف بهدف العثور على شريك الحياة المناسب بسهولة دائماً، ويمكن أن يمثل الأمر أحياناً رحلة طويلة مليئة بالمزالق، فبعيداً عن المشكلات الخارجية التي تحول دون اختلاطنا بالناس مثل الأزمات الصحية والقيود التي تُفرض بسببها، هناك أيضاً موانع غير واعية في داخلنا، تعوق انفتاحنا على الآخرين وتقلل فرصنا في عيش علاقات صحية ومُرضية. حللت دراسة علمية منشورة في دورية سيج جورنال (Sage Journal)، أهم الأسباب التي تؤدي إلى قلق التعارف، ففي حين أنه من الطبيعي أن نشعر ببعض التخوف حينما نتعرّف إلى شريك محتمل، فإن الأمر يتطور لدى البعض إلى اضطراب قلق حقيقي يؤثر في حياته ككل، وتشير نتائج البحث إلى 3 مخاوف رئيسة قد تعزز القلق بشأن التعارف والعلاقات.

حينما يصبح التعارف مصدراً للقلق

يعاني كثيرون قلق التعارف الذي يشير إلى حالة الضيق المرافقة للتفاعلات مع الشريك العاطفي المحتمل. أُجريت الدراسة على 122 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 21 إلى 42 عاماً؛ 43% منهم غير مرتبطين، ويقول مختص علم النفس ومدير الدراسة، الأستاذ مايلز ريزفي (Myles Rizvi): “يصبح قلق التعارف مشكلة حقيقة لصاحبه حينما يصل إلى مستوىً يعاني بسببه ضائقة نفسية كبيرة؛ ما يصعّب عليه الاستمتاع باللقاءات العاطفية أو حتى تقبلها”. ويتجنب الشخص الذي يعاني هذا النوع من القلق أي نشاط اجتماعي يمكن أن يقابل خلاله شريك حياة محتملاً مثل الخروج مع الأصدقاء أو حضور مناسبات معينة.

ويتابع المختص: “عندما يمنع القلق الفرد من التعرف إلى الناس وإنشاء علاقات معهم وإشباع احتياجاته العاطفية والفكرية، فهذا يشير إلى أنه يعاني اضطراب قلق ذي دلالة سريرية”، ويرجع هذا الاضطراب إلى 3 مخاوف مختلقة.

الخوف من نظرة الآخرين السلبية

هذا هو الخوف الأكثر انتشاراً بين العزّاب الذي يبحثون عن الشريك المناسب، وهو مشتق من خوف أساسي موجود داخل كل واحد منا: الخوف من حكم الآخرين. لدى الإنسان حاجة حيوية إلى أن يُحِب ويُحَب وأن يحظى بالتقدير والدعم ممن حوله، سواء أكانوا أصدقاءه أم شريك حياته. ولذلك؛ فإنه يخاف أن ينظر إليه الآخرون نظرة سلبية، وهو خوف كامن ولكنه واقعي وموجود لدى الجميع. لكن عندما يتطور هذا القلق إلى ضيق نفسي وخوف دائم، فإنه يصبح مشكلة كبيرة، ويقول المختص: “يرغب المرء في ترك انطباع إيجابي لدى الشريك المحتمل لينشئ روابط معه ويشعر بالانتماء ويلبي احتياجاته، ويرجع خوفه من النظرة السلبية إلى اعتقاده بأنها ستحرمه ذلك كله”.

الخوف من ترك انطباع أولي إيجابي لدى الآخرين

على الرغم من أن هذا الخوف لا يبدو معقولاً، فإن البعض يخاف التعرف إلى شركاء عاطفيين محتملين خوفاً من نظرتهم الإيجابية؛ إذ يخشى الشخص في هذه الحالة أن الانطباع الإيجابي الذي سيتركه لدى الآخر سيخلق في نفسه توقعات عالية من العلاقة. ويؤكد مختص علم النفس إن هذا الاتجاه يتجلى بوضوح بين الذين صرحوا أنهم يعانون رهاب الالتزام؛ إذ إنهم يخشون عدم القدرة على تلبية التوقعات العاطفية الكبيرة لدى الشريك المحتمل.

الخوف من إيذاء الآخرين

وفقاً للباحثين؛ يخاف بعض المشاركين أن يكون الطرف المبادر بالانفصال ومن ثم أن يراه الطرف الآخر قاسياً بلا قلب. علاوة على ذلك، يخاف البعض شعور الذنب الذي قد يسيطر عليه تجاه الشريك المحتمل إذا لم يتمكن من مبادلته مشاعر الحب ومن إيذاء المشاعر الذي سيترتب على ذلك؛ وتنتج من هذا المقاومة النفسية للعلاقات وعدم الرغبة في التعرف إلى شركاء محتملين.

يخشى الأشخاص الذين يشعرون بهذا الخوف المحدد من الاضطرار إلى رفض الآخرين، سواء أكان ذلك برفض محاولاتهم للتقرب منهم أم بالانفصال عنهم، ويقول المختص: “يرجع هذا الخوف إلى الخوف من الانتقام، والشعور بالذنب تجاه إيذاء مشاعر الطرف الآخر؛ لكن قبل كل شيء، الخوف من أن يُنظر إليهم على أنهم أشخاص قساة وعديمو الضمير”.

اقرأ أيضاً: من اللقاء الأول: 5 نصائح لتتعرف إلى شريك حياة مناسب.