ملخص: "مرآة الحبّ عمياء"؛ مَثل شائع لكن ما حقيقته العلمية؟ وهل يمكن أن يكون الحبّ إدماناً؟ وما تأثير الحبّ في قراراتنا المصيرية؟ يجب المقال التالي عن هذه الأسئلة بالاعتماد على نتائج دراسات حديثة ركّزت على التأثير البيولوجي للحبّ في نشاط الدماغ.
محتويات المقال
تقول الباحثة الرئيسة في معهد كينزي بجامعة إنديانا، هيلين فيشر (Helen Fisher) في تصريح لصحيفة نيويورك تايمز (NewYork Times): "يتوق الناس إلى الحبّ ويعيشون ويموتون من أجله؛ إنه يمثّل أحد أنظمة الدماغ الأقوى التي طوّرها الكائن البشري على الإطلاق".
عندما نقع في الحبّ فإن بعض مناطق أدمغتنا ينشط بكثافة، لا سيّما تلك المناطق الغنية بهرمون الدوبامين؛ الناقل العصبي المسؤول عن الرغبة والمكافأة. تضيف فيشر: "يتركّز الحبّ الرومانسي في مناطق الدماغ المرتبطة بالدافع والتحفيز والتركيز". يشبه تنشيط هذه المناطق التأثير الذي تُحدثه مواد الإدمان مثل الكوكايين؛ وهذا ما يدفع بعض الخبراء إلى أن يَعُدّ الحبّ شكلاً من أشكال الإدمان الطبيعي.
مخدّر الحبّ
تُظهر أبحاث الأستاذة المشاركة المختصّة في علم الأعصاب السلوكي بجامعة ميسوري، ساندرا لانغسلاغ (Sandra Langeslag)، أن الحبّ قد يؤدي إلى الشعور بنوع من "النقص" يشبه ذلك الذي يشعر به الأشخاص المدمنون. على سبيل المثال؛ عبّر المشاركون في أبحاث لانغسلاغ عن رغبة أقوى في البقاء إلى جانب شركائهم بدلاً من الاستسلام إلى الرغبة في استخدام سجائرهم الإلكترونية؛ وهذا ما يؤكد تفوّق الحبّ على رغبات أخرى. علاوة على ذلك، درست هذه الباحثة تأثير الحبّ في تركيز الفرد، وكشفت أن المحبّين يجدون صعوبة في التركيز على موضوع آخر غير أحبائهم؛ حيث يفكرون فيهم خلال فترات تصل إلى 65% من أوقات يقظتهم.
الحبّ الأعمى
إلى جانب ذلك، نلاحظ ميلاً إلى إضفاء نظرة مثالية على الكائن الذي نحبّه إلى درجة تجاهل عيوبه وهذا ما يعكس القول المأثور: "مرآة الحبّ عمياء". تؤكد المختصّة في علوم الأعصاب، لوسي براون (Lucy Brown)، هذه الفكرة بعد أن لاحظت نشاطاً محدوداً لمناطق الدماغ المرتبطة باتخاذ القرارات المصيرية لدى الفرد عندما يشاهد صورة محبوبه.
توضّح براون ذلك قائلة: "تشير نتائج الدراسات إلى أننا قد نعلّق الانتقادات السلبية التي يمكن أن نصدرها في حق الشخص الذي نحبّه". ليس الحبّ مجرد عاطفة بسيطة؛ بل هو محفّز قوي للتغيّرات التي تحدث في أدمغتنا على نحو يؤثر في أسلوب تفكيرنا ومشاعرنا وسلوكياتنا. وتُظهر هذه الاكتشافات الأهمية البيولوجية للحبّ.
اقرأ أيضاً: